الجمعة، 6 أبريل 2018

سرديات قصيرة /////// قلب شيمته القسوة !! /////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
  ـــــــــــــــــــــــ
               قلب شيمته القسوة !
                                             بقلم
                        أحمد عبد اللطيف النجار
                                  كاتب عربي

هناك قلوب بطبيعتها قاسية ، جامدة لا تشعر بآلام  الآخرين وأحزانهم ، لا تحاول أن تكون بلسماً شافياً  لآهات المجروحين ، المكلومين !
لكن علي من تقسو تلك القلوب المتحجرة  ؟!
هي في الواقع لديها قسوة غير محدودة تشمل جميع الخلائق !
حتي ذوى قرباها ، حتي فلذات أكبادها  !
من يتصور أنه يوجد في هذا الكون الواسع الفسيح قلوب قاسية إلي هذا الحد ؟!
أنا شخصياً أقابل بين الحين والآخر قلوب قاسية  لأمهات نزع الله الرحمة  من قلوبهن ، أغضب  أتألم ، أثور لأنني أدرك جيداً ماذا تعني كلمة أم ، تلك الكلمة الربانية الحانية التي يكرمنا ويسامحنا الله من أجلها ، والتي  غضبها من غضب الله .
بسمة فتاة مسكينة ، جاءتني ذات يوم حزينة باكية ، مكسورة الفؤاد والخاطر تقول : أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري ،
مرتبطة بشاب  له أم قلبها متحجر ، قلب شيمته القسوة ، سعيدة جداً بصلابتها وتحّكمها في أولادها وتصرفاتهم ومشاعرهم !!
أم فتاي أسامة لا تشعر بأي ندم علي سلوكها التسلطي هذا  ونحن لا ذنب لنا فيما تفعله أمه  ، فلقد أحببت أسامة وهو شاب من نفس مستواي الاجتماعي والمادي والثقافي والعائلي ، ولا يوجد بيننا ما يمنع أن نكون زوجين متحابين سوى رفض أمه الحاد والمتسلط  والمستمر لمدة تسع سنوات طوال عجاف لي بدون أي مبرر سوى أن ابنها أسامة يحبني ويصّر عليّ  ، وأنه هو الذي اختارني  وليست هي صاحبة الاختيار ، فرفضت حتي أن تقابلني أو أن تسمعني وكأنني سوف أغتال ابنها أسامة !
هكذا عشنا في حرب أعصاب طوال  تسع سنوات وهي تحاول أن تقنعه بغيري ، وأنا وهو نرجو رضاها  ولكن قلبها لا يرّق ولا يتأثر .. لماذا ؟ ..لا أدري ...!!
إلي متي هذا العناد ،لماذا تعذب ابنها  بدافع الحب ؟!
لماذا الظلم وتحطيم القلوب ؟!!
المشكلة إنها تعلم يقيناً  أن ابنها لن يتزوج غيري ، فلماذا الرفض ؟
هل سيرضيها أن أتزوج منه دون رضاها ؟ ... هل ستسعد عندما لا تحضر زفاف ابنها ؟ .هل ستكون سعيدة حين لا ترى أحفادها منه ؟!
لقد ذهبت مع أسامة إلي أحد الشيوخ لأخذ رأيه من الناحية الشرعية ، فقال لنا : تزوجا دون رضاها لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، والزواج طاعة لله في هذه الظروف ، ورفضها يدعوكما للمعصية وإمكان الوقوع فيها بسهولة !
ليت أم أسامة تعلم أنني لن آخذ ابنها منه بحبه لي كما تظن ، وأنني ألتمس رضاها كي تسعد ابنها  وتسعدني ، فليس الحب جريمة طالما كان في  نطاق  الاحترام  ، أرجو ان تفهم ذلك بقلب واع وصدر
 منشرح ،وأن تعتبرني ابنتها ، كما إنني اعتبرها أمي الثانية  وليست حماتي!

& تلك كانت قصة الصبر اليائس ، فتاة مسكينة ذات قلب برئ  ، ظلت تعاني تسع سنوات كاملة ، ما زالت تصبر  وتنتظر كي يرق لها قلب أم الفتي  الذي اختاره قلبها !!
