سياحة في كتاب /// 6 //// رواية الأديب العربي الكبير محفوظ غانم //// فجر الحرية /////////////////////////////////////////////////////////////
سياحة في كتاب
6
ـــــــــــــــــــــــــــ
رواية فجر الحرية
للروائي المبدع
محفوظ عبد
العال غانم
بقلم
أحمد عبد اللطيف
النجار
كاتب
عربي
الحلوة دي اسمها شلبية فلاّحة واعية وعافية
شفتها بدري في صحن الدار قايمة بتعجن من الفجرية
وكمان اخويا عويس جوزها دوغري ما يعرفش المرازية
حامد ربه علي عطاياه وإنه واهب له أحلى
هدية
وإنه من رحمته بيه بتكون دايماً
مرضية
أصل السعيد في الدنيا دي يسعد في حياته الزوجية
حتى أمه الغالية عليه بتعامل زوجته
بحنية
وكمان زوجته بنت أصول تراعيها أحسن مراعية
عارفة أن رسول الله وصّا عليها
أحلي وصية
& & & &
& & & & &
في الغيط دايماً أشوفها بعيني بتساعد زوجها بجدية
خلّت عيشته هنا وسرور خلّت كل حياته هنية
ما في يوم ملّت من أعمالها دايما طايعة وراضية
بحالها
بتفكرني بتوتة أرضي وحلاوة طعمها وجمالها
دايما تعطي حب حقيقي وعطاءها هوه راس
مالها
كل الصعب معاها يهون وتهون الدنيا في
دلالها
وشها نادي ، طبعها هادي ملامحها فعلاً شرقية
جنب راجلها دايما واقفة وقت الشدة صلبة قوية
!
ألف تحية وألف سلام للحلوة اللي
اسمها شلبية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك كلمات بسيطة كتبتها في غابر الأزمان عن
الفلاحة
العربية والمصرية .
كنت أحلم وما زلت أحلم بصورة الفلاحة العربية
والمصرية الأصيلة التي تقف بجانب زوجها
الفلاح تساعده في كل شيء ، وتحب أمه أكثر من حبه هو لها ، لأنها تعرف جيدا أن حبها
لأمه سوف يزيد من رصيدها عنده .
وأتمني أن تكون المرأة الفلاحة المصرية
والعربية ثابتة علي مبادئها وأخلاقياتها ، لم تنشغل مثلنا بالتكنولوجيا المدمرة وعالم الفيسبوك
وشركاه !!
جيلنا الحاضر أصبح مهوسا ومدمنا للفيسبوك واستطاع مخترعه الأمريكي أن يشل العقل العربي ويسيطر عليه تماما !!
تلك هي الحقيقة المؤلمة ، أصبحنا جميعا عبيد
أذلاء للفيسبوك وعالمه الوهمي الافتراضي !!
تري متي تفيق الشعوب العربية من إدمان الفيسبوك
؟!
بصراحة مطلقة أأرى أن هذا حلم مستحيل !
وقد ساعد هذا الفيس الحكام المستبدين في
السيطرة تماما
علي شعوبهم !!!
أصبح الفيسبوك هو أفيون الشعوب !!
&&&نستكمل سياحتنا في رواية
الأديب الاستثنائي في الأدب العربي كله ،
أديبنا الكبير محفوظ غانم وروايته
المتفردة فجر الحرية ...
يقول محفوظ .... يضع أمين الإناء علي السور العريض وينصرف .. ويسترعي انتباه العمدة صرير باب الدوار القديم ، فينظر إلي الباب مبتدئا كالعادة من أسفل .. ويري أول من يري قدمي الخارج من الباب ، ويعرف صاحبهما ، فيمط شفتيه في امتعاض ،
ويجري برأسه حركة نصف دائرة تنفي عنه نية
النظر الي الباب .
