الخميس، 22 مارس 2018

اسمعي يا مصر !!! //////////////////////////////////////////////////////////////////



     اسمعي يا مصر !!

                                       بقلم
                           أحمد عبد اللطيف النجار
                               أديب ومفكر عربي

   لتعلمي يا مصر أنني عندما أخاطبك ، فأنني أخاطب فيك مصر العربية                  الإسلامية ، وليست مصر الفرعونية ، فكم ابتلينا من فراعينك يا مصر ،       وأخرهم الفرعون الأخير محمد حسني مبارك !!
   قرأت في إحدى صحفك المسائية ( صحيفة المساء) الصادرة بتاريخ
   12 رمضان 1417 هجرية . استغاثة امرأة مكلومة !!                       
   ولاحظي يا مصر أن الاستغاثة جاءت قي شهر الخير والبر !
  لقد هزتني كلمات الاستغاثة من الأعماق ، وتساءلت : هل نحن حقاً
   مسلمين حقيقيين ؟!!          
هل أعيش حقاً في دولة ( مسلمة ) دستورها الشريعة الإسلامية كما             يدعي أولي الأمر فيها ؟!!
&& تقول المرأة المسكينة في استغاثتها تحت عنوان  ( ساعدوني .. يا ناس  ) .." أنا زوجة عامل ارزقي  وحامل في الشهر التاسع ومشكلتي التي اطمع في مساعدتكم علي حلها هي إنني مريضة بالسكر وحالتي كما أكد لي الأطباء خطيرة ، ولابد من إجراء الولادة ( قيصرية ) في مدة أقصاها أسبوع  ، حاولت استدانة
التكاليف  المطلوبة لكني فشلت ولا أدري ماذا أفعل ؟!
ان كل ما اطمع فيه ( 200 جنيه ) لمواجهة نفقات العلاج اللازمة لي أثناء وبعد الولادة ، فهل أجد من يقف بجانبي في هذه الظروف ؟!
·     تلك هي كلمات الاستغاثة يا مصر ، إنها توضح لنا ما كان يحدث للشعب المصري المسكين في عهد زعيم اللصوص العرب حسني مبارك ،، وهي كلمات عادية جداً عند الكثيرين في هذا الزمن الصعب  الذي كان يمر به شعبك المسكين !!
·                 لكن وراء كل كلمة من كلمات الاستغاثة مغزى ومعني !!!
·     وأني لأتوجه إليك بالسؤال يا مصر ، أين أجهزتك التنفيذية ، أين حكومتك التي هي مسئولة بحكم الدستور والقانون  عن رعاية وعلاج شعبك المطحون ؟!!
·     أنا لا أتوجه باللوم والعتاب إلي شعبك البائس ، ذلك لأن المرأة المسكينة ( صاحبة الاستغاثة ) لم تجد من يقرضها مصاريف الولادة القيصرية ، لأنني أعلم جيداً أن شعبك الحقيقي    مطحون ومغلوب علي أمره !!
·     لا تتعجبي يا مصر  عندما أقول شعبك الحقيقي ، فهناك طبقة أخرى من المصريين ( منهم رجال الأعمال والفنانين )  تعيش فوق السحاب ... مصيبة هؤلاء أنهم مثل النبات الطفيلي يعيشون علي كد وعرق الآخرين ولا تنتمي إلي تراب أو وطن أو دين !!!... طبقة معدومة الضمير تجيد حب نفسها فقط ، تجيد حب الظهور والأضواء البراقة ... وهاهم بعد أن قمنا بأكبر ثورتين في تاريخ مصر المعاصر ، ها هم لا يقدمون أي شيء نافع للوطن مثل إنشاء المصانع العملاقة وتشغيل ملايين العاطلين ، بل هم يتركونك يا مصر تعيشين على المعونات من
الأشقاء العرب ،، هؤلاء يا مصر يبخلون عليك بما كنت أنت سبباً في عزهم وغناهم وبما استولوا عليه من ثرواتك وأراضيك في عهد زعيم اللصوص العرب حسني مبارك !
أما المساكين وأنا منهم ، فلنا الله ... لنا الله !!
أين حكومتك يا مصر ؟! ... أم أنها تجيد فقط مهرجانات النفاق  والفن للجميع ، والبؤس والذل والمهانة لشعبك المسكين ؟!
أين حكومتك من ارتفاع الأسعار الرهيب (( في كل شيء )) .. لا رقابة في الأسواق .. لا رقابة علي الجزارين .. وما أدراك ما الجزارين !!