يا إلهي  ، أي قلب هذا ؟!!
إنها فترة كافية لأن يرق قلب أي أم في الوجود لابنها وتأذن له بالزواج ممن اختارها قلبه  حتى ولو لم تكن في أعماقها  غير راضية عن هذا الاختيار !
حتي لو كان لديها ألف سبب وسبب للاعتراض عليه ، فإنه من الواجب عليها في النهاية أن ترضخ لرغبة ابنها التي تأكدت بمضي الزمن  والسنوات !
ما معني التحجر علي موقف الرفض من جانب الأم  إلي ما لانهاية  سوى إهدار العمر الثمين  في الصبر والانتظار واختزان  فلذة كبدها وفتاته  للمرارة في أعماق كل منهما تجاه من تحول  بعنادها الرهيب دون تحقيق حلم السعادة وتكوين أسرة صغيرة !
وكما هو واضح لنا فأن أسامة أحواله المادية متيسرة وقادر علي تكوين أسرة منذ تسع سنوات ، لكنه يشفق علي أمه من أن يحقق سعادته  علي غير رضاها ومباركتها ، فكيف لا تترفق به بعد كل هذا الصبر  وتمنحه الإذن بالزواج ؟!!
ذكرّتني قصة بسمة وأسامة بقصة الملك سيف بن ذي يزن مع أمه ، كانت أم الملك سيف تكرهه هكذا دون أي سبب ، بل وحاولت قتله أكثر من مائة مرة ، رغم ذلك صبر عليها الملك كثيرا ولم يحاول أن يؤذيها لأنها في النهاية أمه  !!
وكان في مقدور بطل قصتنا أسامة أن يتزوج من أحبها علي غير
إرادة أمه  طوال التسع السنوات الضائعة من عمره !
إذن كيف لا يكون الرفق بمثل  هذا الإبن هو العطاء المقابل لصبره  علي نفسه وحرصه علي عدم إغضاب  والدته كل هذه السنين ؟!
إن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه  يقول لنا ما معناه : رحم الله امرئ  أعان ولده علي بره ، أي أعانه بالعدل معه والرفق به علي أن يكون  ابناً باراً  به يرعى الله فيه ويطيع ربه في تعامله معه.
الموقف المتصلب من أم أسامة أيا كانت دوافعه مرفوض ، فهي بذلك تدفعه دفعاً إلي شق عصا الطاعة عليها ، وأيضاُ ترضي له بالحرمان مما يراه سعادته  المشروعة  لاعتبارات غير منطقية وظالمة ، وذلك هو بعينه ما يطلقون عليه العِناد الصخري  والرغبة المتسلطة في عدم الانهزام  أمام الآخرين حتي لو كانوا أبنائهم !
ليس هكذا يكون التعامل مع الأبناء ورغباتهم المشروعة ، ما هكذا يكون البر بالأبناء والرفق بهم !!
ولقد قال خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز : إن الرجل  الهارب من الإمام الظالم ليس بعاص وإنما العاصي هو الإمام الظالم!
ونأمل ألا تكون أم أسامة من الظالمين !!
                                            أحمد عبد اللطيف النجار
                                                     كاتب عربي
  




سرديا قصيرة ////////// أقرب إلي الله /////////////////////////////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
 ـــــــــــــــــــــــــ
            أقرب إلى الله                 
                                
                             بقلم
                   أحمد عبد اللطيف النجار
                         أديب عربي
                             

عجيب أمر بنى آدم يقدم على أفعال عجيبة غريبة ليس لها فى الدين والشرع من سند ،فما معنى أن نرى(بعض) الناس يقومون بالحج إلى بيت الله الحرام ثلاث مرات
أوأكثر وبيوتهم خربة فىأشد الحاجة للمال لتربية الأبناء ورعايتهم؟!
ما معنى أن تقوم بالتظاهرأمام الخلق بالتقوى والورع وأنت لاتتقى الخالق فى أقرب
الناس إليك(أهل بيتك)؟!
هذا ما حدث وعاصرته بنفسى فى قصة أختنا خديجة ،تلك الزوجة المسكينة المحطمة التي ابتلاها الله بزوج يدّعى التقوى والورع وهو أبعد ما يكون عن ذلك!
