جواسيس فوق
العادة ( 9 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمينة المفتي
أم الجواسيس العرب !
((
الحلقة التاسعة ))
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
سلسلة مقالاتي
القصصية السردية عن الجاسوسية ليست سياسية ، بل هي تاريخية في المقام الأول ،
قصدي منها توعية الشباب العربي حتي لا يقع
فريسة سهلة لأعداء الوطن ، وقد استعنت بمصادري الرئيسية من جوجل وموسوعة المخابرات والعالم وغيرها من المصادر ،، دوري هو السرد
المبسط بأسلوبي القصصي والتعليق ، حتي لا
يدعي أحد من الجهلاء ( الصغار) أنني أسرق جهد غيري ،، فنحن أكبر من ذلك بكثير ولا
نحتاج إليه!
وأرجو من أصحاب الجروبات المرتعشة الخائفين أن
يتركوا الخوف جانباً وكفاناً دفناً
لرؤوسنا في الرمال !!!! // الجروب المرتعش
يمتنع عن النشر فوراً !! //
//
أحمد النجار //
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& تنبيه هام جدا جدا ......
حتي لا يدعي أحد
الجهلاء أنني اسرق مجهود غيري ،،، مجموعة مقالاتي عن الجاسوسة أمينة المفتي مصدرها
موسوعة المخابرات والعالم وكتاب فتاة من
الشرق لمؤلف مجهول الاسم وكتاب
جواسيس جدعون لمؤلفه العبقري الجرئ غوردون توماس وغيرها من
المراجع علي الشبكة العنكبوتية .
وإلي كل الخونة والمنبطحين من الإخوان الفاشلين ، أقول لهم لا تسخروا من الجيش المصري
العظيم وكل الجيوش العربية العظيمة ؛
جيوشنا تاج فوق رؤوسنا ؛ تحمي أرضنا وأعراضنا ، وذات يوم (( قريب جدا )) إن شاء
الله سوف يثأر الجيش المصري العظيم من أعداء الوطن لأنهم خير أجناد الأرض كما
أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان رجال المخابرات
الفلسطينية في سباق محموم مع الزمن ، يلهثون خلف الشاب الفلسطيني العابث ، يرافقهم
الشاب الأخر صاحب البلاغ الذي جاءوا به خصيصاً من فرانكفورت إلي فيينا مباشر ة .
جابوا شوارع فيينا
ومواخيرها دون فائدة وكأنهم يبحثون عن السراب !
فكر رجال المخابرات
الفلسطينية في طريقة مبتكرة للوصول لهدفهم بسهولة ، لكنها في نفس الوقت في منتهي
الخطورة وقد تكشفهم لأعين الموساد !
تلك هي البحث في
سجلات مكتب الزواج من أجانب ، لذلك كانت عملية البحث تتم في تكتم وحذر شديد وسرية
بالغة ، وتم ذلك بالفعل بواسطة خطاب مزور
صادر عن السفارة الأردنية في فيينا يخاطب إدارة
مكتب الزواج من أجانب وتكمنوا من الوصول إلي عنوان شقة أمينة المفتي والي حقيقة
زواجها المحّرم من الطيار اليهودي موشيه ، وعلي الفور طار أحد الضباط إلي بيروت
يحمل معه صورة موثقة
من عقد الزواج ،
وقام رجال رصد في نفس التوقيت باقتحام شقتها في فيينا ، وهناك عثروا علي أجندة
متوسطة الحجم سجلت فيها أمينة مذكراتها وتفاصيل عملياتها في بيروت قبل رحلتها
التدريبية الأولي إلي إسرائيل !
استجواب الخائنة
هناك وسائل متعددة
لاستجواب الخونة والجواسيس يتبعها رجال المخابرات الفلسطينية ، لكنهم الآن يقفون
أمام حالة استثنائية !
إنها امرأة عربية
خائنة ، امرأة فوق العادة ، حياتها كلها فوق العادة ، باعت دينها وأهلها ووطنها
بثمن بخس دراهم معدودات أخذتهم من الموساد
الصهيوني مقابل تجسسها علي بني وطنها من العرب والفلسطينيين !!
يا لها من امرأة
فاجرة ، امرأة من رماد ونار ، امرأة بلا قلب ولا ضمير ، تلك هي أم الجواسيس
العرب أمينة داود المفتي .
اقترح علي حسن سلامة
أسلوب وخطة جديدة لاستجواب الجاسوسة
العربية .