أين حكومتك وعلماؤك المسلمين  يا مصر ؟! .. أين علماء الأزهر الشريف  في نشر الوعي الإسلامي الصحيح المعتدل بين الناس أجمعين ! ... علي مدي أكثر من خمسين عاماً لا أرى سوى مجلتهم ( الكسيحة ) الأزهر الشريف ... نفس الأسلوب العقيم ونفس الكلام  يُعاد آلاف المرات ، ونفس الوجوه الكئيبة ، وجوه عواجيز الفرح ، تنشر فكرها الذي عفي عليه الزمن ، أما أفكار الشباب وأحلامهم ، فلا مكان لها علي تلك المجلات العتيقة (( الأزهر الشريف ــ منبر الإسلام ) !!!!
احرصي يا مصر علي رجولة أبنائك ودينهم المعتدل وأخلاقهم ، وصوني شبابهم وصحتهم من أن يعبث بها العابثون ، أو يتجر بها المتاجرون ممن يعيشون علي أثمان الأعراض  والأخلاق  و.. (( يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ))
ولتروج بضاعتهم وتزدهر تجارتهم ، أولئك هم أصحاب الروايات الخليعة التي تثير الغرائز، والصور العارية والأدب المكشوف علي الفيسبوك وتكنولوجيا العصر المدمرة ،،
هؤلاء هم (( عبدة الشيطان )) الذين ابتلانا الله بهم في آخر الزمان !!
&& أنت يا مصر في محل الزعامة والقيادة للعالم الإسلامي كله ، ولا تأتي الزعامة والسيادة والقيادة إلا بعد الاستقامة والثبات والنجاح الواضح في امتحان العفة وطهارة الأخلاق !
تذكري يا مصر قصة يوسف عليه السلام التي مرّت علي أرضك ، ووقعت  بين سمعك وبصرك ، وكيف ثبت في الامتحان ، وكيف حافظ على دينه وعفته !
فكانت نتيجة ذلك : الثقة والاعتماد والسيادة والملك ، واقرئي إن شئت : ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ستبوأ منها حيث يشاء . نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) الآية 56 سورة يوسف .
بل ولا حياة ولا شرف إلا بالدين والرجولة والأخلاق .
فكيف وأنتِ في ميدان القتال وساحة الجهاد مع الإرهابيين في سيناء ، فلابد ن تحفظي وصية قائدك الكبير سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وتذكري ما قاله لخلفائه في أرضك :
( .. واعلموا أنكم في رباط إلي يوم القيامة ، لكثرة الأعداء حولكم ، وتشوّق إليكم والي داركم .)
إنك يا مصر من أغنى بلاد الله  ، ولست أعني بالغنى خصب الأرض وكثرة الموارد  وإنك لغنية فيها من غير شك ، ولكني أعني غناكِ في المواد الخام ، وهي الشعب الذي توفرت فيه المواهب والقوي ، خصوصاً ما يسكن منه في أريافك ، فهي المناجم التي لا تزال مدفونة  والمعادن التي لم تُستخرج بعد !
هذا الشعب قوي الإيمان ، قوي الشخصية ، قوي الجسم ، فلو انك أحسنت تعليمه وتربيته وعلاجه ، ووضعته في محله
لكان حارسك الأمين ، وجندك القوي وثروتك العظمي !!
&& هذه كلمة أرجو بها وجه الله ، أريد أن أقولها في أذنك يا مصر :  لله في خلقه شئوناً ، وإنه أعظم غيرة من كل غيور ، وأنه لا يعطي نعمة دينه إلا لمن يعّظمها ويجّلها ويقّدرها حق قدرها ، فإذا رأى منكِ استغناء عن الدين وما ينبي عن احتقار لشأنه ، واستصغار لأمره وزهد فيه وانصراف عن خدمته ، وتقصير في أداء رسالته ، واعتزاز بمبدأ غير الإسلام، وتشرف بغير سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ؛ استغنى عنكِ علي مآثرك السابقة وثرواتك الضخمة ومدنيتك الفخمة !!
قال  تعالي ( سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) 38 / سورة الأحزاب .
وأن الله تبارك وتعالي حذر العرب الأولين وقال لنبيه صلي الله عليه وسلم ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها كافرين ) وقال تبارك وتعالي للمسلمين ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) .
&& أعود إلي ما انقطع من حديثي عن تلك المرأة المسكينة التي ( تستجدي) مصاريف ولادتها علي صفحات الجرائد ،، وفي نفس الوقت كان حاتم الجبلي وزير الصحة في عهد زعيم اللصوص العرب ، كان يعالج زوجته علي نفقة الدولة بملايين الجنيهات، ومثله فعل وزير المالية المصري الهارب يوسف بطرس غالي ، ومثلهم فعل أعضاء مجلس الشعب بتاع فتحي سرور ترزي القوانين المشبوهة !!!
