الاثنين، 19 مارس 2018

ملحمة الامومة الخالدة ///// 17 ///// حنيني لأمي ولأوطاننا العربية الضائعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                     $$  قصيدة النثر العربية  $$
              حنيني لأمى ....( 17 )
           ووطني الحزين ..!
                            كلمات
                  أحمد عبد اللطيف النجار
                         أديب وشاعر

ما زال احتفالي بعيد الأم مستمراً ، فالأم هى وطننا الصغير  الذي نحتمي به  من غدر الزمان !
أما الوطن الحزين ، فهو همّنا الكبير وحلمنا الضائع  في زمن الضياع والغدر والهوان  !!
  $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$

أبكي عليك ...
يا وطني ...
ويدمع قلبي ...
المقروح ...
أتنفس كما ...
الأموات ....
لكن في طلوع ...
الروح ...!
أرى شعبي ...
المخدوع ...
يطأطأ رأسه ...!
في خضوع ...!
يقول  أعيش ...
مخدوعاً ...
ولا أموت ....
مصروع ...!
بكيت عليك ...
يا وطني ...
بكت أمي ....
لأحزاني ....
قالت أتبكي ...
يا ولدي ...
علي أهلي وخلاّني ..؟!
صار الكل ...
مخدوع ...
في وهمّ ضاع ...
وأماني ...!
بكاء الدهر ...
لا يكفي ....
يخفف ....
عني أحزاني ....!
ليت يعود ...
المفقود ...
ليت تعود ...
أوطاني ....!
ليت تعود ....
أوطاني ...!!
$$$$$$$$$$$$
سألت أمي ....
عني وطني ...
أحقاً تشعر الأوطان ؟!
أحقاُ تبكي ...
من رحلوا ....
من الإنس أو الجان ؟!
أجابت أمي ....
يا ولدي ...
ألا ما أجهل الإنسان !
يعيش العمر معلوماً ...
فمجهولاً ...
فنسيان ...!
إلا الوطن  نفديه ...
وفيه القلب ولهان ...!
نحن نحيا بالأوطان ...
ونعشق فيها الأزمان ...!
نعشق فيها الأزمان ..!!
$$$$$$$$$$$$$
حنانك  أمي ...
أعطاني ...
أريجاً ...
يحضن أوطاني ...
لعشق  الوطن ....
يدعوني ...
قلبي أجاب ...
ودعاني ....
تراب الوطن ...
مسجوناً ...!
يئن بشوق ....
أبكاني ...!
يقول ويحكم ...
ضاعت معالمكم ...
وخلاّني ...
فهل أصبحنا ...
يا وطني ...
نرجو الناس ...
إحسانِ ..؟!
راح العز ...
وانهزمت ...
بطولة أمس ....
ومعاني ...
آه  أماه ...
أواه ...
لكل رمز إنساني ...!
صرنا في ..
زمان الغدر ...
راح الشعب ...
يعاني ...!
أصبح عِرضه ....
مكشوف ....
تنهش فيه غربانِ ..!
تنهش فيه غربانِ !!
$$$$$$$$$$$$$
وطني همّي ...
الأكبر ...
كسر نفسي ...
بفقدانه ...
سألت عنك ...
يا وطني ...
طوب الأرض ...
بكي الطوب ...
بحنانه ...
قلت أتبكي ...
من حزنك ..؟!
قال قهري ...
وأشجانه ...
أضعتم وطني ...
في حروب ...
وراح مني أمانه ...
وصار الموت ...
معزوفة ...
نشيداً ....
عذب  ألحانه ...
ضاع وطننا الأكبر ...
وتاهت منّا بلدانه ..!
تاعت منّا بلدانه ...!!
$$$$$$$$$$$$$
رأيت أمي ...
في النوم ...
تبكي عروبتنا ...
قلت أمي ...
كفاكِ بكاء ...
ضاعت معها ...
وحدتنا ...
اتفق العرب ....
ليختلفوا ...
وعقدوا قمة ...
لمّ الشمل ...
واحتاروا ...
في لمتنا ...!
قالوا كيف ...
العربي يهون ؟!
وضاعت منّا ...
كرامتنا ...!
لماذا .... ولماذا  ؟!
ولماذا ......؟!
كانت نهاية  قمتنا ..!
الله عليكم ...
رؤسائنا ...!
ورحمة ونور ...
لعروبتنا ...!
رحمة ونور ...
لعروبتنا ...!!
رحمة ونور ...
لعروبتنا ...!!!
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
               أحمد عبد اللطيف النجار
                      أديب وشاعر  




