الاثنين، 9 أبريل 2018

سرديات قصيرة //////// كمال النفوس ..../////////////////////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
 ــــــــــــــــــــــــــ
 
                 كمال النفوس  
                                بقلم  
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                                   أديب عربي

الكمال لله وحده ، تلك حقيقة إيمانية لا مجال للشك فيها ، والنفس البشرية ، نفس متناقضة تتجاذبها عوامل كثيرة من الشك والحزن والغضب والمرح  والسعادة والألم .
وهناك نفوس راضية مطمئنة تصمد أمام حوادث الدهر ، لا تجزع ولا تضطرب ، وهناك نفوس  حائرة ، ضعيفة  خائفة تستسلم لأحزان الحياة ويكاد يقتلها الخوف من المستقبل .
وما بين النفوس المطمئنة والنفوس الحائرة نجد نفوس ضائعة ، تائهة بين السماء والأرض  تبحث عن بصيص من النور ينير لها طريقها ويدلها علي سبيلها في الحياة .
إخلاص ، سيدة فاضلة جاءتني ذات يوم يشع من وجهها نور الإيمان قائلة :
أبلغ من العمر 27 سنة ، تزوجت منذ سبعة أعوام وأنا طالبة في بكالوريوس العلوم من يونس المهندس الشاب ذو الخلق الكريم .
بدأنا حياتنا الزوجية سعيدين ، متحابين ولم تمض فترة طويلة حتي أصبحت حامل وفرحت بذلك كثيراً ، وبعد فترة جاءت شقيقتي الصغري لتزورني في مسكني ، وبعد انتهاء الزيارة قررت العودة معها ألي بيت أسرتي لزيارتها .
في  الطريق تعرضت السيارة التي نركبها لحادث مؤلم ولم نشعر بنفسينا إلا ونحن طريحي الفراش في المستشفي  !
فتحت عيني فكان أول من رأيته هو وجه زوجي الحبيب والدموع تنهار من عينيه تألما لما أصابني ، وعرفت أنني قد أصبت بكسور مضاعفة في الفخذين والساقين والحوض ، وأنني فقدت جنيني الذي كنت استعد لاستقباله  بعد شهور قليلة !
تلفت حولي فوجدت أختي ترقد في السرير المجاور لي وقد أصيبت هي الأخرى بكسر في ساقيها وقطع في أوتار يدها .
دخلت غرفة العمليات لإجراء الجراحات المتعددة التي قررها لي الأطباء ، وتمت العمليات بنجاح والحمد لله  لي
ولأختي ، لكننا غادرنا المستشفي معاً محمولتين علي النقالة الي بيت أسرتي لقضاء فترة النقاهة .
في بيت أسرتي رقدت طريحة الفراش عاجزة عن تحريك نصفي الأسفل ، والجميع يقومون بخدمتي ومساعدتي في تناول طعامي  وشرابي وفي رفعي لقضاء حاجتني في السرير ، وزوجي يونس  يصر علي أن يتحمل وحده  العبء الأكبر في كل ذلك وبالذات في مساعدتي علي شئوني الخاصة والابتسامة لا تفارق وجهه ، ويجلس بجوار فراشي ساعات طويلة يخفف عني ببشاشته ما أصابني .
رغم كل هذا الحب وهذا الإخلاص ، فقد كان يساورني دائما الخوف من أن يتخلى زوجي عني بعد أن أصبحت عاجزة !
ذات يوم واتتني الجرأة علي مواجهته بمخاوفي  ، فأجابني بالدمع الغزير بأنه لن يتخلى عني أبداً لأنني كل حياته وأنني سوف أشفي بإذن الله ونواصل مسيرتنا معاً في الحياة كما أرادها لنا الله حين اختار كلا منا للآخر .
ساعتها كانت كلماته خير دواء  لي ، وبعد ثلاثة شهور من مغادرتنا المستشفي وقفت أختي علي قدميها بفضل الله وعادت لمواصلة حياتها بصورة طبيعية ، أما أنا فقد طال علاجي ستة أشهر أخري بدأت بعدها في استعمال
المقعد المتحرك ، ثم طلب مني  زوجي أن نعود الي شقتنا كي نستأنف حياتنا في عشنا الصغير ، وعدت بالفعل إلي شقتي الحبيبة  بعد طول غياب ، رجعت إليها علي مقعد متحرك بدلاً من أدخلها وفوق ذراعي وليدي الشهيد !
رغم كل شيء كان زوجي يونس سعيدا بعودتي لبيتي وتصّرف معي منذ اليوم الأول  بطريقة طبيعية ، ووجدت فيه الزوج والأب والصديق .
بدأنا مواجهة ظروفنا الجديدة  ، فكان يونس يساعدني في ترتيب الشقة وطهي الطعام ويحمله إلي المائدة ويقوم بكي الملابس، وأقوم انا بغسل الملابس ويقوم هو بنشرها وجمعها .
كل ذلك يقوم به وابتسامته الجميلة لا تفارق وجهه وبلا أي لمحة تذمر أو ضيق أو كلمة جارحة لمشاعري .
ذات يوم قلت له : أنني اشعر بالذنب تجاهك لحرمانك من الأولاد وأنه من الأفضل لك أن تبحث عن زوجة ثانية .
ساعتها صرخ يونس في وجهي مستنكرا ما قلته ، ونظر لي معاتبا  يسألني السؤال الذي كنت أقف أمامه حائرة عاجزة : ماذا لو كنت أنا ضحية هذا الحادث ؟!
هل كنتِ ستتخلين عني ؟
وقبل أن أجيبه بشيء قال لي باسماً : أنتِ قدري في الحياة ، والتسليم بالقضاء والقدر من أركان الإيمان ،