أقول لك يا مصر : ماذا دهاكِ ؟!!
لم اضطرت تلك السيدة البائسة إلي استدرار العطف والإحسان علي صفحات الصحف المصرية الفاسدة ؟!!
ألم يكن لها جار يسمع أنينها في جوف الليل ، ويرى غدوها ورواحها ، حائرة ملتاعة ، كيف تدبر تكاليف ولادتها ؟!!!!
أأقفرت البلاد ، فلا يوجد بين أفراد الأمة جميعها من أصحاب قصورها إلي سكان أكواخها رجل واحد يملك بعض المال زائداً عن حاجته فيتصدق به علي تلك المرأة المكلومة ؟!!!!!  
هل ضاع الإحسان في أرضك يا مصر إلي تلك الدرجة ؟!!!
لقد كان الإحسان سمة أساسية من سمات شعبك  الكريم ، أما الآن فقد صار البؤس  وانكسار الروح عنوان شعبك العظيم !!!!!!!
واليوم ماذا حدث للإحسان علي أرضك يا مصر ؟!
صار الإنسان المصري مكسور الروح !!!!
أتعرفين معني انكسار الروح يا مصر؟!!!!!
يعني صرنا نعيش كالأموات تماما  !!!!!
والله لا أري إحسان ، بل أرى تفاخر ، وتباهياً علي عباد الله !
أرى أن أعظم ما يتقرب به محسن إلي الله فيكِ يا مصر ، ويحسب أنه بلغ من البر والمعروف غايتهما ؛ أن ينفق الآلاف من الجنيهات في بناء مسجد للصلاة في بلد الخمسة آلاف مسجد ، وفي نفس الوطن يوجد (( الملايين )) من البائسين وذوى الحاجات واليتامى وأطفال الشوارع ، هؤلاء المساكين ينشدون مواطن الصِلات والعطف عليهم ، لا أماكن الصلوات !!!!!!!!!
أو نرى مُحسن آخر يبني مبني ضخم مرفوع القباب ، فسيح واسع جداً ، سقوفه مذهبة وكذلك جدرانه ، ويسميه سبيلاً ، والمساكين فيكِ يا مصر ضاعوا وضلّوا السبيل !!!!
ماذا دهاكِ يا مصر ؟!!!!
هل ماتت فيكِ الضمائر والأخلاق إلي هذا الحد الذي تستجدي فيه (( الحرائر)) من  نسائكِ بعض المال كي يلدن ؟!!!!!!!!!!!!!!!
هل تعرفين معني الخلق الكريم يا مصر ؟!
الخُلق هو الدمعة التي تترقرق في عين الرحيم القلب كلما وقع نظره علي مناظر البؤس أو مشهد المساكين يأكلون من القمامة!
الخُلق هو القلق الذي يساور قلب الكريم ويحول بين جفنيه والنوم كلما ذكر أنه رد سائلاً محتاجاً أو أساء إلي ضعيف مسكين !
الخُلق هو الشرر الذي ينبعث من عيني الغيور حينما تعبث يد من الأيدي العابثة بعرضه وبكرامته !
الخُلق هو الصرخة التي يصرخها الأبي في وجه من يحاول مساومته علي خيانة وطنه أو ممالأة عدوه !!
الخُلق الكريم هو أداء الواجب لذاته بغض النظر عما يترتب عليه من النتائج ، فمن أراد أن يعّلم الناس مكارم الأخلاق ؛ فليحيي ضمائرهم ، وليبث في نفوسهم الشعور بحب الفضيلة والنفور من الرذيلة بأية وسيلة شاء ومن أي طريق أراد !!  
هذا هو الخلق الكريم يا مصر !!
اتق الله يا مصر ، واعلمي أن جل جلاله لا يرحم من يفتري بخلقه ويفجر بهم !
اسمعي  يا مصر قول الشاعر :
من يرحم الخلق فالرحمن يرحمه      ويرفع عنه الضر والباسا
ففي صحيح البخاري ورد مفصلاً    لا يرحم الله من لا يرحم الناسا
اعلمي يا مصر إنه إن كان فيكِ دائن ومدين ، فالدائن الأجنبي والمدين المصري ، وإن كان فيكِ غني وفقير ، فالغني الأجنبي والفقير المصري ، وإن كان فيكِ ذكاء وغباوة ، فالذكاء للأجنبي والغباء للمصري !!!
وإن كان فيكِ نعيم وبؤس ، فالنعيم للأجنبي والبؤس والذل للمصري !!!!
كافحي يا مصر الوباء الخُلقي الذي يقضي علي حيوية الأمة أشد مما تكافحين وباء أنفلونزا الطيور الذي يقضي علي حياة بعض الأفراد !
طاردي كل من يحاول أن يزعزع العقيدة في شعبك ، ويزلزل الإيمان ويفسد الأخلاق ، أشد مما تطاردين الإرهابيين ، فهؤلاء في النهاية سينتهون ، أما هدم العقيدة وفساد الأخلاق  ، فيهما هدم للحياة ذاتها !!!
أغلقي يا مصر صالات الرقص والملاهي الهزلية في شارع الهرم ، فالمال الحرام لا يبني أمة عظيمة ، فعلها صدام حسين في عراقه وأمر ببناء خمارة في كل عمارة ، فكانت نهايته ونهاية شعبه ... المال الحرام لا يبني أمة يا مصر ... المال الحرام لا يبني أمة !!!
لم نسمع يا مصر أن الأمة العظيمة ماتت وبادت بسبب وباء أو مرض ، أو أن الدول الأوربية اجتاحهم مرض من الأمراض وبادت وانتهت ،، لكننا قرأنا في التاريخ وشهدتِ أنتِ أن هذه الدول الأوربية كانت كلها فريسة التفسخ الخُلقي والأمراض الاجتماعية ، فاحذري يا مصر صانك الله وحرسك من هذا المصير الصعب المدمر !!
&& لقد أحلّك العالم العربي يا مصر من  نفسه محلاً رفيعاً ، ووضع ثقته فيكِ ، وفتح لكِ أذنيه وعينيه ، فاتق الله يا مصر فيمن ائتمنك  ووثق بك في نفسه وعقله ، ولا تصدري إليه من أدبك ومطبوعاتك  وإعلامك ما يرزأه في إيمانه وأخلاقه وقوته المعنوية والروحية !!
صدقيني يا مصر الحبيبة ، إن هذه الروايات الخليعة والأدب الماجن ، الذي انتشر بشدة علي جميع الجروبات والمواقع الاجتماعية بالانترنت ؛؛ أفسد وأضر بالأمة من الحبوب المسمومة والفواكه المسرطنة بتاعة زعيم اللصوص العرب حسني مبارك !!
تأكدي يا مصر أن أسوأ ما تُمنى به أمة ؛ أن يفقد أفرادها الثقة ببعضهم البعض ، ففقدان الثقة يجعل الأمة فرداً ، والثقة تجعل
الفرد أمة !!
الثقة تجعل الأجزاء كتلة ، وفقدانها يجعل الكتلة أجزاءً غير صالحة للالتئام ، بل يجعلها أجزاء متنافرة متعادية ، توجه كل قوتها للوقاية والهجوم !!
وما بالنا نذهب بعيداً والإنسان نفسه إذا فقد الثقة بنفسه فقد نفسه !
فلا يستطيع الكاتب أن يكون كاتباً مجيداً ولا الشاعر أن يكون شاعراً مبدعاً  متفوقاً ، ولا أي عالم وصانع يجيد علمه وصناعته إلا  إذا وثق بنفسه بدرجة ما !
وكم من الكفايات والمواهب ضاعت هباءً لأن أصحابها فقدوا ثقتهم بأنفسهم !!
اعلمي يا مصر أن فيكِ مساكين وبؤساء تترفع أنفسهم وذواتهم عن ذُل السؤال ، لكن ما حيلتهم ولقمة العيش علي أرضك قد طحنتهم ، وهم رغم ذلك يقنعون بالقليل الذي يحفظ ماء وجوههم!
ولله دُر القائل :
أعز الناس نفساً من تراه            يعز النفس عن ذُل السؤال
ويقنع باليسير ولا يبالي             بفضل فات من جاه ومال
فكم دقت ورقت واسترقت          فضول العيش أعناق الرجال !
&& أرجو أن تغفري لي يا مصر  أسلوبي  ولهجتي الجافة في نصيحتك ، فما يخطه قلمي سيحاسبني  عليه المولى عز وجل يوم الحساب الأكبر ، ولله دُر القائل :
وما من كاتب إلا سيبلي             ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك عير شيء           يسُرك في القيامة أن تراه !
&& وبعد يا مصر إني لأتوجه لرافع السماء بلا عمد ، الواحد الفرد الصمد أن يرحم قومي بالقرآن ويجعله لهم إماماً  وهدى ورحمة ، وأن يرزقهم تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ويجعله لهم  حُجة ، وأسألك اللهم أن تقسم لهم من خشيتك ما تحول بينهم وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغهم بها جنتك ، ومن اليقين ما تهّون به عليهم مصائب الدنيا ، واجعل اللهم ثأرهم على من ظلمهم ، وانصرهم علي من عاداهم ، ولا تجعل مصيبتهم في دينهم ، ولا تجعل الدنيا أكبر همهم  ولا مبلغ علمهم ، ولا تسلط عليهم من لا يرحمهم .
اللهم انصر أمي أم الدنيا في حربها علي الإرهاب الأسود في أرض سيناء الحبيبة .
اللهم  لا تدع لهم ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرّجته ولا ديناً إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وصل اللهم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه الأخيار وسلم تسليماً كثيرا .