آهاتي اليها !!! ///// 2 ////////////////////////////////////////////////////////////////

         آهاتي إليها  ...!  ( 2 )
             إلي مجهولة الاسم والعنوان ...!
                            كلمات
                أحمد عبد  اللطيف النجار
                       شاعر مجروح

11 // آهة حادية عشر ....
انتهى زمن الآهات ...
لما شوفت حبي مات ...
ابكي ليه علي حبها ..؟!
عوّدت قلبي علي السُكات ...
عوّدت قلبي علي السُكات ..!
&&&&&&&&&&

12 // آهة ثانية عشر ...
شوفتها مرة صدفة ....
قلبي صرخ قال لي آه ...
قلت له يا قلبي اسكت ...
وأتعلم من الحياة .....
اللي باعك ليه تحبه ..؟!
ليه تحلّق في سماه ..؟!
ليه تحلّق في سماه ..؟!
&&&&&&&&&

13 //  آهة  ثالثة عشر  ...
قلبي عليل صرخ آه ...
لما راح حبه وتاه ...
كان يفتكر عشقه دواه ...
قلت له واهم يا قلبي ...
كرهها  سر الحياة ...!
كرهها سر الحياة ..!!
&&&&&&&&&

14 // آهة رابعة عشر....
آهين علي قلبي الحزين ....
يبكي شوق ، يبكي أنين ....
واللي غدروا في حبه ...
في حياتهم فرحانين !
عشنا زمن الغدر شوفنا ...
قلوب كتير مجروحين ...!
قلوب كتير مجروحين ...!!
&&&&&&&&&&

15 // آهة خامسة عشر ...
الجراح لو فيها آه ....
جرح قلبي فيه أهين ...!
لازم أكبر علي الجراح ...
قلبي يشفي المجروحين ..!
قلبي يشفي المجروحين ..!!
&&&&&&&&&&

16 //  آهة سادسة عشر ....
انجرحت كتير يا قلبي ....
من حبايب غدارين ....
انجرحت وقلت آه ....
لقلوب المشتاقين ....
قلت  اصبر علي ...
اللي جرحك ...
بكرة تجرحه السنين ...!
بكرة تجرحه السنين ...!!
&&&&&&&&&

17 // آهة سابعة عشر....
قلنا آه يا قلبنا ....
علي اللي باعوا حبنا ....
اللي جرحوا مشاعرنا ....
جرحكم دا هدنا ...
وانكسر فينا الحنين ...
في اللي خانوا عهدنا ...!
في اللي خانوا عهدنا ...!!
&&&&&&&&&

18 // آهة ثامنة عشر ....
 الأشواق ممكن تهون ....
والقلوب جايز تخون ....
واللي مش ممكن يكون ....
إني أجازف وأخسرك ...
لو تدمع العيون ...!
لو تدمع العيون ...!!
&&&&&&&&&

19 // آهة تاسعة عشر ....
آه وآه  تفرق كتير ....
في قاموس العاشقين ....
عشقهم أصبح مُحال ....
في زمن الغدارين ....
كل أحوالهم ألم ....
في الغرام مشتاقين ....!
لو سألناهم سؤال ...
كانوا لينا سائلين ...
كانوا لينا سائلين ...!!
&&&&&&&&&

20 //  آهة عشرون .....
كنت أسأل الآهات ....
ليه تزلزل حبنا ...؟!
كنت أتعجب في روحي
ليه نعذب نفسنا ...؟!
وادعي من قلبي ...
وأقول ....
رحمتك يا ربنا ....!
رحمتك يا ربنا ....!!
&&&&&&&&&&&&&&&&&
              أحمد عبد اللطيف النجار
                  شاعر مجروح

&& للآهات بقية .....
              && إن شاء الله &&

 


آهاتي اليها .....! ///// 1 /////////////////////////////////////////////////

             آهاتي  ...إليها ..!
               إلي مجهولة الاسم والعنوان ...!
                               كلمات
                       أحمد عبد اللطيف النجار
                            شاعر مجروح
                  &&&&&&&&&&&&
1//  آهة أولي .........
آهين وآه    ..... آهين وآه ..
قلبي انسحب من الحياة ....!
من ظلم  ناس حبهم ...
من غدرهم إحساسي تاه ..
قرر يقول كلمته ....
ويعترض بألف لا ...!
يعترض بألف لا ...!!