إنه زوجها سويلم، جاءتنى خديجة ذات يوم منفطرة الفؤاد مكسورة الجناح تشكو قلة حيلتها وهوانها على زوجها، فقد كانت هى وسويلم موظفين فى الحكومة المصرية
تسير حياتهم هادئة مستورة براتبهم البسيط وقد رزقهم المولى عز وجل بأربعة أبناء
كان ذلك فى عقد الستينيات من القرن الماضى ، وكانت خديجة تدّبر باقى مصروف البيت بمزاولتها مهنة حياكة الملابس للمعارف والأقارب حتى جاء يوم وقرر سويلم
السفر للعمل بالخارج وطلب من زوجته تسوية معاشها للتفرغ لتربية الأولاد وكان المعاش بسيطاً للغاية،وتم ذلك بالفعل وسافر سويلم وكان خلال سفره يرسل إليهم
مبلغ زهيد جداً لا يتجاوز الخمسين من الجنيهات!!
بكت خديجة بحرقة وهى تقول لى كلما طالبته بزيادة المصروف يصرخ فى وجهها مدعياً إنه مدين ولايستطيع أن يرسل لهم أكثر من ذلك.
تقول خديجة إنه مرّ عليهم أكثر من شتاء وموسم دخول المدارس ونحن لا نعرف شكل الملابس الجديدة التى تحمى المساكين الصغار من برد الشتاء القارص!!
وقد زاد الطين بلة أن زوجها(المحترم) إنقطع نهائياً عن إرسال النقود إليهم لمدة عامين متتاليين، هنا فكّرت خديجة جدياً برفع دعوى نفقة على زوجها فى المحكمة!
لكن صديقتها المخلصة عفاف نصحتها بألا تفعل حتى لا تخسر زوجها نهائيا،وأن تصبر على ما هى فيه وكانت تقرضها من مالها ما تفك به أزمتها المالية،بل وكانت عفاف تخرج زكاة مالها على صاحبتها خديجة وأولادها وتقول لها أنتم أحق بزكاة
المال لأنكم ممن يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف!
استمر الحال بخديجة على هذه الصورة الصعبة عدة سنوات حتى انتقلت صديقتها الوفية عفاف إلى رحاب الله، أما (سبع الليل) سويلم فقد كان يحضر إلى مصر فى
أجازات قصيرة يرتدى خلالها أفخر الثياب ويأكل أشهى المأكولات وأولاده يعيشون فى حرمان دائم ،يلبسون الملابس البالية القديمة ويأكلون القديد من العيش!!
تحزن خديجة كثيراً على صاحبتها عفاف وقد زاد من حزنها رسالة(عجيبة) تلقتها من زوجها يقول لها أنه سوف يؤدى فريضة الحج هذا العام للمرة الثالثة!!!
تصّور ياأخى أنه قررالذهاب إلى بيت الله الحرام والوقوف بين يدى الله وبيته خراب كالأطلال!ليس فيه مليماً واحداً لإطعام أطفالى المساكين،  وليس معى ما أشترى به
ملابس العيد لهم! ماذا أفعل يارب؟! ساعدنى يا الله يا أرحم الراحمين.
لقد بكيت كثيراً ـ تقول خديجة ـ عندما جاءنى أصغر أبنائى وهمس فى أذنى بمنتهى
المذلة والخوف :ألن تشترى لنا ملابس العيد يا ماما ؟! قلت له سأفعل إن شاء الله وبكيت بحرقة وأنا أدعو الله أن يفـــّرج كرب كل مؤمن وأن يهدى زوجى ، ثم شعرت بإكتئاب شديد على حالتى ، مضت ساعة يا أخى أو أكثر لم أشعر بها فهل تعرف ماذا
حدث بعدها ؟ قد لا تصدق لكنى أقسم لك بالله وأنا صائمة أن هذا ما حدث ،لقد طرق بابنا في العاشرة مساءاً زائر ففتح ابنى الباب فوجد ابن صديقتى الراحلة عفاف يطلب
مقابلتى وجاءنى وجلس أمامى ومد يده بمظروف قائلاً أن والده أرسله لى بناء على وصية المرحومة زوجته وأنصرف، فتحت المظروف فوجدت فيه ثمانين جنيهاً،
فأنهمرت دموعى بغزارة وقلت يا رب أنت أعلم بحالى ، والله يا أخى لم يكن معى
ساعتها سوى ثلاثة جنيهات ولم أكن أعرف كيف سأشترى لأولادى ملابس العيد؟!!