                                 أحمد عبد اللطيف النجار
                                    أديب ومفكر عربي

&& المراجع :

·     سلسلة سبيل الله ( رسالة اسمعي يا مصر ) لفضيلة الشيخ أبو الحسن الندوي ، ط 1405 هـ ، مطبعة الكيلاني  ، القاهرة .
·     كتاب النظرات للأديب المبدع مصطفي لطفي المنفلوطي رحمه الله ، ط 1983 ، مكتبة النهضة ، العراق ، بغداد .
·     موسوعة فيض الخاطر  للأديب العبقري أحمد أمين رحمه الله ، الجزء الأول ، مكتبة نهضة مصر ، القاهرة .   
  
  


قصيدة ىد الجواب !! /// الي مجهولة الاسم والعنوان !! /////////////////////////////////////////

      رد الجواب ... !
         إلي مجهولة الاسم والعنوان

                       كلمات
             أحمد عبد اللطيف النجار
                 شاعر  عربي

رد الجواب ...
صعب أكيد ...
والشوق ..
في إحساسنا ..
يزيد ..
كنت انتظر ...
منك سلام ..
أو حتى نظرة ...
أو سؤال ...
عمري ...
ما أطمع ...
في المزيد ...
ويفيد بإيه ...
رد الجواب ..
ولا حتى همسة..
أو عتاب ..
أصل العتب ...
لو علي النظر ...
كنا احتملنا ...
العذاب ...
إحنا كدة ...
في بعضنا ...
نجرح ..
ونفضح ..
سرنا ...
ضيعنا بأيدنا ..
حبنا ...
ضاعت ...
ملامح فجرنا ..
لو كان جوابك ..
فيه أمل ...
كان حبي ليكي ..
اكتمل ...
ولا كنت أقول ...
إيه العمل ..؟!
مع حبيب ..
سابني وهمل !
الحب إيه ...
غير اهتمام ..
ونظرة حلوة ...
وابتسام ...
من غير تكلف ...
في الكلام ...
والمشاعر ...
حتى تنطق ..
وتمد بأيديها ...
السلام ...
والله فيكم ...
عشمانين ...
نلقي في ..
قلوبكم حنين ..
وكلمة منكم ...
تحيي روحنا ..
نبقي في ...
يومنا فرحانين
لكن عشمنا ...
ضاع في الحياة
ضلّ طريقه...
أصله تاه ...
لما لقي ...
 شوق الحبايب ...
وصل لآخره ..
ومنتهاه ...
قلبي  خاصمني ...
قال لي اصحي ..
بين القلوب ..
تلقى فروق ...
في قلب أبيض ..
يأسرك ...
ولا عمره أبداً ...
يؤمرك ..
هوا بحضوره ..
أحضرك ...
قلبه الكبير ...
بيكّبرك ..
وقلب يتمني ..
رضاك ..
تشعر معاه ..
إنه ملاك ...
تحلم تشوفه ...
كل يوم ...
وتعيش معاه
حلمك هناك ..
وقلب حانق ..
علي الجميع ...
ممكن في ثانية
فيك يبيع ..
ولو سألته ...
ليه كدة ...؟!
تلقي أذاه ..
وغضبه سريع ...
وقلب طيّب ...
للخير قريّب ..
ممكن يسامحك ..
من ضميره ...
ويقول لك ...
عفواً يا طيّب ..
ورجعت أسأل ...
قلبي تاني ...
أنا ليه فؤادي ..
دايماً يعاني ؟!
نفسه في جواب ..
من حبيبه ..
يشرح له فيه
كل المعاني ..
رد الجواب ...
كان قاسي جداً
قلبي عرفه ...
في ثواني ..
وقل لي آه ...
من الحب آه ...
دا شعور حقيقي ..
لكن أناني ..!
ممكن تحب ...
لكن في مين ؟!!
هوا إله العالمين ..
حبه نور ...
يجعلك تنسي ..
حب المخلوقين ..
ولا تنتظر ...
رد الجواب ...
ولا تقول ...
همسة عتاب ...
للغلابة المشتاقين ..
بالحب نعرف ...
ربنا ...
وأكيد ها  نوصل ..
لنفسنا ..
اللي خلقها ربنا ...
ونعرفه في كل حين ..
ونعرفه في كل حين ..
ونعرفه في كل حين ..