&&&&&&&&&&

2//  آهة ثانية ........
قلبي اتوجع من الآهات ...
إحساس جميل في قلبي مات ...
لما البشر تكره في ذاتها ...!
ولما تتكدر حياتها ...!
وتموت في ذاتها كل ذات ..!
تموت في ذاتها كل ذات ...!!

&&&&&&&&&&
3// آهة ثالثة  ......
يا خسارة حبي اللى راح ...
كنت افتكر قلبي استراح ...
أصبح عليل عارف دواه ...
ما بين آهين وآه وآه ...
علي شباب حبه وصباه ...
ضاع معاه طوق النجاة ...!
ضاع معاه طوق النجاة ...!!

&&&&&&&&&&

4// آهة رابعة .....
يا عيني علي حبي وحبك ....
وقلب طيب أصله حبك ...
ولما نطق وجع وآه ...
كنتي في  يوم  حبه ومناه ....
ندم علي كل اللي قاله ...
صوت كلامه في حلقه تاه .!
صوت كلامه في حلقه تاه ..!!

&&&&&&&&&&

5// آهة خامسة .....
كنتي الأمل ، كنتي النجاة ...
قلبي سألني ايه حصل ؟!
قلت شعوري راح وتاه ...
خلاص تعب وكله آه ....
كان لازم أنسا حبها ....
وأعيش وحيد في الحياة ...!
أعيش وحيد في الحياة ....!!

&&&&&&&&&&&

6 /// آهة سادسة .....
عملنا إيه بالآهات ...؟!
لما الألم عدى وفات ....
بإيه يفيد بس الندم ...؟!
أنا نبض قلبي انعدم ....
لما الحبايب باعوا فيه ....
كل المشاعر والحاجات ...!
كل المشاعر والحاجات ...!!

&&&&&&&&&&&

7 // آهة سابعة .....
يمكن آهاتنا تكون حنين ...
يمكن  نكون مشتاقين ...!
ونعيش لبكره بفرحنا ....
نكبر ويصغر جرحنا ...
وربنا هو المعين ....!
وربنا هو المعين ....!!

&&&&&&&&&&&

8 // آهة ثامنة .....
شايف آهاتنا ليه بعيدة ...؟!
وقلوبنا خايفة مش سعيدة ....
قلبي ابتدا تاني من جديد ...
مع قلوب عايشة وحيدة ....
يمكن يكون فيها الأمل ....
علي حبنا تكون شهيدة ....!
علي حبنا تكون شهيدة ...!!

&&&&&&&&&&&

9 // آهة تاسعة .....
شوفتوا الآهات ازاي تكون ...!
تتعب قلوب ممكن تخون ....!
لو كانت  قلوبكم شوقها جامد.....
ممكن تقابلوا قلب دون ...!
وتطيب آهاتكم من الجراح ...
بقلب طيب وحنون ....!
قلب طيب وحنون ....!!

&&&&&&&&&&&

10 // آهة عاشرة ......
حبيبتي ليه حبك آهات ....؟!
ليه تكسري قلبي الحزين ..؟!
وتضيّعي الذكريات ....
ربيع غرامنا راح وضاع ....
مع عمرنا عدى وفات ...!
مع عمرنا عدى وفات ....!!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
                   أحمد عبد اللطيف النجار
                         شاعر مجروح    

&& للآهات بقية إن شاء الله .







