الثلاثاء، 17 أبريل 2018

ملحمة ام الدنيا ////// مصر الدنيا ///// 52 ///////// غمض عينيك واحلم معايا //////////////////////////////////////////////////////////////////



   //// ملحمة أم الدنيا && مصر الدنيا  ////     52
      //////// غمض عينيك واحلم معايا  ////////
       && الجزء الثاني و الخمسون  &&
                         بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                             شاعر عربي

  &&  مصر والعرب وإفريقيا   سنة    6900 ميلادية &&

تسير قافلة الزمان ، نعبر القرون  والأكوان ، وها نحن نعيش في القرن التاسع بعد الألفية السادسة ، يعني سنة 6900 ميلادية
في ذلك القرن فتحت أم الدنيا أحضانها  لأخواتها الإفريقيات  في القارة الخضراء البكر .
نعم ما زالت إفريقيا قارة خضراء بكرية ، بكنوزها وأرضها الشديدة الخصوبة .
تعرف أم الدنيا ذلك جيداً ، وتعرف كذلك أن شعوبها خاملة ، كسولة ، لذلك قررت خوض المستحيل معهم وتدريبهم علي الزراعة  والإنتاج والإبداع .
////////  هيا نعيش مع أم الدنيا وأخواتها الإفريقيات  /////////
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في  إفريقيا الخضراء ...
صحرا كبيرة ....
وأرض وماء ....
ممكن تبقي سلة كبيرة ...
تعطينا إنتاج وغذاء ....
لكن شعوبها كسلانة ....
مرضانة بأصعب داء ...!
سألت أم الدنيا عليهم ...
قالوا دهرهم مستاء ...!
شايف إفريقيا تعبانة .....
صورتها صارت سوداء ...!
صورتها صارت سوداء ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم الدنيا قالت أزورهم ....
يمكن أعرف إيه أحوالهم ..؟
بدأت بأختها السودان ...
وجدت أهلها في حروب ...
 والمنتصر يبقي مُدان ...!
أراضيهم في الصحرا كتير ..
طينها مشقق عطشان ...
نفسه يرتوي بعرقهم ...
يطرح كام مليون فدان ...!
قمحات تتصدر للعالم ....
ولا شعبها يبات جعان !
وكفاية نقتل بعضينا ....
ونشرّد ناسنا وأهالينا ...
والإفريقي  يبقي مُهان !
الإفريقي يبقي مُهان ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم الدنيا زارت ليبيا ....
وجدت فيها صراع حكام ...
كل زعيم عايز يحكم ....
ويتحكم في العوام ...
ضاعت ليبيا في الصراعات ..
راح تاريخها في الأوهام ..
أراضيها عالية خصوبتها ...
تنتج زرع وبترول خام ...
لكن يا خسارة شعبها ...
عايش كوابيس في أحلام !
حكمهم القذافي بالزور ...
وأصدر حكم الإعدام ...
شعبه عاش محكوم بالخوف ...
عام وسنوات وأعوام ...!
وانتهي حكم القذافي ...
وليبيا عاشت في آلام ....
احتلها الدواعش ....
رافعين راية الإسلام ....
قالوا عقيدتنا بالدم ...!
ننشرها بلا خوف وملام ...
مسكين شعب المختار ....
عمره ضاع في الأوهام ...!
عمره ضاع في الأوهام ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راحت أم الدنيا تونس  شافت ....
الشايب شعره شايب ...!
زعلان علي بلده كتيييير ...
واللي حكمها أصلها خايب ...
بيقولوا عليه الزين ...
نهب  شعبه بالقوانين ....
والناس عايشة في أنين ..!
تسأل رب الكون الأعظم ...
تقول يا رب يا معين ....
هرب الزين زي الفار ...!
كان شكله سيئ ومُهين ...!
كان شكله سيئ  ومُهين ...!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زارت أم الدنيا الجزائر ....
وجدت فيها شعب عظيم ...
حرّر أرضه من استعمار ....
فرنساوي خسيس ولئيم !
ضحي عشانها الشهداء ...
في الآخرة عايشين في  نعيم ..
عبد القادر قام بالثورة ...
قال يا جزائر أرواحنا ...
في ترابك عاشقة وتهيم ...!
في ترابك عاشقة وتهيم ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زارت أم الدنيا أثيوبيا ....
سألت عن أخبار سدودها ..؟
قالت حاجة جميلة كتيييير ...
أختنا تقف علي عودها ....
لكن واجب تراعي مشاعرنا ...
الله يرحم أصل جدودها ....
نهر النيل  هبة الرحمن ....
مصر محروسة بأسودها ...
أثيوبيا قالت علي عيني ...
عملت اتفاقية مائية ....
ووافقت علي كل بنودها ....
قالت أم الدنيا أحضانها ....
فيها روايح كل جدودها ....
هيرودوت وصانا عليها ...
نهر النيل حامي أهاليها ....
سد النهضة ابن سدودها ....
أعطيها الماء من زادي ....
أصل ولادها يبقوا ولادي ....
وحدودي أمان لحدودها !
عمرنا ما نكون خاينين ....
أو في حروب متآمرين ....
علي أم الدنيا وفهودها ...
علي أم الدنيا وفهودها ...!
علي أم الدنيا وفهودها ...!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                أحمد عبد اللطيف النجار
                       شاعر عربي
 //////  أحلامنا متوصلة معكم بلا نهاية //////
  ////////////////  إن شاء الله  /////////////////