                           أحمد عبد اللطيف النجار
                                   شاعر  عربي







سرديات قصيرة ///// حزن العمر !!! /////////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
**************

                               حزن العمر
                              بقلم
                  أحمد عبد اللطيف النجار
                                أديب ومفكر عربي
                         && ليست مجرد قصة &&

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
إنها حقاً أوقات عصيبة  ورهيبة ، تلك التي  يفقد فيها الإنسان أحد أولاده ، فيراه يموت بين يديه كل يوم مائة مرة !!
هذا ما عايشته بنفسي وأحاسيسي ومشاعري عندما كان ولدي الحبيب عمر  يعاني من ( سلسلة ) أمراض مزمنة لا حصر لها ، شاءت إرادة الله أن يُبتلي بها منذ الساعات الأولي لمولده .
منذ الوهلة الأولي لرؤيته كانت الصدمة قاسية لمنظر الوحمات الدموية المنتشرة في كل أنحاء جسده الصغير !!
لكنني وزوجتي الفاضلة حمدنا الله علي عطاءه وطمأننا الأطباء بأن حالة ولدنا عمر ( نادرة جداً ) وتحدث في العالم كله كل ربع قرن بنسبة واحد في المليون ، وأنه لن يتأثر بتلك الوحمات ، فحمدنا الله علي عطائه وتماسكنا ومرت الأيام وكبر ولدي الحبيب عمر ، كانت الوحمات تكبر معه وتزداد ، وحاولت ومعي أمه
المستحيل كي نعالجه من أثر تلك الوحمات القاتلة بعمليات تجميل ، وكم من المرات وقعنا في وهم وعذاب أطباء التجميل المصريين ، الذين أوهمونا (( كذباً)) بأنه يمكن إزالة الوحمات من جسد ولدي الحبيب عن طريق عمليات (( الممددات)) أي زرع أنابيب طويلة تحت جلد المنطقة السليمة وجعلها تتمدد بالحقن بالمحاليل لتحل محل المناطق المصابة في الجسد الضعيف الواهن !!!
واعترف بأنني لم أكن مقتنعاً بعملياتهم الوهمية تلك ، لكني كنت مثل الغريق الذي يتعلق في قشة كما يقولون في الأمثال !!
وبالطبع فشلت (( كل )) عمليات التجميل الكبرى التي أجريتها لحبيبي عمر ولاقي فيها من العذاب ما لا يحتمله بشر ، لكنه قلب الأم التي تتمني أن تفعل لفلذة كبدها أي شيء لإنقاذه !
مرت تلك المرحلة الصعبة من حياة  ولدي الحبيب  عمر ، لاقي فيها من الآلام ما لا يحتمله بشر ،، التحق عمر بالحضانة وعمره لا يتعدى أربعة شهور ، كان دائماً بمنظر وحماته الدموية مثار دهشة الجميع واستفساراتهم  التي لا تنتهي !
عندما بلغ عمر عامه الرابع  بدأ يسألني : ما هذه البقع السوداء علي جلد يدي يا أبي ؟!!... فأجيبه بأن هذا قضاء الله يا ولدي ... هذا قضاء الله يا ولدي  ، وإذا سألك أي إنسان عن تلك الوحمات قل له هذا قضاء الله ... هذا قضاء الله .
مرت الأيام والتحق عمر بالصف الأول الابتدائي  بمدرسة أبو عامرذ الابتدائية ، التي لم يذهب إليها سوي يومان فقط ، وقع بعدها عاجزاً عجزاً كلياً عن الحركة ، وتضاعفت آلامه بصورة رهيبة ، وتدهورت حالته الصحية لدرجة أنه قد رقد علي الفراش ثلاثة شهور متوالية ليس علي فمه سوى الآهات ..آه ... آه ..آه ...آه .. وذلك من شدة الألم ، وأنا ((( عاجز ))) عن عمل
 أي شيء له في وطن الوساطات والمحسوبية ،، لو كان ولدي عمر رحمه الله ابن وزير او مسئول مهم في الدولة ، لصدرت له أوامر سفر فورية للعلاج علي نفقة الدولة !!
لكن كان ذلك مستحيلاً في ظل حكم زعيم اللصوص العرب حسني الغير مبارك !!!
لقد فقد ولدي الحبيب حواسه كلها بسرعة رهيبة ،، كل يوم حاسة ،، والله العظيم كل يوم حاسة أمام عيني وأنا عاجز عن عمل أي شيء لإنقاذه !!!!!!!!
حتي فاضت روحه الطاهرة إلي بارئها ليلة عيد الفطر المبارك  سنة 2004 ميلادية  وإنا لله وإنا إليه راجعون ...إنا لله وإنا إليه راجعون .