لون الحياة !! //////////////////////////////////////////////////////

لون الحياة
( قصيدتي مستوحاة من المسلسل المصري  ــ سارة ، العودة إلي وضع الجنين ــ يعني الانسحاب الذاتي من الحياة ، حقيقي مسلسل متميز جداً ، خاصة موسيقاه التصويرية المدهشة  )

           كلمات / أحمد عبد اللطيف النجار
                      شاعر أم الدنيا

آهين وآه ، وآه وآه
لما البشر تبقى قلوبهم
متحجرة والقلب تاه
آهين علي دنيا البشر
متذبذبة بين خير وشر
أنا قلبي بينهم انحشر ...
طالب نجاه...
&&&&&&&
الحياة علي كل لون
الأخضر يعني الحنان
يعني المحبة والأمان
يعني يعيش فينا الأمل
ويعود الحب اللي كان
&&&&&&&
الأحمر شايفه علامة
ساعات يعبّر....
عن الوسامة
لكنه في يوم القيامة
في جهنم حسرة وندامة
&&&&&&&
الأصفر  يعني الخمول
ورق الشجر حالته ذبول
يعني الخريف حل علينا
يعني الصعاب ملهاش حلول
&&&&&&&&
الأزرق يعني العمل والاجتهاد
شكل عمال المصانع والبلاد
لأجل  تكبر بينا مصر
تبقي أم الدنيا وكل العباد
&&&&&&&&
الأسود رغم سماره
لون عجيب في اختياره
انطباعه قاسي جداً
لكنه صلب في قراره
&&&&&&&
البمبي يعني سعادة
 تبقي أفراحنا زيادة
ولا تنقطع لينا عادة
وننظم خلفة وولادة !
&&&&&&&
البني دا لون عجيب
في الأصالة شيء مهيب
لو كنت في الحق واضح
ممكن الباطل يصيب !
&&&&&&&
البنفسج لونه يعني نرجسية
لون ورمز للآسية !
رغم أن ريحته حلوة
لكنه خسر القضية !
&&&&&&&
الأبيض لون الصفاء
قلبه يشع بضياء
يتحمل منك آسية
تكسبه بكلمة وفاء
&&&&&&&
يا كل عشاق الحياة
في الحياة ألوان كتير
اختار لنفسك أي لون
عامل الناس بضمير
ابعد عن الظلم وقول ..
للظالم أين المصير ؟!
لو تنام علي الشوك بعدلك
تقلب الشوك لحرير ... !
والكل يكبر في نظرك ..
الغفير قبل الأمير
&&&&&&&
شيء جميل شفناه في سارة
دراما هادفة وأصيلة
شفنا قلب الأم يبكي
علي بنتها الحلوة العليلة
المرض عصر فؤادها
عجزها مالوهش حيلة !
والشقايق شفنا نارهم
قايدة علي سارة الجميلة
قلبهم جامد وصخر
بين كل أبناء العيلة !!
&&&&&&&
شوفنا الآسية ألوان
مات وضاع الحنان
الكل باع ، الكل خان
واللى كان قلبه دهب
قالوا دا  رجل مُهان
غدارة يا دنيا الإنسان
قلبك قاسي وقساوته
غلبت قساوة الحيوان !!
لما نشوف الدم ميه
والأطماع جوانا حية
يبقي علي البشر السلام
من غير وداع ولا تحية
من غير وداع ولا تحية
من غير وداع ولا تحية !!

                                أحمد عبد اللطيف النجار
                                      شاعر أم الدنيا














سرديات قصيرة //////// عجز الكادحين !! ////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة     
ــــــــــــــــــــــــــ
                       عجز ا لكادحين !
                                                 بقلم
                                     أحمد عبد ا للطيف ا لنجار
                                              أديب  عربي

                                  ( ليست مجرد قصة )  

