سياحة في كتاب م//1 /// رواية فجر الحرية //////////////////////////////////
سياحة في كتاب 1
ـــــــــــــــــــــــــــ
رواية فجر الحرية
للراوئي المبدع
محفوظ عبد
العال غانم
بقلم
أحمد عبد اللطيف
النجار
كاتب
عربي
تعودنا في الصحف العربية والمصرية منذ نعومة أظفارنا
أن نقرأ عبارة ( قراءة في كتاب ) وبما أن
شباب جيلنا الحاضر لا يقرأون ومشغولين علي الآخر بعالم الفيسبوك الساحر ؛ رأيت أن
ابدأ معكم سلسلة مقالات بعنوان سياحة في
كتاب ، ولكن أي كتاب !
إنها الروايات النادرة جدا جدا ، التي لم
تسمعون عنها أبدا ولا في أحلامكم !
مقالاتي ليست مجرد قراءة في كتاب ، بل سياحة
وغوص في أعماق الكتب الفريدة والاستمتاع بأسلوب الكاتب ، وعرض شامل للنص الأدبي مع
تعليق خفيف عليه .
روايتنا الأولي التي سوف نبدأ معها بعنوان
فجر الحرية للراوئي المبدع الحقيقي محفوظ عبد العال غانم .
من منكم سمع عن محفوظ عبد العال غانم ؟!
أكاد أجزم انه لم يسمع عنه أحد !
رغم أنه مبدع فوق الوصف ، إبداعه لا مثيل له
في كل الأدباء الذين
عرفتهم ، والذين حصل بعضهم علي جائزة نوبل
العالمية في الأدب !
الرواية قديمة جدا ، طُبعت سنة 1959 طبعتها
دار الهلال المصرية .
&&
كتب الأستاذ أحمد حسين المحامي في تقديم الرواية ........
بينما كنت أسير ذات يوم ، إذ خطف بصري غلاف
كتاب أنيق تعددت ألوانه في تناسق لطيف يريح النفس ويقر الخاطر ، وكان يشع من صفحة هذا
الغلاف صورة عذراء ريفية ، تنضح بالجمال والرقة
والطهارة ، كما لو كانت قديسة من الشهداء .. وكان مكتوبا إلي جوارها أم
الخير .
عدت إلي البيت لأري نسخة من هذا الكتاب
تنتظرني ، هدية من مؤلفه ، فعجبت لما تنطوي عليه هذه الدنيا من أـسرار ، فهذا كتاب
هفت نفسي للحصول عليه ، كتاب اخذ بلبي قبل أن أطالعه ، وأحسست بجاذبية
مغناطيسية تربطني به ، فلا أكاد أعود إلي
البيت حتي أراه وقد جاءني هدية من مؤلفه ،
وإذا بهذا المؤلف يأبى في إهدائه إلا أن يغمرني بفيض من آيات الحب والوفاء والتكريم ، فأسرعت دموعي تنحدر ، فقد كانت هذه اللمسة الربانية فوق
احتمالي .
كان طبيعيا أن اهرع إلي لقيا هذا المؤلف الذي
يذكر في ذروة انتصاره الأدبي من يعدهم
أصحابه وإخوانا له ذات يوم من الأيام !
فوجدتني اقع علي كنز أثمن واغلي من روايته !
نعم محفوظ عبد العال غانم أغلي من كل ما كتب حتي الآن !
وما زلت انتظر منه الكثير ، ولعل آيته ألكبري
عندما يكتب تاريخ حياته هو ... عندما يكتب تاريخ حياة مواطن وُلد في عام 1919 واضطرب في الحياة كمئات الألوف
الذين يضطربون حيث تصرعهم معركة الحياة ، أو ينجحون في اجتيازها
بسلام والوصول إلي قمة العمل المنتج الخلاق .
إنها قصة مواطن كادح آلي علي نفسه أن يشق
طريقه نحو الهدف
الذي استهدفه منذ عرف نفسه ، لم تثنه العقبات و لا الهزائم !
وتحول ظروف الحياة بينه وبين إتمام تعليمه في الإسكندرية ،
فيغادرها وهو لا يزال بعد في أول مراحل الطريق ، ويبحث عن العمل وهو
لا يزال صبيا ، فيجده قي المعمل الكيميائي
بمستشفي الحميات بالإسكندرية ، لكنه لم يستمر في العمل بالمستشفي ،
فيزاول الزراعة ويزاول التجارة ، بل ويزاول عمل البناء مقاولا يبني البيوت ويبيعها ليبني غيرها ، حتي إذا ما وصل الي
قدر من الاستقرار المالي ، وحتي إذا ما وجد نفسه آمنا علي قوته وقوت أولاده
وأهله ؛ ، إذا بالرجل يعود إلي نقطة الابتداء ، يعود إلي دنيا الفكر ، إلي
دنيا الأدب الخلاق ... انه يريد أن يخاطب الملايين ، ان يمتعهم ، يوجههم ، ان يؤثر
فيهم بآرائه وأفكاره ، سواء استمعوا له او لم يستمعوا ، سواء أحسوا وجوده أو لم
يحسوا ، ، إن في قلبه حبا لهؤلاء البشر ، وفي عقله أفكارا لإسعادهم وبذر الحب بين صفوفهم ....
إذن فليكتب وليكتب ، وليسخر هذا المال الذي جمعه
لتحقيق هذه الرسالة السامية الخالدة علي مر الأيام والدهور .
هكذا اخرج لنا الأستاذ محفوظ عبد العال
غانم من جعبته روايات وكتبا كان قد
كتبها وهو لا يزال في شرخ الصبا .
إن محفوظ رجل .. وهو
علي خلق حيث عزت الأخلاق !
وهو ينطوي علي ثورة من حب الخير مع انه قارب
من تجاوز سن الشباب ..
&& انتهت مقدمة الأستاذ أحمد حسين
المحامي .
ونبدأ معكم في الحلقة الثانية الغوص في أعظم رواية قرأتها في عمري كله الذي تجاوز
الخمسة عقود .
إلي اللقاء .
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي