ملحمة ابن النيل //// 4 //// الرئيس محمد نجيب ////////////////////////////////////////////////////////////////////
الرئيس محمد نجيب
//////
4 ///////
ــــــــــــــــــــــــــــ
ابن مصر
الرئيس محمد نجيب
الحلقة الرابعة
&&
المصدر الرئيس لملحمتي كتاب كنت
رئيساً لمصر // مذكرات الرئيس الراحل محمد
نجيب .
الناشر // المكتب المصري الحديث // القاهرة .
طبعة 1984 م .
بالإضافة
إلي مصادر أخرى متعددة من الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) وكذلك الصور
التوضيحية من صديقنا العزيز جوجل .
ويا رب تفهموا أن تلك
ملحمة تاريخية وليست سياسية !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودخلنا عصر الخديوية ....
توفيقية علي إسماعيلية ..
قامت نهضة كبيرة صحيح ..
وكانت خزينة مصر ضحية .. !
أعلنوا إفلاسهم للدنيا ...
والديّانة الأوربية ...
كانت عقولهم خربانة
وقلوبهم استعمارية
وبدأنا عصر الفاروقية ..
حكمنا فاروق وأولاده ..
بنفس العقلية التركية
زيه زي ولاد خالاته ..
كانت مصر
الملكية ...
كلها وكر
لملذاته ..!!
قام جيشنا قرر يتخلص ..
من فاروق وآفاته !
ثار الضباط الأحرار
وزعيمهم محمد نجيب ..
قالوا الموت ولا العار ..!
مصر غالية علينا كتير ..
ها نحرّرها إحنا الثوار
وحاربنا استعمار بريطاني ..
استعمرنا ثمانين عام
وأخويا المصري بيعاني
قام زعيمنا عبد الناصر
أصدر قرار التأميم
علي كل خسيس ولئيم !
أعلنها للدنيا جريئة
وأعاد حقوق المظاليم
ودخلنا عصر السادات
كان زعيم فوق العادات
ومعلم نتعلم منه..
أزاي نبحث عن الذات !
عشان كده هوا بالذات ..
خططّ معركة الكرامة ..
بدهاء ومكر وثبات !!
وعبرنا علي الضفة الثانية
حققنا معاه إنجازات ... !!
نصر السادس من
أكتوبر
سنة ثلاثة وسبعين....
شال عنّا عار كبير ...
كانت رأسنا ...
كلنا في الطين !!
قتلوا السادات ...
في احتفالاته ...
بنصره علي الملاعين
قتلوه الكلاب
الخونة ...
أولاد الشياطين ...
قال يا أولادي ...
ليه الغدر ..؟!!
آه يا أولاد الغدارين !
راح الزعيم وتركنا ..
في الحزن غرقانين !
وبدأنا عصر المبارك !
اللي اسمه غير
مبارك
عشنا معاه ثلاث عقود
وسلّط علينا الدود
يسرق في الشعب ...
بقوانينه وإحنا نقول ....
الله يعينه !!
كل الشعب أصابه الخرس ..
أبكم وفي رقبته جرس !
لما مبارك يعطس عطسة
يتلموا حواليه الحرس !!
عشنا عمرنا كله هوان
مع رئيس غادر خوّان
يتحالف مع أعداء الشعب ...
حتى لو كانوا إخوان !!
شوفنا زوجته السنيورة ..
قالت له هدوءاً يا ثعبان
فين المكر ،فين الحيلة ...؟!
لأجل يكون ابنك سلطان !!
كان ناقص كمان تقول ..
أم الدنيا خلاص ملَكيِة !
في الخليج عملوها هناك ..
وشفنا البحرين سلطانية
وكمان سوريا خلّوها وراثية !!!
كله جايز وأكيد
يجوز ....
والشعوب هيا الضحية !!!
أم الدنيا حبيبتي ضاعت ..
ومبارك وعصابته باعت
أراضيها لرجال أعمالها
أكلت كل أصولها وقالت
والله دا يبقى حلالها !
قام الشعب بثورة عظيمة ...
دي في رأيي ثورة إلهية
مين كان يحلم إنه يعارض ...
ديكتاتور بالأغلبية !!
انزاح الهمّ عن أمي
أم كل المصراوية ..
ودخلنا في دوامة بلهاء
سخيفة وغبية ...!
قلنا نعمل انتخابات ..
بيقولوا عليها رئاسية
وكان الإخوان جاهزين
بالاستبن من الفجرية !
وحكمنا مرسي الإخواني
وعصابته الإخوانية ..
بعقلية مهلبية ...!!
يحلف بسماها وبترابها
ويبيع سينا وترابها ...
لأجل عيون الغزاوية !!!
ويهرّب غازها وبترولها
في أنفاق متدارية !!
وكمان عزم جوا سينا
مرتزقة عالم إرهابية
كان لازم الشعب يثور
كانت مصر عليها الدور
تبقي إمارة أفغانية ...!!
قمنا بثورة تاني كبيرة
بأعداد مليونية ...!!!
مرسي حصل له دهشة ..!
وقال عمرى ....