سرديات قصيرة ///////// قلوب قاسية !! /////////////////////////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
 ــــــــــــــــــــــــــ
 
                قلوب قاسية  !
                                بقلم  
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                                   أديب عربي

مازال حديثنا عن القلوب القاسية متصلا ، واقدم لكم اليوم قلب من أقسي القلوب التي قابلتها في حياتي ، إنه قلب متحجر ، بل هو أشد قسوة من الحجر الصوان !
ولنبدأ المأساة من بدايتها .... جاءتني زينب ، سيدة بائسة ، مسكينة تشكو قلة حيلتها مع زوجها قاسي القلب  ، ولنقل انه بلا قلب من الأساس .
تقول زينب : منذ فترة مرضت ابنتي الكبري دعاء التي تبلغ  من العمر 25 سنة ، وكان مرضها بالقلب ويتطلب الراحة التامة والهدوء ، لكن للأسف الشديد بسبب إهمال علاجها ساءت حالتها مما أدي الي تضخم في القلب  والرئة وارتشاح في الرئة والساق والكلي .
تحملت ابنتي دعاء مرضها بصبر عجيب ، وتحملت كذلك
تحذيرات الأطباء لها من أنها لا تستطيع الزواج وتكوين أسرة سعيدة .
ولو تزوجت فلن تستطيع الإنجاب لسوء حالتها الصحية .
كان خطيبها صابر هو الشيء الوحيد الذي يخفف عنها  وقع تلك الكلمات القاسية  علي فتاة  في مقتبل العمر ؛ تحلم بارتداء  ثوب الزفاف الأبيض كغيرها من الفتيات !
بدأت دعاء رحلتها القاسية مع المرض  وتمكن منها الداء  حتي أصبحت كالهيكل العظمي وأصبحت تقضي معظم أيامها في المستشفيات ومن حولها أنا وأخواتها وخطيبها الإنسان النبيل بكل معني الكلمة ، اما أبيها فلم تهتز له شعرة لمرضها ومعاناتها ، ولم يذهب معها للمستشفي مرة واحدة ، وكلما رجوته أن يذهب للمستشفي لرؤية ابنته وجبر خاطرها أمام خطيبها ؛ كان يجيبني بأنها تدعي المرض وانه لا وقت لديه لمثل هذا الدلع !
وحين كان المرض يشتد عليها وهي في البيت كانت آهاتها تمزق قلوب الجيران ، فيأتون إلي شقتنا ويتعاونون علي حملها من الدور السادس إلي الدور الأرضي لكي تذهب إلي المستشفي .
أما أبيها فيظل جالسا قي الشرفة يدخن السجائر  ويقرأ الجريدة في هدوء تام ، وإذا رجوته  ان ينقل ابنته للمستشفي بالسيارة الأجرة  التي يمتلكها ؛  هز رأسه
بالرفض وواصل قراءة الجريدة  والتدخين بمنهي البرود ، ويضطر الجيران للبحث عن سيارة  لنقل دعاء للمستشفي ، ويأتي خطيبها مهرولاً يقف إلي جوارها إلي أن يهفف الله عنها بعض آلامها .
كانت دعاء تحتاج إلي ستة أنابيب أكسجين  يوميا كي تستطيع التنفس والبقاء علي قيد الحياة  ، وكان قلبي ينخلع  خوفا  من أن تفرغ الأنابيب  قبل ان يتوفر لها غيرها !
وكم من مرة طلبت من زوجي  أن يدفع ثمن أنبوب واحد  للأكسجين كي تتنفس به ابنته ؛ فكان يرفض بكل قسوة ، وينفق خطيبها بكل شهامة علي علاجها ولا يتواني في شراء أنابيب الأكسجين علي حسابه الخاص  بجانب ما تنفقه دعاء نفسها من مرتبها البسيط ، وتتحمل آلامها في  صبر ورضا  وتصلي وهي نائمة  وتستمع إلي شرائط القرآن الكريم ، وتدعو ربها في كل حين ( رب اشرح لي صدري  ويسّر لي أمري ) ... كان جميع من حولها  من الأهل والجيران الطيبين يزورونها  في المستشفي ؛ يشفقون علي حالتها ؛ مدركين أن أيامها في الدنيا معدودة ، ما عدا أباها الذي زارها ذات مرة  زيارة قصيرة وهي في أسوأ حالاتها ، يومها رجته ابنته أن يبقي إلي جوارها حتي ينفذ فيها سهم القضاء  لأنها تشعر بأنها
تموت وتحتضر ، فإذا به يجيبها ببرود  بأن من يموت  بالفعل   لا يعرف أنه يموت  ولا يقول انه يحتضر كما تقول هي ، وبالتالي  فأن هذا كله تمثيل في تمثيل  ودلع بنات  لا وقت لديه لتحمله !
وينصرف عنها بلا وداع !
عند اقتراب الفجر استنجدت به كي يأتي للمستشفي  ويعيد دعاء إلي بيتها  لكي تحتضر هناك في سلام ، فرفض النزول  من البيت والاستجابة لرجائي ، ولم يمض وقت طويل  حتي فاضت روحها إلي خالقها ، وكان آخر ما طلبته مني هو أن أتصدق  بمرتبها عن الشهر الأخير من حياتها القصيرة علي الفقراء والمساكين ، وكان آخر ما قالته لي هو أنها لن تسامح أبيها  أبدا علي ما فعله بها وعلي عدم تحمل نفقات علاجها وتركه للغرباء!
كما لن تسامحه أبدا علي رفضه البقاء بجوارها في ساعتها الأخيرة  ورفضه الاستجابة لنداء أمها  له أن يأتي إلي المستشفي ليصطحبها إلي البيت لتموت علي سريرها !
اما آخر كلماتها التي قالتها في نزعها الأخير مع المرض ، هي أنها كانت تتمني  مثل كل فتاة في عمرها أن ترتدي ثوب الزفاف الأبيض  وتسعد بحياتها  مع خطيبها  صابر الذي أحبته من كل قلبها ، لكن إرادة الله  شاءت لها
أن ترتدي كفن الرحيل الأبيض ، تلك هي إرادة الله ومشيئته .
رحلت ابنتي الغالية دعاء  عن الدنيا  في هدوء وبكاها الجميع  بالدمع الغزير .
في مجلس العزاء  في البيت كنت أنا وإخوتها  وخطيبها صابر نتلقي العزاء فيها ، أما أبوها  قاسي القلب  الذي لا أجد له وصفا يستحقه ؛ فقد كان يجلس أمام التلفاز  يتابع المسلسل اليومي  ويدخن في هدوء غريب ، ولم يكتف  ذلك الأب غليظ القلب بالإساءة لابنته الراحلة  وهي علي قيد الحياة ، وإنما أساء إليها أيضا وهي قي رحاب الله .
فقد جاء خطيبها صابر لزيارتنا بعد العزاء ؛ فإذا بأبيها  يقابله بجفاء ويطلب منه عدم العودة للبيت  مرة أخري ويسأله : لماذا  تأتي الآن  وقد ماتت من كنت تأتي لرؤيتها ؟!
ساعتها كان الموقف محرج جداً  لجميع !!
لقد كنا نظن أن رحيل دعاء عن الحياة سوف يغير من بعض طباعه القاسية ، ويدفعه لأن يرعى الله فينا ، لكنه هو ...هو  لم يتغير من طباعه شيء وما زال يواصل قسوته علي أخيها المريض بالسكر ويرفض الإنفاق على علاجه ، ويواصل كذلك قسوته علينا جميعا بالسب والضرب  ....،،،، فماذا أفعل معه ؟!!!
يا الله ..... ياالله ... تلك أسرة منكوبة بأب شاذ غليظ القلب ، متحجر المشاعر ، وإني لأتعجب لحال هذا الأب الشارد  الذي نُزعت الرحمة من قلبه !!