نفس الموقف حدث مع السيدة المؤمنة المبتلاة الصابرة فاطمة ، التي جاءتني  ذات يوم وعلي وجهها علامات الرضا والإيمان قائلة :  فقدت ابني الصغير وعمره لا يتجاوز خمسة أعوام ، ذلك الطفل البرئ الذي كان كالزهرة المتفتحة وصاحب الابتسامة الساحرة ، إنه ولدي الحبيب محمود الذي عشت معه الأمومة الفياضة بمعناها الحقيقي ، ولم يفارق حضني طوال السنوات الخمس السابقة ، فهو معظم النهار في حضني وطوال الليل في حضني !
كانت ابتسامته العذبة وكلمة منه تنسيني الدنيا وما فيها ، وقبل أن يتم عامه الثالث هاجمه المرض اللعين ، فتغيرت صورته الجميلة إلي صورة لا يمكن لأحد أن يتخيلها ، حتي أننا كنا نحجبه عن أعين الناس حتي لا نؤذيهم برؤيته !!
بدأنا رحلة العلاج المريرة بالشعاع الذري والكيماوي ، وتعّرض ولدي الحبيب للموت بعد بدء العلاج وفقد الطبيب الأمل في نجاته
تماماً !
انتظرنا حلول الأجل ولكن شاءت إرادة الله أن ينجو ويتماثل للشفاء وأن يعود إلي صورته الجميلة الأولي ، وعادت الفرحة لقلوبنا الحزينة ، وفجأة هاجمه المرض الشرس مرة أخري بعد أربعة شهور فقط ، وكان يتحسن بعد العلاج ثم لا يلبث أن تحدث له انتكاسة كبيرة ، فلا تكتمل فرحتنا ويعود المرض للظهور مرة أخرى !
تحمّل طفلي الحبيب محمود آلامه في صمت وصبر كأنه رجل كبير ، كان يفرح كلما رأى تحسناً في صحته ويستيقظ من النوم  ويجلس بجانب يضغط علي يدى ويقبلها قائلاً : بحبك ماما ..بحبك ماما ....فأجيبه بأني أحبه أيضاً وأتحسس جسده العليل الضئيل وأدعو له بالشفاء من آلامه ، وكلما لاحظت عليه عرضاً جديد من أعراض المرض أبكي في حسرة ولوعة !!!
ساعتها يمسك يدي قائلاً : معلهش ماما ، فأمسك دموعي رأفة به !
أما عن علاقته بأبيه وحبه له فقد كان ملتصقاً به طوال عمره لا يفارق ظله حتى فاضت روحه إلي بارئها .
أم ابنتي الحبيبة دعاء التي تبلغ من العمر تسعة أعوام ، فهي تعاني منذ خمسة أعوام من نشاط كهربائي زائد في المخ ، وقد طرقنا أـبواب أطباء كثيرين التماساً لعلاجها دون جدوى ، وقد نصحني أهلي بالإنجاب مرة أخرى لكني رفضت ذلك وأتساءل : هل حقاً سوف يرزقني الله  بولد جميل كطفلي الحبيب الراحل محمود ، هل سيعوضني الله طفلاً آخر في ذكائه وأدبه وحنانه وكل صفاته الجميلة ؟ !
إنني أخشي غضب الله برفض الحمل للمرة الثالثة ، لا أدري ماذا
أفعل ؟
&&  تلك كانت حكاية الصبر الجميل علي المحن والخطوب  والابتلاءات ، إنها تصوير بليغ  لعلاقة الحب الغريزي بين الأم وطفلها ، ولسوف يعوّض الله تلك الأم المكلومة  خيراً وفيراً ، ستجده هناك ينتظرها في بيت الحمد ، في جنات صدق عند مليك مقتدر .
وأرجو من أختي الفاضلة فاطمة أن تعيد النظر في قرارها الامتناع عن الحمل مرة ثالثة ، فالحمل والإنجاب لمن كانت في ظروفها  الصعبة هما أنجع دواء لأحزان الثكلي  ، وخير ما يساعدها علي الانفتاح علي الحياة مرة أخرى بالاستعداد لتلقي هبة الله وتعويضه الذي يدخره لها .
وهذا ما فعلته مع زوجتي المؤمنة الصابرة عندما توفي إلي رحمة الله ولدنا الحبيب عمر ، ساعتها صبرنا واسترجعنا وتماسكنا وشجّعتها بقلب ثابت يملؤه الثقة بالله  علي تكرار تجربة الحمل والانجاب للمرة الثالثة ، رغم المخاوف من أن يأتي وليدنا الجديد مصاب بنفس الوحمات الدموية  !
وكان فضل الله علينا عظيماً حيث وهبنا عطيته  الرائعة ابنتنا الحبيبة آية ، وهي حقاً وصدقاً آية في ذكائها وأخلاقها  وطاعتها لوالديها .
ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد .
****************************************
                                            أحمد عبد اللطيف النجار
                                               أديب ومفكر عربي