فهل تشككين في إيماني ؟!
اسمع كل ذلك من زوجي الحبيب  فيرق قلبي وازداد حبا وإكبارا له .
تمر الأيام علينا ويبدأ العام الدراسي الجديد ويطلب مني يونس أن أعود إلي كليتي لاستئناف دراستي ، واستجبت لرغبته ، فاتفق مع سيارة ربع نقل  لكي تحملني وتحمل المقعد المتحرك معي الي الكلية ، وأصبح ينزل معي صباح كل يوم كي يحملني من المقعد المتحرك  الي المقعد الأمامي للسيارة بجوار السائق ، ثم يضع الكرسي المتحرك فوثق ظهر العربة ويجلس بجواري   ونذهب للكلية ، وهناك ينزل المقعد المتحرك من السيارة ويحملني  لأجلس عليه ثم يسلمني لزميلاتي بالكلية الذين استقبلوني بحفاوة واهتمام بالغ ، وينصرف زوجي الي عمله  مطمئنا ، وبعد انتهاء محاضراتي يتسلمني منهن شاكرا ونعود للبيت ، فيساعدني في طهو الطعام ونقل المحاضرات ، ثم يهيئ  لي الجو الملائم للاستذكار ، وظل مواظبا علي ذلك طوال العام  الدراسي حتي أديت امتحان آخر العام  ونجحت وحصلت علي البكالوريوس  بتقدير جيد .
كانت فرحتنا كبيرة  بنجاحي الذي كان انعكاسا ايجابيا لحبنا الصادق .
بعد ذلك تهيأت الظروف  للسفر لإجراء جراحة دقيقة في ساقي علي أمل لأن استعيد قدرتي علي المشي والحركة .
سافرت بالفعل أنا وزوجي وأجريت الجراحة الدقيقة  ونجحت بحمد الله ، وعدت من سفري وأنا أتأبط ذراع زوجي الحبيب بيد واسند باليد الأخرى علي عصا تعينني علي المسير .
عدنا الي عشنا الجميل ونحن أكثر ارتباطا  وتمسكا بحياتنا معا ، وأنعم المولي عز وجل  عليّ بالحمل والإنجاب  وعوّضني عن جنيني الأول الذي فقدته؛ بطفل جميل أسميته حامد وقد أصبح عمره الآن ثلاث سنوات ، وما زالت مشيتي غير طبيعية إلي حد ما ، وما زلت أحس بالتعب والإرهاق من أقل مشوار أقوم به ، وما زال  زوجي الحبيب يقوم بمساعدتي في أعمال البيت وتربية طفلنا الصغير ، وكانت معاملة أسرته لي ممتازة ، فلم تجرح مشاعري  يوما ولم تقّصر تجاهي في شيء ؛ بل تحبني وتدعو لي بالشفاء الكامل إن شاء الله ، وهذا من فضل رحمة ربي  ورحمته بي  .
واعترف لك صادقة أنه لولا وقوف زوجي يونس إلي جواري في محنتي هذه ووجوده في حياتي لحدث شرخ كبير في شخصيتي ، ولتدهورت  صحتي النفسية كثيرا ، وقد أدركت تلك الحقيقة مبكرا بسبب رقة زوجي معي
وكرم أخلاقه ،جزاه الله خير الجزاء .
//////  كانت تلك قصة الإخلاص مع أختنا إخلاص  التي أخلصت نيتها لله تعالي وصبرت ؛ فانهالت عليها جوائز السماء ورحمات رب السماء  من حيث لا تدري ولا تحتسب .
تلك هي  النفوس الكاملة العاقلة التي ترضي بواقعها وتتكيف معه دون عجز واستسلام ن وإنما بالمثابرة علي الصبر والعزم الأكيد علي تخطي كل الصعاب ، ومن حسن حظها أن رزقها الله زوجها الكريم يونس الذي وقف بجانبها في محنتها حتي وصلت إلي بر الأمان ، وذلك يبرهن لنا أن جمال المرأة الحقيقي إنما هو جمال روحها ونفسها  الروحانية الشفافة  التي تتغلب علي أي صعاب تقابلها ، والشاعر والفيلسوف الهندي طاغور يقول : إن المرأة الحقيقية تستطيع أن تخلق الجمال  في قلب الرجل ولو لم تكن جميلة !
والرجل بدوره يفعل ذلك مع زوجته .
أختنا إخلاص توافقت روحها وتواءمت مع روح زوجها المخلص يونس ، وذلك هو حال المحب الحقيقي ، كل ما يعترضه من عواصف الحياة لا يقضي عليه وإنما يزيده قوة وعمقا وتوهجا كما تصقل النار المعدن النفيس وتزيده لمعاناً .
لقد تصرف معها زوجها كما ينبغي للإنسان نبيل المشاعر ، سليم الوجدان أن يفعل مع شريكة حياته في مثل هذه الظروف ، وبالمقابل رأينا كيف كان تقدير إخلاص لزوجها علي تصرفاته معها صادرا من قلب حكيم ونفس عاقلة  تعي منطق  الأمور وتقدّر الناس حق قدرها .
لقد منحته جائزة العرفان من قلب  محب وتلك شهادة لها بأنها من أصحاب النفوس السوية المبرأة من مركبات النقص والجحود .
هي تعرف جيدا أن كتمان الشكر جحود وكفر لأن من أثني فقد شكر ومن كتم فقد كفر كما ورد في حديث حبيبي ونور عيني  وقلبي رسول الله صلي الله عليه وسلم .
هنيئا لإخلاص زوجها المخلص الأمين ، وهنيئا لآخونا يونس إخلاص زوجته له وحبها ووفائها في زمن مات فيه الإخلاص والوفاء !!
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                   أحمد عبد اللطيف النجار
                                             أديب عربي




