السبت، 17 نوفمبر 2018

سياحة في كتاب م//1 /// رواية فجر الحرية //////////////////////////////////


سياحة في كتاب 1
ـــــــــــــــــــــــــــ
                              رواية فجر الحرية
                                 للراوئي المبدع
                                 محفوظ عبد العال غانم
                                             بقلم
                               أحمد عبد اللطيف النجار
                                       كاتب عربي


تعودنا في الصحف العربية والمصرية منذ نعومة أظفارنا أن نقرأ عبارة ( قراءة في كتاب )  وبما أن شباب جيلنا الحاضر لا يقرأون ومشغولين علي الآخر بعالم الفيسبوك الساحر ؛ رأيت أن ابدأ معكم سلسلة مقالات بعنوان  سياحة في كتاب ، ولكن أي كتاب !
إنها الروايات النادرة جدا جدا ، التي لم تسمعون عنها أبدا ولا في أحلامكم !
مقالاتي ليست مجرد قراءة في كتاب ، بل سياحة وغوص في أعماق الكتب الفريدة والاستمتاع بأسلوب الكاتب ، وعرض شامل للنص الأدبي مع تعليق خفيف عليه .
روايتنا الأولي التي سوف نبدأ معها بعنوان فجر الحرية للراوئي المبدع الحقيقي محفوظ عبد العال غانم .
من منكم سمع عن محفوظ عبد العال غانم ؟!
أكاد أجزم انه لم يسمع عنه أحد !
رغم أنه مبدع فوق الوصف ، إبداعه لا مثيل له في كل الأدباء الذين
عرفتهم ، والذين حصل بعضهم علي جائزة نوبل العالمية في الأدب !
الرواية قديمة جدا ، طُبعت سنة 1959 طبعتها دار الهلال المصرية .
&&  كتب الأستاذ أحمد حسين المحامي في تقديم الرواية ........
بينما كنت أسير ذات يوم ، إذ خطف بصري غلاف كتاب أنيق تعددت ألوانه في تناسق لطيف  يريح النفس ويقر الخاطر ، وكان يشع من صفحة هذا الغلاف صورة عذراء ريفية ، تنضح بالجمال والرقة  والطهارة ، كما لو كانت قديسة من الشهداء .. وكان مكتوبا إلي جوارها أم الخير .
عدت إلي البيت لأري نسخة من هذا الكتاب تنتظرني ، هدية من مؤلفه ، فعجبت لما تنطوي عليه هذه الدنيا من أـسرار ، فهذا كتاب هفت نفسي للحصول عليه ، كتاب اخذ بلبي قبل أن أطالعه ، وأحسست بجاذبية مغناطيسية  تربطني به ، فلا أكاد أعود إلي البيت  حتي أراه وقد جاءني هدية من مؤلفه ، وإذا بهذا المؤلف يأبى في إهدائه إلا أن يغمرني بفيض من آيات الحب  والوفاء والتكريم ، فأسرعت دموعي  تنحدر ، فقد كانت هذه اللمسة الربانية فوق احتمالي .
كان طبيعيا أن اهرع إلي لقيا هذا المؤلف الذي يذكر في ذروة انتصاره الأدبي  من يعدهم أصحابه وإخوانا له ذات يوم  من الأيام !
فوجدتني اقع علي كنز  أثمن واغلي من روايته !
نعم محفوظ عبد العال غانم  أغلي من كل ما كتب حتي الآن !
وما زلت انتظر منه الكثير ، ولعل آيته ألكبري عندما يكتب تاريخ حياته هو ... عندما يكتب تاريخ حياة مواطن  وُلد في عام 1919  واضطرب في الحياة  كمئات الألوف  الذين يضطربون  حيث تصرعهم  معركة الحياة ، أو ينجحون في اجتيازها بسلام  والوصول إلي  قمة العمل المنتج الخلاق .
إنها قصة مواطن كادح آلي علي نفسه أن يشق طريقه نحو الهدف 
الذي استهدفه  منذ عرف نفسه ، لم تثنه العقبات و لا الهزائم !
وتحول ظروف الحياة  بينه وبين إتمام تعليمه في الإسكندرية ، فيغادرها  وهو لا يزال  بعد في أول مراحل الطريق ، ويبحث عن العمل وهو لا يزال صبيا ، فيجده قي المعمل الكيميائي  بمستشفي الحميات بالإسكندرية ، لكنه لم يستمر في العمل بالمستشفي ، فيزاول  الزراعة  ويزاول التجارة ، بل ويزاول عمل البناء  مقاولا يبني البيوت  ويبيعها ليبني غيرها ، حتي إذا ما وصل الي قدر  من الاستقرار المالي  ، وحتي إذا ما وجد نفسه آمنا علي قوته وقوت  أولاده  وأهله ؛ ، إذا بالرجل يعود إلي نقطة الابتداء ، يعود إلي دنيا الفكر ، إلي دنيا الأدب الخلاق ... انه يريد أن يخاطب الملايين ، ان يمتعهم ، يوجههم ، ان يؤثر فيهم بآرائه وأفكاره ، سواء استمعوا له او لم يستمعوا ، سواء أحسوا وجوده أو لم يحسوا ، ، إن في قلبه حبا لهؤلاء البشر ، وفي عقله أفكارا لإسعادهم  وبذر الحب بين صفوفهم  ....
إذن فليكتب وليكتب ، وليسخر هذا المال  الذي جمعه  لتحقيق  هذه الرسالة  السامية الخالدة  علي مر الأيام والدهور .
هكذا اخرج لنا الأستاذ محفوظ عبد العال غانم  من جعبته روايات  وكتبا كان قد  كتبها وهو لا يزال في شرخ الصبا .
إن محفوظ رجل  .. وهو  علي خلق حيث عزت الأخلاق !
وهو ينطوي علي ثورة من حب الخير مع انه قارب من تجاوز سن الشباب ..
&& انتهت مقدمة الأستاذ أحمد حسين المحامي .
ونبدأ معكم في الحلقة الثانية الغوص في  أعظم رواية قرأتها في عمري كله الذي تجاوز الخمسة عقود .
                         إلي اللقاء .
                                                    أحمد عبد اللطيف النجار
                                                           كاتب عربي