ويغلق الخارج الباب خلفه ، ولم يكن غير صراف
الناحية ، ويمشي الي العمدة منكفئا علي
شماله ، يسحب رجله اليمني المنفرجة القدم بعض الشيء كأنه يعرج ، وان كان خاليا من اسباب
العرج .. يرتدي جلبابا من الصوف
العادي بعيد العهد بالكي ، يظهر من تحت
ذيله حذاء تبدو عليه كثرة التنقل وقلة العناية به بالتنظيف ، وفي مؤخرة رأسه
عمامة مهملة ، طربوشها ذو زر منفوش ، وكل من الطربوش والزر حائل اللون .
يقبل الصراف علي العمدة ، ويحيي وهو منتفخ
العينين ، باهت اللون ، ويردد قبضته أليسري
من عند تقابل
السبابة والإبهام ؛ علي فمه يقطع به
تثاؤبه تقطيعا غير جميل .
الصراف .. صباح الخير يا حضرة العمدة .
ويرد العمدة التحية وهو يقف في تثاؤب وتثاقل .
العمدة :
صباح النور يا أبو النوم .
ويتصافحان ويقعد كل منهما علي دكة ، ويقول
الصراف وهو يغالب التثاؤب ، ويفرغ لنفسه قدحا من القهوة ويأخذ في رشفه
من غير سكر ايضا ..
الصراف : وهل سهرنا قليلا هذه الليلة ؟ لقد
سهرنا حتي مطلع الفجر .
العمدة : سهرنا حتي عودة المصلين من المساجد
.
الصراف : تقصد عودة الخائفين من النار ،
والراغبين في الجنة من العجائز ، وأصحاب الحاجات من الشباب .
العمدو : آه منك يا شيخ عفريت !
ويشرب الصراف قدح القهوة علي جرعتين ، ويقهقه
ثم يقول ..
الصراف : وهل كنا طول الليل نتزود من الشاي
والعنبر والخمر والحشيش واللحم والحمام من أجل معركة الصلاة ؟!
ويقهقه العمدة طويلا ثم يقول ...
العمدة : لأجل معركة جهنم يا مولانا .. ألم
أقل أنك شيخ
عفريت ؟!
ويأتي بعض الفلاحين الذين كانوا ينتظرون
الصراف ، ويقفون بالقرب من الدرجة الأولي للبهو ، ويقولون في أدب واحترام متحدين
فيه من الظاهر ؛ وإن كانت أعينهم تختلف إشعاعاتها ، فمع ما فيها من أدب واحترام ،
فيها أيضا إشعاعات توحي بالضيق والتذمر والمرارة .. وشيء من التوسل والنفاق !
أصوات :
صباح الخير يا حضرة العمدة .. صباح
الخير يا حضرة الصراف ، ويرد الصراف فقط ..
الصراف :
صباح النور ... ويتجرأ أحدهم ويقول ....
صوت : نحن هنا من طلوع الشمس .. ولا مؤاخذة
نريد عمل استمارات السماد ، والذهاب إلي
مصالحنا .
يقول الصراف في رفق ولباقة ...
الصراف : خمس دقائق فقط نفرغ فيها من هذا العمل أنا وحضرة العمدة ،
واحضر لكم ، فتفضلوا استريحوا هناك
يقول العبارة الأخيرة وهو يشير الي مكان
مكتبه ، ويقول العمدة في شدة وصلف ...
العمدة : انتظروا هناك ، معنا عمل أهم من
مصالحكم .
صوت :
الوقت يسرقنا ، واليوم يفوت ، والميعاد ينتهي ، ويقول العمدة في قسوة ...
العمدة : لتنته أعماركم .. لأجل مصالحكم تتجمعون ...
كالذباب ، ولو طولبتم
بدفع ما عليكم تتهربون كالسحالي !
صوت : اعمل معروفا يا حضرة الصراف أسعفنا ..
والبركة في حضرة العمدة .
يقول العمدة مهددا ...
العمدة : كفي وامشوا من هنا إلي حجرة حضرة
الصراف .. ممنوع حضور احد هنا .. قلة ذوق .. عدم تقدير ..
ـــــــــــــــــــــــــــ نكتفي بهذا
القدر ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــ إلي اللقاء.
أحمد عبد
اللطيف النجار
كاتب
وشاعر عربي