والله إن القتلة والسفاحين  قد ترق قلوبهم  في بعض الأحيان  وتتحرك  مشاعرهم اشفاقا علي الضحايا ، فكيف خلت نفس هذا الرجل الشيطاني من أي لمسة شفقة أو رحمة بابنته الراحلة دعاء  وزوجته وأولاده ؟!!
لم أتصور أبدا أن يكون علي سطح الكرة الأرضية أب تحتضر ابنته وترجوه البقاء إلي جوارها في لحظاتها الأخيرة في الدنيا ، أو إعادتها إلي فراشها في البيت لتقضي ما بقي لها من ساعات فيه ؛ فيصم  أذنيه عن ندائها الأخير  ولا تتفجر في قلبه ينابيع الرحمة  والعطف علي تلك الابنة المُعذبة !
يا  إلهي ....!  في أي زمن نعيش والي أين  سينتهي بنا المصير ؟!
ماذا سيقول ذلك الأب الشاذ  لخالقه حين يسأله عن وديعته الغالية  التي استودعه إياها ؟!!
كيف لم يترفق بها وهي هدية خالق السماء إليه ؟!!
كيف لم يرحمها  ويرحم ضعفها وعذابها حين كانت في أشد الحاجة إليه ؟!!
كيف تخلي عن مسئوليته عنها ورفض الإنفاق علي علاجها وترك تلك المسئولية الإنسانية لخطيبها الشهم وجيرانها الطيبين ؟!!!
لقد عدنا حقاً  إلي زمن الجاهلية  الأولي ، عندما كان الرجل يأد ، يعني يقتل ابنته بكل قسوة ومشاعر متحجرة جامدة !!
بأي جواب سوف يجيب خالقه يوم الحساب الأكبر ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) .....
لقد كان ألم النفس علي ابنته الراحلة دعاء  أقسي عليها من آلام الجسد ، كانت مرارة  خذلان أبيها لها وتخليه عن علاجها ورفضه الوقوف بجوارها في لحظاتها الأخيرة ، أشد بطشاً بجسدها النحيل من علة القلب وآلامه !
بأي حق ينجو مثل هذا الوحش الآدمي  من عقاب القتل المعنوي لابنته المسكينة في الأرض قبل أن يلقي القصاص العادل في السماء ؟!
كيف يقف القانون عاجزا عن محاسبة مثل ذلك الأب الشاذ ؟!
هناك أشخاص يكفي مجرد وجودهم في الحياة لكي تتخفف الدنيا من بعض قبحها وقسوتها  وعنائها ، وهناك أشخاص آخرين يكفي مجرد وجودهم  في الحياة لكي تزداد مساحة العناء و الظلم  والقسوة فيها !
ذلك الأب الجاحد لنعمة ربه من ذلك الصنف الأخير ، ولابد من إيجاد وسيلة مشروعة لمحاسبته عما جنته يداه ولردعه عن ظلم ابنه المريض بالسكر ، والتكفير عن جنايته علي ابنته الراحلة دعاء .
كان الفقيه الكبير ابن القيم الجوزيه يقول في معرض الحديث عن قسوة القلوب  ( ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله ، وإذا قسا القلب  قحطت العين  أي جفت من ماء الدمع ) .
كل ذلك ينطبق بكل أسي  علي ذلك الأب الشاذ !
وأناشد تلك الأم المكلومة  أن تعتصم بالصبر وقراءة القرآن ، ولا تسكت بعد اليوم  علي جرائم  هذا الأب المجنون ، كي تحمي البقية الباقية من أولادها من ذلك الوحش الآدمي ....
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                        أحمد عبد اللطيف النجار
                                               أديب عربي