وكيف سنمضى الأيام الباقية من الشهر .
تقول خديجة: قمت فصليت ركعتين شكر لله دعوت فيهما كثيراً لصديقتى الراحلة عفاف بالرحمة، لقد نظرت إلى النقود فى يدى وإنفعلت وتذكرت زوجى (المحترم)
سويلم الذى سيؤدى الحج لبيت الله للمرة الثالثة وبيته خرب وأولاده عرايا!!!!
قلت لها: سيدتى هناك مثال (بلدى ) شائع يقول( اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع)
ويبدو أن زوجك المحترم مُدّعى التقوى والورع لم يسمع به!!
وكيف يسمع وقد ران على قلبه وصُم ضميره عن سماع صوت أطفاله الجياع العراه!
بل كيف يتعرى هو بملابس الإحرام ويقف بين يدى الله ويظن انه بذلك يتقرب إلى الله والمولى عز وجل لن يقبل منه لأنه لو أنصف واستلهم روح القيم الإسلامية الحقة لأنفق ما سوف ينفقه على الحج للمرة (الثالثة) على أسرته وأصلح شأنها ، ووفـــــرلها الحياة الكريمة وحماها من الهوان وبذلك يصبح أكثر قرباً لله !!

أخانا سويلم لم يعرف الدين الإسلامى حق المعرفة، وكثيرون من أشباهه يعتقدون أن التدين والإلتزام  هو فقط فى لبس السروال القصير وإطلاق اللحية والمداومة علــــى
الحج إلى بيت الله الحرام ،وقلوبهم غليظة كالحجارة أوأشد قسوة !!!
متى يستفيق الشباب المسلم من كبوته ويعرف دين ربه المعرفة الحقة دون مغالاة أو تطــّرف؟! متى يعرفون أن الدين المعاملة ، المعاملة الطيبة مع أهل بيتك ، المعاملة
الطيبة مع جيرانك، المعاملة الطيبة مع زملاء العمل ،المعاملة الطيبة مع عابرى السبيل !!!
متى نستفيق مما نحن فيه ؟!! متـــــــــــــــــى؟ متــــــــــــــــــــــــــــــــى؟ متـــــــــــــــــــــــــى؟!!!!!!!!
                                    أحمد عبد اللطيف النجار
                                          أديب

سرديات قصيرة //////// أب صخري !! /////////////////////////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
ــــــــــــــــــــــــــ
                       
              أب صخري ..!
بقلم
 أحمد عبد اللطيف النجار
                            كاتب عربي        
&&  ليست قصة ،، سرد قصصي يفوق القصة &&
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ          
حياتنا التى نحياها قصيرة أقصى مما نتصور ،هناك من يحياها بثمن رخيص بالتخلى عن مبادئه وإصراره على العناد والخطأ حتى ولو ظلم بعناده أقرب الناس إليه ،وهناك من يحياها بثمن غالى دفاعاً عن مبادئه وتمسكاً بحلم غالى يتمنى تحقيقه ولكن حالت                  
الظروف فى فترة ما من حياته من إمكانيه تحقيقه ،وفجأة يجد نفسه وجهاً لوجه أمام
حلمه القديم فيزداد تمسكاً به.