                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الحياة الطويلة العريضة التى نحياها مليئة بقصص الكادحين الذين خاضوا غمار تلك الحياة بنفوس راضية مطمئنة ،نفوس يملؤها الإيمان واليقين فى رحمة الله .
لكن (أحياناً) يكون من الصعب على النفس الكادحة أن تجد أنها عاجزة عن فعل أى شىء نافع لها أو للآخرين!!
من تلك النفوس أقص عليكم اليوم قصة مآثرتلك الفتاة المسكينة ذات
النفس البريئة التى لاتحمل حقداً أو ضغينة لأحد على وجه الأرض.
جاءتنى مآثر ذات يوم مكسورة الخاطر والفؤاد قائلة:
نحن أسرة صغيرة مترابطة نحب بعضنا بعضاً ، أسرتى مكوّنة من ثلاثة أفراد أبى الذى يبلغ من العمر 70عاماً وأخى عبدالستارالذى حصل على دبلوم فنى متوسط بعد كفاح مرير وأنا ، أما أمى فقد توفيت ونحن ما زلنا صغار ،وكنا نعيش كأى أسرة بسيطة نتحمل الظروف الصعبة القاسية وعائلنا هو أبى الذى خرج إلى المعاش وتقاعد لمرضه الشديد بحساسية فى الصدر ، نفسي المرض الذى ماتت بسببه أمى بعد معاناة رهيبة.
وجدت نفسى وأنا طالبة بالصف الأول الثانوى سيدة البيت المسئولة عنه وأن علىّ أن أدبّر حياتنا بمعاش أبى البسيط الذى لا يتجاوز ستون جنيهاً ينفق جزء كبير منهاعلى الأدوية الضرورية ، فأصبحت
أذهب للمدرسة كل يوم ثم أذهب إلى السوق لأشترى الطعام وأعود لأنظف البيت وأطهو الغذاء وأغسل الملابس وأجلب المياه على رأسى
لأن بيتنا ليست فيه حنفية ماء واحدة !
أما أخى عبدالستار فعمل فى مكتب للتجارة يديره أحد أقاربنا خلال أجازة الصيف وعندما تبدأ الدراسة يترك العمل ويتفرغ للدراسة ،لكننا لم نستطع تحمل الحياة بالمعاش الصغير فاضطر أخى للخروج مرة أخرى للعمل كمرمطون فى محل للحلوى بمرتب صغير للغاية!!
وواصلنا الحياة بصعوبة ولكن نفو سنا مليئة بالمرح والأمل والعطف والحب لبعضنا البعض،فكنت فى أيام الشتاء الباردة لا أجد ما نقتات به وأرى أخى المسكين عبدالستار عائداً من معهده على قدميه مسافة خمسة كيلوا مترات منهكاً فأقوم على الفور وأصنع عجينة من الدقيق والزيت والماء وأصنع منها فطائر (عجينة) نأكلها بالسكر ونحمدالله على نعمته ،أما فى أيام رمضان فكان بعض الجيران يدعوننا للإفطار بدعوى(العزومة) وهى فىالحقيقة(صدقة) وجزاهم الله خيراً على كل حال ،كما اضطررت فى مرات أخرى لقبول المساعدات المادية من بعض الأهل فى رمضان فى صورة(هدية) وهى فى الحقيقة زكاة المال التى يخرجونها علينا!!
رغم كل شىء كانت الأيام تمر وربك لا ينسى عباده مهما كان الظلام فعندما كنت مريضة بإلتهاب اللوزتين المزمن وأنا فى المدرسة وعرفت زميلتى بذلك فما كان منها إلا أن أحضرت لى كوب شاى وساندوتشاً على حسابها، أما أخى الحبيب عبدالستار فقد طلب منهم المدرس  أن يدفع كل منهم عشرون جنيهاً لحجز كتاب في اللغة الانجليزية‘  فوقف عبد الستار صامتاً حائراً ،فماكان من زملائه إلا أن جمعوا له هذا المبلغ الكبير ودفعوه بأسمه!
وكثيراً ما كانت الأخصائية الإجتماعية فى مدرستى توّزع فى بعض الأيام سندوتشات على الطالبات الفقيرات فكنت أظل طوال الفسحة اتمشى أمام مكتبها ذهاباً وإياباً حتى ترانى وتشفق على فتعطينى ساندوتش بيض أو جبنة اتناول نصفه واحتفظ بنصفه الآخر لأخى عبدالستار حين أعود للبيت  !!
أما المفاجأة الكبرى فقد حدثت حين نهضت أنا وأخى ذات يوم للذهاب
للمدرسة وكان الجو بارداً جداً وكنت فى غاية الجوع وليس فى البيت أى طعام فقررت أن أشرب أنا وأخى كوباً من الشاى فقط ونخرج ولم أجد عود كبريت لأشعل الموقد فرحت أبحث عن عود كبريت فى شنطة المدرسة وفى جيوبى لفترة طويلة ، فإذا بالمفاجأة الكبرى اننى وجدت ورقة مالية من فئة الجنيه ،لا أعرف من أين جاء ولا كيف اختفى طوال هذه المدة فصحنا من الفرح وأسرعت فاشتريت عدة أرغفة من الخبز وأكلنا بعضها وكان ساخناً لذيذاً بالسكر وتركنا لأبى رغيفين وخرجنا إلى المدرسة ونحن نمرح ونضحك..!!
وهكذا مضت أيامنا حتى تخرج أخى من معهده بصعوبة بالغة بسبب ظروفنا واضطراره للعمل ، أما أنا فقد وصلت إلى الثانوية العامه لكنى رسبت فيها عامين متتاليين بسبب إضطرارى أيضاً للعمل بعد( غلاء المعيشة الرهيب) وارتفاع ثمن الأدوية لأسعار فلكية! وقد اضطررت لإعادة الثانوية العامه للمرة الثالثة وقد دفعت(مهر عروسة) للمدرسة لكى تعيد قيدى وكان مبلغاً كبيراً اقترضناه من الأهل وظللت أسدده فترة
طويلة على أقساط شهرية حتى لايضيع مستقبلى ، وعاد أخى عبدالستار للعمل مرة أخرى لمساعدتنا على الحياة الصعبة!
ذات يوم رجع عبدالستار من عمله وحدّثنى عن فتاة تعمل معه وأنه يحبها ويرغب فى الإرتباط بها !
يا إلهى أخى عبدالستار يحب!! نعم يحب ! وفرحت له من قلبى وأنا فى
داخل نفسى أعلم أنه ليس من قدرنا نحن الكادحين فى بحرالحياة الهائج أن نحب ونتزوج!!
 كيف ومن أين ولماذا؟!!    ..... كيف ؟!!  ... من أين ...!! ..ولماذا؟!!
وحدث بالفعل ما توقعته من أول جلسة رأيت فيها فتاته وأدركت من أول نظرة أنها ليست من ذلك النوع الصابرالذى يمكن أن تنتظر كفاح فتاها إلى أن يكّون نفسه، وعندما صارحتها أن أخى لا يملك أى شىء غير راتبه الصغير وأن أمامه الطريق طويل حتى يكون جاهزاً للزواج،
طلبت منى مهلة للتفكير وكان ردها سريعاً أنها لا تستطيع الإنتظار وتريد عريساً جاهزاً ،وقتها أشفقت على أخى عبدالستار مما ســــــوف
يشعر به من عجز وألم حين أبلغه بذلك!
وحدث ما توقعته وأصبح عبدالستار حزيناً شارداً لا يتكلم إلانادراً وحاولت إقناعه بأن هذه الفتاة لاتستحق الحزن عليها فأجابنى متألماً بأنها على حق فيما قالت لأن الحب والزواج ترف لاتسمح به ظروفنا!!
وتضاعفت آلامى حين ظهرت نتيجة الثانوية العامه ورسبت للمرة الأخيرة وضاع مستقبلى وأملى فى النجاح نهائياً ، وصدّقنى أخى حين عرفت ذلك لم أبك لأن الدموع جفت طوال السنوات السابقة وإنما قلت الحمد لله على كل حال ، وأنا الآن فقط أعيش فى حيرة كبيرة وأريد مساعدة أخى عبد الستار فالوظيفة راتبها ضعيف وأرجو أن يسخّر الله له أحد رجال الأعمال العرب لمساعدته بقرض صغير ليبدأ مشروعاً صغيراً يستطيع أن يبدأ به حياته العملية ويقف على قدميه.