ما أسيب الاتحادية...
أنا شرعي رمز الشرعية ..
قلنا يا شرعي مش عايزينك ..
امشي ولمّ معاك تعابينك ..!!
وعدى عصر الإخوان ..
ومعاهم كل خوّان
وحكمنا رئيس إنسان
هدفه مصر تكون..
في أمان ..
تعلي رايتها ...
في كل مكان
أحوالنا صعبة عارفين
وعيشتنا أحوالها طين
لكن لازم نصبر ..
ونبشر الصابرين !!
لأ ... مش تمشوا ..
حلمنا لسه عايشين
مرت علي مصر أعوام ..
قول عشرة ، عشرين
ثلاثين ،أربعين عام
وشوفت بلادنا ...
فيها ناطحات ..
ومفاعل نووي وحاجات
والشعب أتغير في سلوكه
وحارب السلبيات ...
وبيوته عمرانة بالحب
الفرح في أحضانها يبات
وشوفت مصانع سيارات
وكمان شوفت الناس فرحانة
تضحك في وشك في سُكات !!
بضحكتها الحلوة تحييك ..
محتارة أزاي ترضيك !!
عشان تنام وأنت مغمّض
حضن أم الدنيا يدفيك !!
حضن أم الدنيا يدفيك !!
حضن أم الدنيا
يدفيك !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نواصل إبحارنا مع أسرار
السلطة والحكم في مصر قبل وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
يقص علينا الرئيس الراحل محمد نجيب في مذكراته
كنت رئيساً للجمهورية ؛ أحداث تلك الحقبة التي يجهلها الكثيرون من شباب
الجيل الحاضر ، وحتي الأجيال السابقة لا تعرف شيئاً عن تاريخ مصر ، لأنهم كانوا يعيشون في ظل حكم الديكتاتور مبارك الذي مسخ
كل شيء علي أرض مصر !
وذل أعناق الرجال بأباطرة حزبه الوثني
الديمقراطي !!
يقول رئسينا الراحل محمد نجيب ............
بعد أن تخرجت في كلية غوردون ، التحقت بمعهد كان يُسمي ،
معهد الأبحاث الاستوائية ، لكي أتدرب علي الآلة الكاتبة ، وعلي أعمال الموظفين الإداريين تمهيداً للعمل كمترجم ،
وكان عمل المترجم ، عملاً متواضعا أيامها !
تخرجت في هذا المعهد ، لأعمل موظفاً بثلاثة
جنيهات في الشهر ، لكنني لم أكن مقتنعاً
بذلك .
وقررت دخول الجامعة ، كنت أريد دراسة الطب أو
الحقوق ، لكنني تراجعت عن هذه الأمنية ،
بسبب مصاريف تلك الكليات التي لا تقدر
عليها أسرتي .
فقلت لا، أدخل المدرسة الحربية !
بداية مشوار المليون ميل !
يواصل رئيسنا الراحل محمد نجيب حديثه الشيّق
....
سيطر علي كياني من جديد ، المغامرة التي قام
بها خالي ، علي قدميه ، في طريق درب الأربعين
، من الخرطوم ، حتي المدرسة الحربية ، وقلت ما في داخلي لصديق العائلة إبراهيم أحمد عرابي ، ابن أحمد عرابي
باشا ، والذي كان يعمل باشكاتب في مديرية
الخرطوم .
فقال لي ....
ـــ هل تريد أن تصبح ضابطاً ، حقاً ؟
قلت نعم !
فقال في استنكار ..
ــ هل تريد أن تكون ضابط في بلد محتل ؟!...
ان الضابط في بلد محتل ليس إلا مقاول
أنفار ، كل عمله الحفر
والردم ، لا أكثر ولا أقل !
قلت له وحلم المغامرة إلي القاهرة يسيطر علي عقلي ..
ــ سأجرب حظي !
فلم يرد ، تركته لاستعد ، بيني وبين نفسي ،
للسفر إلي القاهرة ، واعترف بأنني خفت ،
ليس بسبب الطريق ، ولكن بسبب قصر قامتي عن
الطول المطلوب للقبول بالمدرسة الحربية ،
وكنت أقل من ذلك الطول بسنتيمتر واحد !
فعلت المستحيل ، بممارسة الألعاب الرياضية ،
لكي أنمي طولي وأصبح لائقاً ، لكنني فشلت
!
وكانت هناك مشكلة أخري ، كيف اصل من الخرطوم إلي
القاهرة ؟
هل أسير علي قدمي ، في طريق درب الأربعين ، كما فعل خالي ؟
حسمت ترددي .. وأحصيت النقود التي
ادخرتها من عملي المتواضع ، كموظف وتوكلت
علي الله ، وقررت المغامرة .
كان معي 9 جنيهات ، أعطيت أمي منها ستة واحتفظت لنفسي بالباقي لرحلتي .
وفي يوم 5 يناير 1917 هربت ، دون أن اخبر أحدا
.. إلي القاهرة ..إلي مصر .. أم الدنيا .