هذا ما حدث بالفعل لبطلة قصتنا وفاء التى نشأت بين أب صارم لا يعرف إلا إصدار الأوامر بسبب نشأته العسكرية وأم طيبة مغلوبة على أمرها وشقيقين، تكبر وفاء
وتلتحق بإحدى كليات جامعة الأسكندرية وأقامت مع جدها بعيداً عن بيت أسرتها فى
القاهرة ،وخلال دراستها تتعرف على شاب خجول مهذب يدعى مهران وهو ابن صديق
جدها ،وتمر الأيام سريعاً بالأسكندرية وتعود للقاهرة تنتظر تخرّج فتاها فى كلية الطب
وبعد تخرّجه يذهب مع والده وجد وفاء لمقابلة أبيها لطلب يدها للزواج، ويرفض والد
وفاء طلبهم بجفاء شديد بحجة انهم دون مستواهم الإجتماعى ، ويتقدم لوفاء شاب آخر وجد فيه والد وفاء الشروط الملائمة لعريس ابنته ، ويتم الزواج رغماً عنها وبالطبع لا يحدث تفاهم وإنسجام بين وفاء وزوجها الذى فرضه عليها أبيها  ويتم
الإنفصال فى هدوء تام ،وحتى تنسى وفاء تجربة زواجها الفاشل تطلب نقلها من الشركة التى تعمل بها فى القاهرة إلى فرعها بالأسكندرية وهناك تلتقى مصادفة مع مهران الذى تعرف منه انه تزوج من ابنة أستاذه الطبيب الكبير الشهير ،بل ويعمل عنـــده
فى عيادته ومستشفاه ويستعد للحصول على الماجستير بمساعدة صهره ،ولكنه يعيش مع زوجته حياة زوجية تعيسة لأنها لا تكف عن تذكيره بفضل أبيها عليه وغير ذلك من المنغصات ، ويقرر مهران ووفاء الزواج فوراً لتعويض ما فاتهما من العمر.
وعندما يعلم والد وفاء بنبأ زواجها من مهران تهب عليهم العواصف الهوجاء من كل مكان ،بل ويقوم والد وفاء بإبلاغ صهر مهران ويحاول الطبيب الكبير إقناع مهران بتطليق وفاء وتركها دون فائدة، فيقوم بتهديده بالطرد من العمل بالعيادة والمستشفى
وحرمانه من الحصول على الماجستير ،فلا يهتز مهران ولا يتزعزع عن موقف ومبادئه فى التمسك بحلمه القديم وحبه الشريف الطاهر لزوجته المخلصة وفاء.
وتتوالى الأحداث عاصفة ويفقد مهران عمله بالمستشفى والعيادة والجامعة ويستغل صهره
الطبيب المشهور نفوذه ويقفل فى وجهه كل أبواب العمل والرزق ،وتتوالى العواصف
الهوجاء على وفاء ومهران ويصمدان أمامها بكل شجاعة وإيمان برحمة الله وتحاول وفاء استرضاء والدها ولكنه يرفض بقلب جامد كالصخر أوأشد قسوة!!
بل ويقاطعها نهائياً وتصبح المسكينة وحيدة خاصة بعد سفر شقيقاها للدراسة فى أوروبا،وتستمر
المقاطعة من جانب والدها.
تقول وفاء: ماذا نفعل أنا وزوجى حتى نعيش فى سلام وبلا حروب فى الرزق وبلا ضغوط من جانب أبى ، أنا لا اريد من أبى مالاً أو مساعدة ،أريد فقط عطفه وحنانه
واعترافه بزواجى ممن أحببت!
تقول وفاء أيضاً: تشاء رحمة ربى أن يعرف شقيقاى بالمحنة التى أتعرض لها أنا وزوجى ويعرضان الأمر على صاحب المستشفى الذى يعملان به فى أوروبا وهو
طبيب فاضل فيتعاطف مع محنتنا ويقرر مساعدتنا  بتوفير فرصة عمل لزوجى مهران فى مستشفاه ونسافر معاً إلى أوروبا حيث نعيش فى هدوء وأمان ويعوضنى المولى جل فى علاه عن أيام المحنة ويرزقنى بتوأمان ،والآن كل ما أبتغيه من دنياى هو رضا أبى ليصفح عنى ولا يقطع ما بينى وبينه إلى الأبد!
هكذا أخى القارىء نرى ونلمس العبرة والعظة فى قصة أختنا المظلومة وفاء، وانى لأتعجب من موقف أبيها قاسى القلب ،من أين جاء بكل هذه القسوة؟! أقول له ما هي الجريمة النكراء التى فعلتها ابنتك وفاء ؟!
 إنها يا أباها الفاضل تزوجت فى الحلال
ولم تستطع ان تدع فرصة السعادة تفلت من يديها حين جمعتها الأقدار مرة أخرى مع من أرادته وأنتظرته طويلاً ،فهل يستحق ذلك كل هذا العقاب القاسى؟!