الخطة محورها الأساسي
هو إيهامها بأن زوجها موشيه اليهودي كان أسيراً لدى السوريين ، وتم إطلاق سراحه
منذ أيام قليلة ضمن فريق من الأسرى في عملية تبادل اسري نشرت عنها الصحف السورية
واللبنانية !
طبعاً الغرض من ذلك
هو إشعار الجاسوسة بعقدة الذنب وأنها قد تسببت في مقتل الآلاف من الشباب
العربي وزوجها ما زال حياً ،،
يعني كل ما فعلته من
جرائم قذرة من اجل زوجها المفقود ؛ كانت بلا سبب والناس ماتوا عدواناً وظلماً من نفسها الدنيئة وبذلك تشعر بالندم وعقدة
الذنب علي هؤلاء الضحايا الأبرياء !
وتم تنفيذ الخطة
فوراً بأن سربوا إليها احدي الصحف اليومية اللبنانية وقد تصدرت صفحتها الأولي صورة
زوجها الأسير وسط زملاؤه الأسري قبل ان يغادرون سوريا إلي إسرائيل برفقة رجال
الصليب الأحمر الدولي !
وطبعاً كانت هناك
نسخة وحيدة من تلك الصحيفة تم طبعها في مطابع المخابرات الفلسطينية !!
ما أن قرأت أمونة
الشعنونة الخبر حتي أصابتها صدمة عصبية
هزت جسدها كله بعنف ، ولنتركها تحكي لنا تلك اللحظات بنفسها ،
تقول أمينة في
مذكراتها : ( في السادس من سبتمبر 1975 كنت أحاول أن الملم ذاتي المبعثرة داخل
زنزانة ضيقة حقيرة ، مقيدة بالجنازير إلي الحائط ، عندما انفتح الباب في الصباح
ودخل الحارس المسلح ذو الشارب الكثيف يحمل فطوري المكون من رغيف وشريحة جبن مطبوخ
، وجلس إمامي كالمعتاد يتصفح جريدته ، ويناولني قضمة بعد قضمة ، عندما لمحت الخبر
بالصفحة الأولي :
يا إلهي ... إنه
موشيه ... نعم موشيه ... صورته تتصدر الصفحة
ومن تحتها اسمه كاملاً
، خُيل إليّ أنني في حلم ، أطير إلي الأفق وأكبو ، رجوت من الحارس أن يقرأ عليّ ما
كًتب فنهرني ساخراً ، ساعتها صرخت متوسلة
إليه أن يقرأ ؛ فأغلق فمي بالرغيف ولطمني
بقسوة علي وجهي وهو يردد : ما لك والصحيفة أيتها الحقيرة ؟ .. لفظت الرغيف وابتهلت
إليه فبسط الصحيفة أمامي علي الأرض ..
فانحنيت أقرأ لا أصدق حتي انكفأت علي وجهي كالمنومة ، أعض البلاط وألعق الحسرة ،
والفرحة وألعن عمراً ذاب في الإرهاق والغضب !
كم كنت في شوق لأصرخ
.. وأصرخ .. وأصرخ ، وأمزق وجهي بأظافري حتي يدمي لكن يداي مشدودتان بالسلاسل ولا قبل لي إلا بالصراخ ، فصرخت ... صرخت من
أعماق شراييني وأنسجتي وجثم علي صدري حمل ثقيل من الندم ... إنها أشباح مئات
الضحايا الذين قتلتهم بغبائي وقذارتي ،
تطوف الأشباح من حولي في دوران مرعب ،
ينبعث منها صوت هدير مخيف ، فأضحك ، ثم أصرخ ، وأضرب رأسي في الهواء لأصرف الأشباح
عني ، أفيق علي صوت موشيه الحبيب .. جاء لينقذني من عذاباتي .. وانحناءات عمري
القاتلة ! ).
فجر يوم الثامن من
سبتمبر 1975 تم اقتياد أمينة داود المفتي
، بعد تسعة أيام من اعتقالها ؛ إلي مكتب أبو داود وتم هناك استجوابها بنفس الأسلوب
الذي استخدمه جهاز الاستخبارات الألمانية ( الجستابو ) مع الأسري والجواسيس أيام الحرب العالمية
الثانية ، وهو أسلوب يعتمد علي علم النفس كثيراً في كسر حدة الخوف لدي
الجاسوس دون اللجوء إلي أي وسيلة من وسائل
الضغط والتعذيب ، مع محاصرته بوابل من المعلومات التي تم جمعها عنه وعن رؤسائه ،
فيضطر مذعنا للاعتراف بكل ما لديه من معلومات كان
يخفيها !
الحية الرقطاء الناعمة !
أبو داود ضابط من
ضباط المخابرات الفلسطينية القلائل جداً الذين تميزوا بأسلوب المهادنة في استجواب
الجواسيس ، هو يري أن هذا هو الأسلوب الامثل في التعامل مع الجواسيس والخونة لإشعارهم بالحسرة والندم علي الجرم الذي
ارتكبوه في حق أوطانهم ويمتلكهم الإحساس بالذنب فيعترفوا بكل شيء !
لكن هذا الأسلوب لم
ينفع مطلقاً مع الحية الناعمة أمينة المفتي ، فهي جاسوسة محترفة تم تدريبها جيدا في الموساد علي مواجهة أصعب
المواقف ، وترتيب أفكارها بحيث لا تخطئ أبدا إذا ما اضطرت إلي سرد أي رواية مرتين
!
ورغم أن أبو داود
واجهها بمذكراتها التي كتبتها في شقتها بفيينا إلا أنها تنكرت تماماً لتلك
المذكرات مدعية أنها مريضة بالتوهم وأحلام
اليقظة Delusion وقد تخيلت نفسها بالفعل عميلة إسرائيلية في
بيروت نظراً لخيالها الجامح الخصب ، ولتأثرها بقصة الجاسوسة الهولندية الشهيرة
مارجريت جير ترود ( ماتا هارى ) وابنتها
الجاسوسة باندا ما كلويد ، هذا فضلاً عن رغبتها للانتقام من كل العرب بسبب فقدها
لزوجها موشيه !
طبعاً أبو داود لم يقتنع
بكلامها كله ، فهو رجل حاد الذكاء وعظيم الخبرة في تخصصه في استجواب الجواسيس ،
وحصل علي دورات تدريبية عديدة علي أيدي رجال المخابرات المصرية العظام ، وقرأ
كثيراً في علم النفس الإكلينيكي والمنطق
والطب العقلي ، وتصنيفات الإمراض النفسية ، وبرع في التعامل مع مرضي الخيانة والكذب ، واستخلاص النتائج بعد
تحليل دقيق جدا للألفاظ والمدلولات !
كان علي أبو داود أن
يحاصر أمينة بأسرع ما يمكن حتي لا يشعر أعضاء شبكتها باختفائها المفاجئ فيفرون لخارج البلاد .
لكنه وقف حائراً أم
تلك المرأة العجيبة الناعمة الملمس كالحية الرقطاء تماماً ، كانت تدافع عن مصيرها
بشراسة لم يعهدها في غيرها من الجواسيس !
ثمانية عشرة ساعة
وأمينة لا زالت كما هي ، لم تضعف ، لم تنهار ، أو حتي تبدل كلمة واحدة من أقوالها
!
أبو دواد يسألها
السؤال نفسه عشرات المرات في حنكة ودهاء ، وهي تجيب نفس الإجابة في مراوغة ومكر
كبير ، حتي سم السيانيد بررت وجوده معها بأنها مصابة بالجنون الدوري Cyclothynia وهذا الأمر يسبب لها مضايقات وتشنجات تدفعها للتفكير
في الانتحار!
وصل أبو داود إلي
مرحلة العجز الكامل مع تلك الجاسوسة اللعينة ولم يعد أمامه سوي الأساليب المعتادة
من التعذيب الجسدي والنفسي ، فهو علي حد قوله كان يتعامل مع حية ناعمة الملمس ،
كلما حاول الإمساك بها انزلقت من بين أصابعه هاربة ، وأحال الملف كله ومعه أمونة الشعنونة إلي زميله أبو الهول ..وما أدراك ما أبو الهول
.... إنه الهول والفزع الأكبر الذي تستحقه
تلك الحية الناعمة !
السلطات اللبنانية تتسلم الخائنة
!
بعد ضغوط شديدة
تسلمت السلطات اللبنانية أمينة المفتي من الفلسطينيين ، وقد رأي القادة الثلاثة أبو
إياد وعلي حسن سلامة وأبو داود الموافقة علي تسليمها لهم حرصاً علي السيادة
اللبنانية ومنعاً لمزيد من التعقيدات خاصة ان الحرب الأهلية مشتعلة علي أشدها
ودمرت بالفعل العلاقات الطائفية بين كل طوائف لبنان !
هكذا خرجت الخائنة
المرتدة وأفلتت من يد الفلسطينيين وهي تخرج لهم لسانها تملؤها زهوة الانتصار عليهم
!
لكن القائد أبو إياد
لم يقف مكتوف الأيدي وذهب بنفسه لمقابلة وزير الداخلية اللبناني الشيخ بهيج ونجح
في إقناعه في إعطاء الفلسطينيين فرصة أخيرة لمدة ثلاثة أيام فقط لاستجواب أمينة المفتي ... وبدأت الفرصة
الأخيرة للتحقيق مع الجاسوسة بواسطة عقيد المخابرات الفلسطينية الشرس أبو الهول !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغضب المقدس !
جواسيس الموساد
ومحاولات اغتيال صدام حسين !
في كانون
الثاني يناير سنة 2003 ، قبل عملية غزو
العراق مباشرة ؛ كانت هناك عملية اغتيال تشغل بال مائير داغان رئيس الموساد والرئيس الأمريكي جورج
دبليو بوش ومساعديه .
كانت حول أفضل طريقة
لاغتيال الرئيس الراحل صدام حسين !
بعد ان أعطي جورج
دبليو بوش إشارة البدء للتحضير لغزو العراق ؛ أصدر أوامره في نفس التوقيت بإنهاء
الحظر الذي يقيد المخابرات المركزية الأمريكية CIA لاغتيال صدام حسين !
قدم وزير الدفاع الأمريكي
دونالد رامسفيلد مبرراته بأن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك الحق القانوني باغتيال
أي شخص متورط سواء مباشرة أو بالتخطيط لهجمات 11
أيلول سبتمبر 2011 ، وادعي رامسفيلد كذلك أن هناك سبب آخر لاغتيال صدام حسين هو
امتلاكه أسلحة الدمار الشامل !
وكان يعارضه هذا
الرأي وزير الخارجية كولن باول وجورج تينت
رئيس المخابرات الأمريكية .
كان المصدر الرئيسي
للمعلومات حول العراق ورئيسه هو الخائن العميل القذر أحمد الشلبي .
اعتمد عليه رامسفيلد
كثيرا !
من هو أحمد الشلبي
هذا ؟!
معارض هارب من حكم
صدام وساعد في إنشاء المؤتمر الوطني العراقي والذي يمثل حكومة عراقية في الظل لاستبدال صدام المخلوع .
كان ذلك الجاسوس
العراقي القذر مخبرا للموساد في
العراق بعد استيلاء صدام حسين علي السلطة
سنة 1979
فر بعد ذلك إلي
المملكة الأردنية الهاشمية وتولي هناك إدارة مصرف بترا ، وهذا المصرف بالتحديد كان
هو قناة الموساد في تمويل العمليات السوداء في الشرق الأوسط كله !
انهار ذلك المصرف
سنة 1979 وكان مدينا بمئات الملايين من
الدولارات للمودعين !
بعد الانهيار بوقت
قصير اتهم محمد سعيد النابلسي رئيس المصرف
المركزي الأردني ؛ أحمد الشلبي بتحويل 70 مليون دولار أمريكي من أموال المصرف الي
حساباته السرية في المصارف السويسرية !
وصل احمد الشلبي إلي
واشنطن في الوقت الذي تم فيه انتخاب جورج دبليو بوش رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
.
واستطاع بدهائه أن
يجد موقع قدم مع المحافظين الجدد في أمريكا ، وتطورت علاقاته كثيرا مع ديك تشيني
نائب الرئيس المستقبلي ونائب وزير الدفاع المستقبلي بول ولفويتز ، واستطاع من
خلالهما التعرف علي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد .
في أواخر صيف سنة
2002 وبمناسبة اقتراب الذكري السنوية الأولي لتدمير البرجين والبنتاجون يوم 11 سبتمبر ؛ أصدر رامسفيلد أمرا بتشكل وحدة
خاصة سرية في البنتاجون لإعادة تقييم
العلاقات مع صدام والقاعدة وبرنامج
العراق لأسلحة الدمار الشامل !
&&&
نكتفي بهذا القدر ....
ونستكمل محاولات
الموساد والمخابرات الأمريكية لاغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين غدا إن شاء الله .
&& مصدر
المعلومات .....
كتاب جواسيس جدعون
،، تأليف : غوردون توماس
ترجمة : مروان سعد
الدين
الناشر : الدار
العربية للعلوم / ناشرون
الطبعة الأولي 2007 م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلي اللقاء غدا إن شاء الله ....
&&&
والحلقة العاشرة ....
&&& من
ملحمة الجواسيس ألكبري .
أحمد عبد
اللطيف النجار
كاتب
عربي