ارتدت الزى الوطني السوداني ، وركبت الدرجة
الرابعة في القطار ، والتي كانت ارخص ، لأنها كانت مخصصة للسودانيين فقط ، ووصلت
القاهرة بعد ستة أيام .
إلي حلفا من الخرطوم في 3 أيام بالقطار ، ثم إلي أسوان من حلفا بالباخرة في
يومين ، والي القاهرة من أسوان في يوم .
كانت رحلة من العذاب ، لكنني لم اشعر بذلك
العذاب ، فالمسافة بين الحلم والواقع ، بين المستقبل والحاضر ، بين المستحيل
والممكن ، هي مسافة من الأمل والعرق مهما
كان طولها ومهما كان عذابها !
وصلت القاهرة في 11 يناير ، وذهبت للمدرسة
الحربية ، وعرفت إنني وصلت متأخراً 11 يوم ، وأن الدفعة المطلوبة بدأت الدراسة
فعلياً !
كانت صدمة هائلة بالنسبة لي !!
لكنني لم أعلن هزيمتي ، وجاهدت حتي اتصلت
بالسلطان حسين كامل ، ثم قابلت سردار الجيش الإنجليزي ، سير ونجت باشا ، وعرّفته
بأبي وخالي ، كان اللقاء في السفارة البريطانية ، وكان معه رئيس أركانه ، ميجور
كامبل ،وقدمت له طلب الالتحاق بالمدرسة الحربية ، كنت كتبته علي الآلة الكاتبة ،
فسألني ...
ـــ من كتب لك الطلب علي الآلة الكاتبة ؟
ـــ أنا ..
ــ هل هذا أسلوبك في الكتابة ؟
ــ نعم .
ــ رائع جداً .
ـــ والتفت إلي رئيس أركانه ، وقال ..
ـــ ميجور كامبل ، اكتب خطاباً للمدرسة
الحربية ليأخذوه في الدفعة التالية ،
وحملت الخطاب في صدري ، ولم اصبر حتي |صل إلي المدرسة الحربية لأعرف ما فيه ،
ففتحته وقرأته ...
كان فيه عبارة واحدة ..( اقبلوا الطالب
المذكور إذا كان لائقا) .
وفي المدرسة الحربية قالوا لي ...
ــ يمكن نطلب دفعة في ابريل أو في يوليو ، عد
إلي السودان ، وسنرسل أليك تلغرافا علي عنوانك في الخرطوم ، لتحضر !
وأعطوني تذكرة مجانية للعودة الي الخرطوم ،
وتذكرة أخري من الخرطوم الي القاهرة .
وأنقذتني تذكرة العودة ، فقد نفذت الجنيهات
الثلاثة التي كانت معي ، بعد أن بقيت في القاهرة حوالي الشهر ، عشت فيه علي نوع
واحد من الطعام هو الفول والطعمية والسلاطة الخضراء !
عدت الي الخرطوم وعشت أياما من الشماتة ،
بسبب فشلي في دخول المدرسة الحربية ، كانت الشماتة من مستر سمبسون وغيره من المدرسين الإنجليز في كلية غوردون ، وكانت شماتتهم يومية
، إذ أنني لم أجد وظيفة اكسب منها لقمة
عيشي إلا في معمل الكلية التي يعملون فيها .
لكن شماتتهم لم تستمر طويلاً !
ففي 24 مارس 1917 جاء تلغراف من المدرسة
الحربية ، لأحضر إلي القاهرة ، وسافرت ، ونجحت في الكشف الطبي وفي الاختبارات الأولية
الاخري ، ولم تكن تلك الاختبارات لتزيد عن
بعض التمارين الرياضية ، ومعرفة قواعد الحساب
، وقطعة من الإملاء ، فطلعت الأول ، وقال لي مدير المدرسة الحربية هربرت
باشا :
ـــ مبروك نجيب ..أتمني أن تكون مثل والدك .
وعدت للسودان انتظر البرقية التي تحدد ميعاد
كشف الهيئة ، والتي سيكتشفون فيها أنني اقصر من المطلوب بسنتيمتر واحد !
جاءت البرقية ، وكانت الرحلة هذه المرة علي أعصابي !
ففي المسافة بين حلفا وأسوان دخلت السفينة في الطين .. غرزت لمدة 24 ساعة ، فأرسلت برقية إلي
مدير المدرسة الحربية اعتذر فيها عن تأخري عن
الموعد
يوماً وقلت له السبب ، المركب تعطلت .
ووصلت أسوان ، ورحت لاستقل القطار إلي
القاهرة ، فإذا بالقطار معطل ست ساعات ، بسبب انقلاب قاطرة علي الشريط ، فأرسلت
برقية أخري وذكرت السبب أيضاً ، ونزلنا الأقصر
لنغير القطار ، وإذا بالقطار الذي سنركبه يتأخر هو الآخر ، فأرسلت برقية ثالثة ،
وذكرت السبب الجديد ، وأخيراً وصلت القاهرة !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ نكتفي بهذا القدر ــــــــــــــــــــــــ
&& الحلقة الخامسة قريباً إن شاء الله .
أحمد عبد اللطيف
النجار
كاتب عربي