                                       قصيدة قصيرة     
   
                          أم كلثوم
                   هرم مصر الرابع ..!
                                 كلمات
                              أحمد عبد اللطيف النجار
                                     شاعر عربي

شوفنا الطرب علي أصوله ...
وسمعنا أعذب ألحانه ...
كلمة بسيطة فيها معاني ...
تعيش الدهر وزمانه ...
ثوما الغالية كوكب شرق ...
رحل الكوكب قبل أوانه ...
وتركنا نسمع خفافيش ....
أصواتها  باهتة  ونعسانة ...!
أصواتها باهتة  ونعسانة ...!!






                                 قصيدة قصيرة   
                   
                      كبريائها !
                         كلمات
                         أحمد عبد اللطيف النجار
                                 شاعر  عربي
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
  
انتفض قلبي في ضلوعي ...
قال مشاعرك ضيعتني ...
نشفت نبضي ودموعي ....
كبريائك يعني هان ...
في شعورك باع وخان ...
واشتياقك ثورته ...
كانت أكبر من اللي كان ...
لو نسيت كبريائها ...
وامتناعها واستيائها ...
كنت أرفض كبريائك ...
واغرق أنت في رجائها ..
اغرق أنت في رجائها ..!



                                  قصيدة قصيرة   
                   
                    بحر العاشقين ..
                         كلمات
                         أحمد عبد اللطيف النجار
                                 شاعر  عربي
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
 قلبي صرخ من قسوتك ...
حلف يبعد عن سكتك ..
ويتوه في بحر العاشقين ...
ما يكون له مرسى في دنيتك ..
الله يسامحك ويساعدني ...
أنسى ملامحك وحتى طيفك ...
ويكون ربيع الحب
عندي بداية خريفك...
يمكن سحابة  معطرة ..
تحيي قلبي من آلامه ...
وتمطر في صيفك ...
وتمطر في صيفك ..!