الخميس، 14 يونيو 2018

دعاء عيد الفطر المبارك ////////////////////////////////////////////



                   يا رب .....
        دعاء عيد الفطر المبارك 
                    كلمات
                            أحمد عبد اللطيف النجار
                                     أديب  عربي


سماء النعيم وحب مقيم
لا يستقيم إلا في الله ....
حياة القلوب وعمر يذوب
 ولا من هروب  إلا لله ....
إلهي عصينا وضلّت خطانا
إلهى مشينا طريق الهوانا
فلم ندر أين ، لم ندر كيف
لم نعرف الصدق .....
وعرفنا الزيف !
إالهي تكرّم بفضلك علينا
إلهي تعّطف وانظر إلينا
عفوك وحلمك ......
 يمحو ما جنينا ...
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رب عفوك لعبد ذليل
أضلّ وضلّ وصار عليل
قام وصلي لرب جليل
واصبح يدعو لدين الخليل
يا رب عفوك لمن كان ذنبه ...
يكبّل روحه بحمل ثقيل ....
فأنت الرحيم بكل العباد ....
أنت اللطيف بكل عليل .....
أنت اللطيف بكل عليل ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلهي أغثنا وثبّت خطانا
ارحم واغفر ذنوب سوانا
طهّر قلوباً صارت حطاما
أنت الإله الرحيم الغفور
ننساك وأنت لا تنسانا
ننساك وأنت لا تنسانا  
ننساك وأنت  لا تنسانا ....
     ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
          أحمد عبد اللطيف النجار  
                  أديب عربي                
                                                        
                          

ملحمة الإنسان والزمان /// 8 //// أخي صبحي الجيار ////////////////////////////////////////////////////////////


 ملحمة الإنسان والزمان
     /////     8   //////
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
            أخي صبحي الجيار  
                     //////  الحلقة الثامنة //////          
                                              بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                                كاتب عربي

                          أمي ......
 تحت هذا العنوان كتب أخي صبحي .....
الحديث عن أمي أكثر إحراجاً  من حديثي عن أبي .
شخصية أمي تختلف كثيراً عن شخصية أبي ، فهو عصبي ثائر ، وهي هادئة  باردة الأعصاب  ، أبي هياب متردد ، وهي جريئة  مندفعة ، أبي حنون  شفوق ، وهي  قاسية   لا تهزها آلام الغير ،ولا تتعاطف  مع المحتاجين إلي الحنان والمساعدة ، ولا ترحم الضعيف اذا تسلطت عليه ، وتتصرف وفق مصلحتها  الخاصة دون مراعاة العدالة الإنسانية ، لكنها إذا فقدت سلطتها  سرعان ما تستكين
وتستسلم  في بساطة وخضوع ، بعكس والدي الذي لا يستسلم للهزيمة ؛ بل يزداد  شراسة وهياجاً ولو كلفته المعركة حياته !
أما في درجة الذكاء فوالدي يتفوق عليها كثيراً ، وإن كانت هي  تتمتع ببراعة ملحوظة في الأعمال اليدوية التي لا تحتاج إلي ابتكار وخلق !
لكن أمي تمتاز عن أبي في بعض الصفات ، فهي أكثر منه مرحاً وتفاؤلاً ، وتتكيف في البيئة التي تتواجد فيها ؛ بعكس أبي الذي كان  يميل إلي الكآبة  والانطواء  والتشاؤم ، أما والدتي فهي لا تحمل هماً ولا تعمل حساباً للغد .
وأسوأ ما يضايقني من والدتي  أنها لا تؤمن بالتضحية من اجل الغير .
والعجيب أن هذه الأم  الجامدة العواطف كانت في حياة أبي زوجة ممتازة ؛ مخلصة ؛ متفائلة ؛ صابرة ؛ مطيعة ، تدلل ابي وتتحمل عصبيته وترضخ لديكتاتوريته ، وهي البادئة بالصلح والاعتذار ، حتى ولو كانت مظلومة !
وكان والدي أحيانا يهينها  بألفاظ جارحة ، فلا ترد شتائمه ، بل  تربت عليه مستعطفة  وتناجيه بألفاظ عاطفية مثل يا حبيبي ، يا قمر ، يا باشا !
ولا تتورع عن تقبيله أمامنا ، وكان والدي خجولاً ، وكان أيضا يحبها ، لكنه كان يخجل من إبداء عاطفته حتي
لأبنائه !
كانت والدتي تخص أبي بأطيب ما فوق المائدة من طعام ، لكنه كان يرفض بشدة ان  يتميز عنا وكان يصر علي أن يكون نصيبه مساوياً لكل واحد منا  من حيث الكم والكيف .
كانت  والدتي ضعيفة أمام الطعام الدسم ، وتتفنن في إعداده ، والعجيب أني دون أبنائها جميعاً قد ورثت عنها صفاتها الشكلية ، نفس الملامح ، الفم الصغير ، والأنف ذا المعطسين  الواسعين ، والعينين السوداوين  المستديرتين الغائرتين  والحاجبين المستقيمين !
ولولا أنني أتبع قيوداً خاصة في طعامي لاكتسبت نفس القوام البدين !
ولم أرث أنا وأخوتي عيون ابي الزرقاء وبشرته الناصعة المشربة بالحمرة ، وذلك حسب نظرية مندل في الوراثة التي أثبتت أن العيون السوداء صفة سائدة والزرقاء صفة متنحية .
أما في الصفات المعنوية ، فأنا وأمي علي  طرفي نقيض تقريباً ، لأن مكونات الشخصية لا تورث ، بل تكتسب من البيئة والثقافة  والأحداث التي تمر بالإنسان .
والواقع أني أحياناً أرثي لها ، وألتمس لها بعض العذر لأنها نشأت محرومة من الحنان طوال عمرها ، فقد ماتت أمها  بعد ولادتها بأيام ، فلم ترضع الحب في طفولتها ، ولم تهدهدها ذراعان حانيتان ، ولم تشعرها زوجة أبيها بالتضحية والإيثار ، وكان أبوها تاجراً سورياً نزح للإسكندرية .
ولما بلغت أمي السادسة عشرة ؛ تقدم لها أبي وانتزعها من عائلتها الصغيرة وأتي بها إلي بيت الأسرة في القاهرة ؛ فذاقت الأمرين  علي أيدي عماتي اللاتي كن اكبر منها سناً !
ثم مات أبوها وأخوها ولم يتعد كل منهما الخامسة والأربعين ، وبهذا أصبحت هي الفرع الوحيد في شجرة عائلتها السورية .
من ميزات أمي أنها كانت تستطيع أن تتحمل مسئولية أولادها وبيتها وتضطلع بأعبائه في يُسر ونشاط ، وهي التي كانت تشترى كل احتياجات الأسرة من ملابس إلي مأكولات إلي مفروشات .
ولا أذكر أن أبي اشترى لنا يوما قميصاً أو حذاء ، بل ان والدتي كانت تشتري له أحيانا بعض قمصانه وجواربه .
وكانت والدتي تتفاعل مع أمزجتنا ، حتي وسائل التسلية التي لا تخرج عن الراديو  أو النزهة علي النيل  وفوق كوبري الملك الصالح وكوبري عباس ، ومسرح الليدو الصيفي .
ولم تكن أمزجتنا تتنافر، فهي تُعجب بأفلام شيرلي تمبل  الطفلة ، ونحن نُغرم بمآسي  يوسف وهبي الفاجعة !
وفي الشتاء كانت تصحبنا إلي سينما الكوزمو أو سينما استديو مصر في وسط البلد .
في طفولتي المبكرة كان أمي  تحكي لنا حكايات عجيبة عن الشاطر حسن وست الحسن  والجمال ، وسكة السلامة وسكة الندامة ، وسكة اللي يروح ما يرجعشي ، وحكايات أخرى ، وجدت فيما بعد أن لها جذوراً في قصص ألف ليلة وليلة ، وكانت أمي تعي هذه الحكايات عن زوجة أبيها ، ولعل ما كانت أمي ترويه لنا هو أول ما طرق سمعي من الأدب القصصي ، الذي أصبح فيما بعد هوايتي ، ثم مهنتي التي احترفها !
وأصبحت الآن اقرأ لوالدتي  بعض إنتاجي ؛ فتستحسن معظمه وتنتقد بعضه بطريقة ساذجة !
وعلي أي حال فهي في هذا أفضل بكثير من والدي ، لأنها علي الأقل تستسيغ إنتاجي ، ولا تبخل عليّ بكلمات الإعجاب  والتشجيع ، بعكس والدي  رحمه الله ، الذي كان يتعفف عن مجر الإطلاع  علي أعمالي الأدبية أو الفنية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  نكتفي بهذا القدر ـــــــــــــــــــــــ
الحلقة التاسعة قريباً إن شاء الله .
                        إلي اللقاء ،،،،،،،،،،،
                                   أحمد عبد اللطيف النجار
                                          كاتب عربي