الاثنين، 21 مايو 2018

ملحمة الجاسوسية الكبرى /// 2 //// أمينة المفتي جاسوسة فو ق العادة !! //////////////////////////////////////////////////////

ملحمة الجاسوسية الكبري //  2  //
  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                     
                     أمينة المفتي
               جاسوسة فوق العادة !
                                     ( الحلقة الثانية )                 
                                                            بقلم
                            أحمد عبد اللطيف النجار
                                    كاتب عربي
  && رجاء وتنبيه &&
سلسلة مقالاتي القصصية  عن الجاسوسية  ليست سياسية ، بل هي تاريخية في المقام الأول ، قصدي منها توعية الشباب العربي  حتي لا يقع فريسة سهلة لأعداء الوطن ، وأرجو من أصحاب الجروبات المرتعشة الخائفين أن يتركوا الخوف جانباً  وكفاناً دفناً لرؤوسنا في الرمال !!!!                                      //  المؤلف  //
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 &&  تنبيه هام جدا جدا ......
حتي لا يدعي أحد الجهلاء أنني اسرق مجهود غيري ،،، مجموعة مقالاتي عن الجاسوسة أمينة المفتي مصدرها موسوعة المخابرات والعالم  وكتاب فتاة من الشرق لمؤلف مجهول الاسم  وكتاب جواسيس  جدعون  لمؤلفه العبقري الجرئ غوردون توماس وغيرها من المراجع علي الشبكة العنكبوتية .
 QQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQ

توقفنا في الحلقة الماضية عندما سافرت المرتدة الجاسوسة أمينة المفتي هي وزوجها اليهودي موشيه إلي إسرائيل .
ذهبوا إلي أرض الميعاد تتبعهم أحلام كبيرة في حياة سعيدة وطموحات ليس لها حدود ، وقد حظيت آني موشيه ( أمينة المفتي سابقاً ) باستقبال رائع جداً في مطار اللد ، تحيّر له موشيه كثيراً وظن أن زوجته شخصية معروفة في  إسرائيل أو ممثلة مشهورة وهو لا يعرف !
علي الفور أعطوهم مسكن مريح علي الطراز الانجليزى في ريشون
لتسيون ، وبعد أيام قليلة تم استدعاء أمينة في احدي الجهات الأمنية السيادية ، وتم سؤالها مئات الأسئلة عن نشأتها في الأردن  وأخواتها وجميع أقاربها ، وأجابتهم هي باستفاضة عن كل شيء ، وسألها المحقق كيف عرفت موشيه وتزوجته ؟!
وفوجئت بالمحقق يسألها عما تمثله لها إسرائيل ؟!
لم تتلجلج وأجابت بتلقائية أن إسرائيل هي وطنها الحقيقي وأنها تكره وطنها الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية الإرهابية وأن الملك حسين ملك الأردن أخطأ كثيراً في طريقة تعامله مع اللاجئين الفلسطينيين وكان من واجبه قتلهم جميعاً !
بعد كل ما قالته الخائنة أمينة طبعاً أثنوا عليها كثيراً ووعدوها بتوفير فرصة عمل رائعة لها في أقرب فرصة !
تم إخضاع موشيه لتدريبات سلاح الاستطلاع الجوي وتقلد رتبة رائد طيار في سلاح  الجو الإسرائيلي ، وتم تكليفه بإحدى المهام العسكرية في أواخر يناير سنة 1973 وطار بطائرته  الـ سكاي هوك تجاه الجبهة السورية ، وأسقطته المدفعية السورية من أو ل طلعة !
وتم إعلانه مفقوداً لأن سوريا لم تعلن عن أسر الطيار الإسرائيلي ، لكنها أعلنت أن الطائرة انفجرت في الجو وقائدها فيها !
أصيبت أمينة بصدمة شديدة عند معرفتها الخبر وظلت تصرخ صرخات هستيرية طويلة وتم إدخالها عيادة كوبات حوليم هستدروت  للأعصاب وهناك احتبس صوتها نهائيا من هول الصدمة !
بعد شهر ونصف تكلمت أمينة  قائلة أنها تشكك في البيان السوري وأن زوجها موشيه ما زال حياً !
في منزلها ظلت أمينة تهذي بكلمات هستيرية تصب جام غضبها علي العرب الذين ضيعوا حلمها في الأردن وطاردوها في النمسا  وتسببوا في مقتل زوجها في إسرائيل !
ولأنهم أضاعوا حياتها كلها تمنت الانتقام منهم جميعاً دون استثناء ، وتقدمت للتو بطلب للسلطات المختصة للسماح لها بالسفر إلي بيروت ودمشق لمعرفة أخبار زوجها المفقود .
أيام قليلة وطارت أمينة بجواز سفرها الإسرائيلي إلي فيينا  والتقت بأسرة موشيه الحزينة ، وبقيت معهم عدة أيام تتنسم عبير حبيبها المفقود !
بعد فترة قليلة حزمت حقائبها وتوجهت للمطار بجواز سفرها الأردني وطارت إلي بيروت  مدينة  المتناقضات والصراعات .
في شارع الحمراء الشهير في بيروت نزلت في أحد الفنادق ، وفي رحلة تجوالها في شوارع بيروت تعرفت علي امرأة لبنانية تدعي  خديجة  زهران  تمتلك محلاً للملابس الجاهزة ، فاشترت منها ملابس كثيرة كي تتقرب إليها أكثر ، ودلتها خديجة علي شقة صغيرة بحي الرمانة البيروتي ، بدأت منها أمينة الخائنة  رحلة البحث عن زوجها ، تتسقط أخباره بين العرب الفلسطينيين ، وبعد رحلات عديدة بين بيروت ودمشق فشلت أمينة الخائنة في معرفة أى خبر عن زوجها اليهودي المفقود !
تأكد لديها أن موشيه قد قتل بالتأكيد ، فغادرت بيروت إلي فيينا مرة أخري والأحزان تملأ صدرها  والحقد علي كل ما هو عربي يفور كالبركان بين جوانح قلبها وعقلها !
                           أمينة في مصيدة الموساد 
في شقتها في فيينا قامت ذات صباح مبكر علي اتصال تليفوني من تل أبيب ، وفي اليوم التالي استقبلت ثلاثة ضباط من الموساد ، مهمتهم إنهاء إجراءات  الإرث الخاصة بها من زوجها المفقود موشيه دون إثارة أية مشاكل مع أسرة زوجها أو الجهات الرسمية في النمسا أو إسرائيل !
كان ميراث أمينة وحدها أكثر من نصف مليون دولار  مع البيت الرائع في إسرائيل مع وضع حراسة وحماية دائمة لها فوق العادة !
ومقابل ذلك كان مطلوب منها التعاون المثمر مع المخابرات الإسرائيلية ؛ تعاون بلا حدود !
فقد كانت أمينة المفتي الخائنة كنز ثمين لا يُقدر بمال بالنسبة للموساد ، فهي امرأة عربية هجرت وطنها وأسرتها ، ولا مأوى لها اليوم سوى إسرائيل ، وكان لابد من استغلالها جيداً ببث الكراهية الشديدة في نفسها لهؤلاء العرب  الذين قتلوا زوجها  الذي كان يمثل لها الأمن والحماية .
وطبعاً كانت أمينة المفتي الخائنة لعروبتها ووطنها  ، والتي تحمل ثلاث جنسيات ؛ علي استعداد تام لعمل أي شيء يثبت ولائها لهم !
فبعدما باعت الدين والوطن لا تملك أثمن منهم لتبيعه !!
لكن لماذا خانت أمينة دينها ووطنها ، ومن أجل ماذا ؟!!
تلك هي احدي جينات الجاسوس ،، هو يولد وفي دمه الخيانة منذ مولده التعيس !
وها نحن رأينا منذ بداياتها في فيينا لم تعر للشرف انتباهاً ومارست السحاق المحرم شرعاً بكل فجور مع قريناتها النمساويات !
لقد انغمست حتي النخاع في الخطيئة وأقدمت عليها دون وازع من ضمير أو دين !!
لذا كان من السهل جدا علي ضباط الموساد إخضاعها ، وزرع كراهية العرب والمسلمين في أعماق نفسها ، وخاصة كراهية الفلسطينيين والسوريين الذين كانوا السبب في مقتل زوجها موشيه ، ففي عرف المخابرات الجاسوسية  لا تقر بمبدأ الرحمة  ولا تستجيب لنداءات الضمير !
ذلك هو عالم الجاسوسية ، عالم غريب مثير  لا يعرف العواطف ،
وفي دهاليزه المظلمة تتولد مشاعر العظمة والطموح والجنون !
هكذا سقطت أمينة المفتي في مصيدة الموساد  وأسلمت قيادها للضباط الثلاثة الذين أقاموا لها دورة تدريبية مكثفة في شقتها في فيينا استغرقت أكثر من شهر ، تعلمت فيها كل أساليب التجسس من تصوير وتشفير ومتابعة الأخبار من كل المصادر  مهما كانت تافهة ، والالتزام بالحس الأمني  والتمييز بين الأسلحة !
وتم تدريبها أيضا علي كيفية تحميض الأفلام  والهروب من المراقبة  واستخدام المسدس ، واستقدموا لها خبير من تل أبيب  في تقوية الذاكرة ، ونجحت آني موشيه بجدارة في دورتها الأولي في التجسس ، وبدأت رحلة الإصرار والتحدي للانتقام من كل ما هو عربي  وعمل المستحيل للثأر  لزوجها الذي فقد بالقرب من الجولان السورية والجنوب اللبناني !
لقد أصبحت الخائنة أمينة المفتي أكثر تحدياً وإصراراً  ولم تعد تزعجها هلاوس الليل عندما تحلم بزوجها  يسعي في الجبال ممزق الثياب ، كث اللحية ، غائر العينين ، يناديها أن تنقذه ، وكثيراً ما كانت تره جسداً ممزقاً قطعاً صغيرة تلتهمه الفئران !!
غادرت أمينة  فيينا إلي بيروت لبدأ رحلة الانتقام من العرب أجمعين ، كانت مهمتها المحددة تقصي أخبار  رجال المنظمات الفلسطينية ، ورجال المقاومة الفلسطينية الذين يؤرقون أمن إسرائيل ، ويحيلون ليلها إلي نهار  لشدة القصف والتفجيرات الفدائية .
كانت أيضاً مكلفة  بالتحري عن مراكز إقامة  قادة المقاومة ، والطرق التي يسلكها الفدائيون للتسلل إلي الأراضي المحتلة !
طلب منها الموساد التغلغل داخلهم لمعرفة أعدادهم بالتحديد وكيفية تدريبهم وتسليحهم و مدي مهارتهم في التخفي والمناورة ، ومخازن الأسلحة والإعاشة .  
ها نحن نبدأ مع الخائنة أمينة المفتي  رحلة الإفك والخيانة  لدينها وعروبتها وقوميتها !