مغرور ../// 2 //// إلي مجهولة الاسم والعنوان ..../////////////////////////////////////////////////////


             مغرور  ///  2  ///
       ( إلي مجهولة الاسم والعنوان )
                          كلمات  
                      أحمد عبد اللطيف النجار
                            شاعر مجروح

مغرور ...
حبيبي شوي !
مغرور ...
بطبعه يا خي !
مغرور ...
وبغروره ..
ضلّم في ...
عيني الضي !
وخلي قلبي  عليل ..
عايش فؤاده ذليل
ميت وهوّاه حي !!
مغرور ..
حبيبي يا ناس
خلاني بالأحزان
عايش بلا إحساس
وخلى قلبي الحزين
يكفر بكل الناس !
خلى قساوته تبان
علي الحب ..
عدى وداس ..!
وحطم فيه مشاعر
كانت في قلبه أساس !
مغرور ...
وقال : معذور ..
بمشاعره ..
ينطق زور ..
يكذب علي أحبابه
عاشوا معاه أوهام
في ربيعه وشبابه
وهوا كان عارف ..
لكنه مش عارف ..!
إن الدوام لله
مش حبي لجنابه !!
وإن الحياة بتدور ..
وإن الزمان دوار ..
مهما بغروره جار
علي حبه لأصحابه !
خليه كدا مغرور !
بصورته وحكايته ..
هوا الغرام للروح
ولاّ لجسد فايته  !
ولاّ عذاب الأحبة ..
دا يبقى من غايته
علشان غروره صعب ..
 ما أصعب نهايته !!
 ما أصعبً نهايته !!
 ما أصعب نهايته !!

                           أحمد عبد اللطيف النجار
                                شاعر مجروح  








مغرور ..! /// 1 /// إلي مجهولة الاسم والعنوان ///////////////////////////////////////////////////////////////////


                             مغرور  ! //  1  //
( مهداة إلي مجهولة الاسم والعنوان )                      كلمات   
 أحمد عبد اللطيف النجار
                          شاعر مجروح  

مغرور ...
وإيه غّرك ؟!
إيه بس ها يضّرك ؟!
قلبي اللي متحمل ..
دا ما كانش يتحمل ..
حلوك ولا مُرك !!
مغرور بأسرارك ..
وفي بحر أفكارك ..
أبقى افتكر ليا ..
حبي اللي بيسّرك !!
مغرور ...
وقالوا هالي
يا أبو قلب كان خالي ..
ليه تشغل أفكارك ؟!
بقلب ها يضرك  !
مغرور ...
وكله غرور ..
وفي كبريائه بحور
ودوامات من نور ..
دا في بحرة يحفر لك !!
مغرور ..
في نفسه كتير
فاكر إن عمره كبير ..
فاكر هواه دا مصير
لمصيره ها يجرك !!
مغرور ...
وليه تغتّر ...؟!
أنا جمر قلبي شر !
أوعاك يغّرك سكوتي ..
صبر الحليم بيضر !
وأنا صبر قلبي نفذ !
كله سواد ومُر ..!
قالوها أهل السماح ..
أصل المسامح كريم
وأنا أصلي راجل حُر !
أنا أصلي راجل حًر !
أنا أصلي راجل حُر !
                                أحمد عبد اللطيف النجار

                                       شاعر مجروح