ألا تحن إليها وتئن عليها أحشاؤك كما تحن هى إليك وتئن عليك أحشاؤها ؟!
ألم تعرف بأن قيمة الإنسان الحقيقية تتحدد بمن يعنيهم أمرنا وبمن يمثل رضاؤنا
عنهم أو جفاؤنا لهم  شيئاً ذا قيمة وإعتبار؟!
أنت هنا يا أباها  لا تعاقب سوى نفسك إذا أصررت على أن تحرمها من كل ذلك!
إن الله يغفر الذنوب جميعـــــــــــاً فكيف لا تتسع رحمتك لما فعلت ابنتك وفاء؟!!!!
ألم أقل منذ البداية أن ما نحصل عليه بثمن رخيص ننظر إليه غالباً دون إهتمام ، أما ما نحصل عليه بالثمن الغالى  فهو وحده الذى يستحق البقاء والإهتمام والتكريم .
إنه أب قاسي القلب بلا شك ، مريض في تفكيره ، مريض في سلوكياته ، مريض في نرجسيته ، مريض في نشأته العسكرية الصارمة التي عاش فيها مسلوب المشاعر والأحاسيس ، فعاش رجل بلا قلب ، يستطيع أن يضحي بسهولة بفلذة كبده من أجل غروره العسكري وكبريائه المريض !!!
مثل هؤلاء الآباء حرام أن يحملوا لقب أب ،، لقد دنسوا ذلك اللقب الكريم بغرورهم الأحمق ودنياهم الزائفة !!
والد بطلة قصتنا عاش حياته يصدر الأوامر العسكرية والجميع يطيعونه كالعبيد ، فكان صعباً علي نرجسيته أن يجد من يقف في وجهه رافعاً راية العصيان علي أب ظالم لا يتقي الله في أولاده ، بل ويعتبرهم سلعة تُباع وتُشترى في سوق النخاسة الذي اخترعه فكره المريض !!
ومن حسن حظ وفاء أن إخوتها لم يتشربوا نفس طباع وسلوكيات أبيهم العسكري المريض !!!!
وعلي الفور يقدمان يد المساعدة لأختهم وزوجها دون خوف من عتاب أبيهم العسكري المريض نفسياً !!
ذكّرني موقف والد وفاء بموقف صدام حسين من شعبه وأمته !!!!
نفس المنطق المتحجر والغبي في التعامل مع الأحداث المصيرية التي تقرر مصير أمته وشعبه !!
أضاع الرجل شعبه بعناده ،نعم ضاع العراق للأبد ولن يعود ثانية لأمته العربية !!!
مرت حتي اليوم أكثر من  15 سنة منذ سقوط بغداد ومعها صدام ، ولم يتغير شيء ، بل من سيئ إلي أسوأ!
ثروات العراق تُنهب بيد الأمريكان وحلفاؤهم  والعرب يتفرجون !!!!
بل ويصفقون للأمريكان  ويعطونهم مئات المليارات من الدولارات مكافأة لهم علي  دمار العراق  وتفتيتها ونهبها !
إذن كل مآسينا واحدة سواء كانت أسرية أو عربية أو قومية ، نعيش في دوامة من المآسي لن تنتهي !!!
والغريب إنني أجد ( بعض ) أصحاب المنتديات الفيسبوكية ، من يلومني علي كثرة المآسي والأحزان في قصصى السردية !
بل ويقول لي ( يا أخي عايزين شوية فرفشة  الجروب دا عشان الأعضاء يفرفشوا وينسوا همومهم !)  ...
يا سيدي علي الفرفشة  والبال الرايق !!!
ذلك نموذج واحد لجيلنا الصاعد الذي سيحرر الأقصى بالفرفشة ، ويعيد الكرامة العربية في مصر سوريا واليمن والعراق وليبيا وتونس !!!
ذلك هو شبابنا العربي الذي سيحرر الأقصي بالفرفشة !!!
تباً لهم من شباب أضاعوا أمتهم وأضاعوا كل شيء!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  أحمد عبد اللطيف النجار
                          كاتب عربي