/////  معلومات مفيدة  ......
                       أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط
في بلدان الشرق  الأوسط يوجد عادة في كل بلد جهاز استخباراتي واحد ، يتولى الاستخبارات الخارجية والمحلية  في  نفس الوقت ويرسل تقاريره إلي رئيس الدولة ، او جهاز  مخابرات وبوليس سري محلي منفصل تحت  اشراف كامل من وزارة الداخلية .
مثلاً في مصر  هناك مباحث أمن الدولة  ( اسمها تغير الي جهاز الأمن الوطني بعد ثورة 25 يناير ) .
هذا الجهاز يرسل تقاريره إلي وزير الداخلية ، بينما ترسل
المخابرات وهي جهاز الاستخبارات الخارجية تقاريرها للرئيس مباشرة .
وفي الأردن المخابرات اسمها دائرة المخابرات العامة ، وتتولي الاستخبارات الخارجية والمحلية ، وترسل تقاريرها للملك مباشرة .
اما في المملكة العربية السعودية المخابرات اسمها  المديرية العامة للتحقيقات ، وهي الهيئة الشاملة التي تشرف علي المباحث ، وهي نفسها جهاز الاستخبارات المحلية والبوليس السري  ورئاسة الاستخبارات العامة ، وترسل  تقاريرها للملك مباشرة .
&&& المصدر  :
كتاب أسياد الجاسوسية الجدد  من تأليف ستيفن غراي .
دار النشر // الدار العربية للعلوم ناشرون // طبعة 2016.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلي اللقاء غدا إن شاء الله .
والحلقة الثالثة  من ملحمة الجاسوسية الكبرى ، وحديثك الإفك والخيانة مع الجاسوسة العربية المرتدة أمينة المفتي .

                                            أحمد عبد اللطيف النجار
                                                    كاتب عربي