&& تلك السيرة الذاتية الرائعة لتلك الأسرة الكبيرة هي حقاً وصدقاً خير تجسيد للأسرة المسلمة الصالحة كما أراد المولى جل فى علاه بأن تكون تراحماً وتعاطفاً وتكاتفاً فى وجه أنواء الحياة !
اعلمي أختاه إنه إذا غابت الشمس عن حياتك اليوم فسوف تشرق غداً بإذن الله، وإدا أمطرت السماء صواعق فسوف تصحو السماء بإذن الله، إن خطوات الفشل ليست نهاية الطريق بل هى بدايته!
لا تحزنى سوف تنجحين فى إختبار الحياة الحقيقى بعون الله، وكونى على يقين إنكِ لم تخسرى أى شىء ما دمت لم تخسرِى إيمانك باللـه
فليس المهم أن يعرف الإنسان متى يصل ولكن الأهم أن يعرف أنه سوف يصل يوماًَ ما بمشيئة الله.
لقد تأملت كثيراً فى مغزى هذا التراحم الملائكى الذى يأسر القلوب وأنت تتقاسمين كسرة الخبز التى حصلت عليها فى المدرسة وتحرمين نفسك من نصفها لتقديمها لشقيقك فى البيت أو وأنتما تتقاسمان أرغفة
الخبز الجرداء بلا آدام لتتركا لأبيكما المريض بعضاً منها ليأكله!!
ياالله .... يا الله !!...إنها صورة رائعة من صور الرفق الذى قال رسولنا الكريم أن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخله عليهم، أما أخيك عبدالستار فسوف يُسخّرله المولى برحمته من يساعده فى مشروعه الصغير ،وأنى لأرجو الله أن يهدى ر جال الأعمال فى أمتى الإسلامية والعربية إلى طريق الحق ومساعدة شباب الأمة اليائس بمشروعات حقيقية ناجحة وليس نوادى ملاهى وصالات ديسكو وقنوات فضائية (جوفاء) تهدم نفوسهم وتسرق جيوبهم وتحطم آمالهم وأحلامهم عن طريق مسابقات المحمول والوهم العريض!!!.... و تفسير الأوهام  ،، أقصد تفسير الأحلام !!!
أتمنى أن أجد فى أمتى رجل أعمال فى وزن رجل الأعمال المصرى الراحل عثمان أحمد عثمان الذى كان قدوة ومثل لم نحتذ به  للأسف، بل مشينا نلهث وراء أقزام وشياطين أعمال لا يهمهم غير مصلحتهم فقط وليذهب الجميع إلى الجحيم بعد ذلك!! وهذا ما فعلوه بنا طوال عصر اللص الأكبر حسني الغير مبارك .... ومازالوا يفعلون !!!!!!!!
ولسوف تحققين لنفسك كل ما تحلمين به وكل ما تستحقينه من الدنيا بعد كل هذا العناء ،وبهذه النفس الروحانية الطيبة العطوف التى تنطوين عليها واعلمى أن التعليم العالى ليس هو طريق النجاح الوحيد فى الحياة ! فدروب النجاح عديدة، ومدرسة الحياة أكبر جامعة إنسانية لمن يريد أن يتعلم حقاً وتصقله التجارب والإختبارات والإبتلاءات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 && إقرار  علي مسئوليتي الشخصية والأدبية والمهنية .......
       جميع الأسماء والأماكن الواردة بقصصي من بنات أفكاري ( يعني من وحي خيالي ) وإن
       كانت الأحداث والوقائع حدثت بالفعل وحقيقية 100% ــ  هدفي هو نشر نوع جديد و
       مبتكر من الأدب الإسلامي والإنساني الواقعي يسمو بالروح إلي آفاق رحبة من الرقي والحب
       والتسامح ونشر الوعي الإسلامي بين كل الفئات بأسلوب سهل بسيط  لا تعقيد فيه ولا غموض
   شباب هذا العصر لا يقرؤون  ولا يهتمون مطلقاً بالقراءة لانشغالهم بالانترنت والفيس بوك  ذلك العالم السحري الذي لا حدود ولا أوطان له ‘ فصار العالم كله قرية صغيرة ،، فكان ولابد من التفكير في إبداع أدب جديد يناسب تفكير شباب وفتيات القرن الحادي والعشرين ، وقد أخذت على عاتقي التفكير بجدية في ابتكار ذلك الأدب الهادف في سطور قليلة سريعة القراءة وفي نفس الوقت سريعة التأثير في النفس ، وقد وفقني المولي عز وجل في تأليف أكثر من   8000 قصة قصيرة أو ممكن تسميتها نصوص أدبية من الأدب الواقعي الذي يعالج نقائص النفس البشرية ويداوي جراحها !!
ومازال التأليف مستمراً بعون الله   
                                                                أحمد عبد اللطيف النجار
                                                                       أديب  عربي