ملحمة الإنسان والزمان /// 1 /// أخي صبحي الجيار .....قصة التحدي واأمل والألم ! //////////////////////////////////////////////////////
///// 1 //////
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي صبحي الجيار
////// الحلقة الأولي
//////
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
الكثيرون من شباب الجيل الحاضر لا يعرفون من هو الأديب صبحي الجيار ؟
إنه ملحمة حية للصمود والتحدي والإيمان
الحقيقي بالله .
هو ليس مجرد رجل عادي ، ليس مجرد أديب عادي
وما اكثر أشباه الرجال والأدباء ومدعين الأدب علي الشبكة العنكبوتية !
اعترف لكم في البداية أن مصدر معلوماتي
وسردياتي وحكاياتي هو كتاب صبحي الجيار نفسه !
اقصد كتابه ربع قرن في القيود !
نعم عاش أديبنا الرائع صبحي الجيار أكثر من
ربع قرن
في قيود المرض والعجز الجسدى الشامل !!
عاش رهين
الفراش ، مثل رهين المحبسين أخونا أبو العلاء المعري !
يقع كتابه في ثلاثة أجزاء ؛ أسعدني الحظ
واستطعت بطرق خاصة جدا الحصول علي جزأين منهم ، وكنت أتمني أن يتم نشره في مشروع مكتبة اللصوص ، عفوا اقصد
مكتبة الأسرة البائدة أيام المغدور حسني مبارك وشركاه !
كنت أتمني ذلك حتي يعرف شباب الجيل الحاضر
نموذج حي وقدوة رائعة في الصمود والتحدي وتحمل الآلام مهما كانت مستحيلة !
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، ورغم أنني
أرسلت يومها للمسئولين عن مشروع مكتبة الأسرة
وكان يرأسه علي ما أتذكر الأديب الكبير الأستاذ إبراهيم أصلان ، أرسلت إليه
لنشر كتاب صبحي الجيار التحفة ؛ لكنه تجاهل
طلبي !!!
نبدأ ملحمة الصمود مع أخي الراحل صبحي
الجيار ( يرحمه الله ) .
يقول أخي صبحي في الجزء الأول من ملحمته
الخالدة ، هذا الجزء عنوانه الرئيسي هو المأساة ......
إلي كل يائس من رحمة الله ...
إلي كل من ضاقت به دنياه ...
إلي كل حي علي الأرض بلا حياة ...
إلي كل من بلغ به الكرب مداه ....
إليه ....أهدي هذه القصة .....
قصة حياتي ....
لعلها تقنعه أن الحياة حلوة ....
رغم كل شيء ....!
ويؤكد أخي صبحي أنه كان مترددا كثيراً في
تسجيل قصة حياته ؛ فهو لم يتجاوز عمره
أربعين سنه ( حينها ) .
ومن المفروض في من يسجلون قصة حياتهم أنهم
عاشوا سنوات طويلة مليئة بالتجارب والخبرات العريضة والأعمال البطولية وحكمة
الشيوخ .
آه من حكمة الشيوخ العرب أخي صبحي !!!
انظر ماذا فعلت حكمة الشيوخ في امتنا العربية
الضائعة ؟
لقد أضاعونا هؤلاء الشيوخ العرب في جامعتهم
العربية المريضة ، أضاعونا بحكمتهم المدمرة !!
منهم لله ، نقولها لهم ونحن صائمين في شهر رمضان المبارك ؛ هيا ارحلوا واتركونا !
شعوبكم العربية تكرهكم ؛ تحتقركم وحساب الله العظيم ينتظركم يوم الحساب الأكبر .
يواصل الأديب الراحل صبحي الجيار قصته :
مع هذا ففي حياتي تجربة فريدة جديرة بالتسجيل .
فقد قضيت سنوات عمري القليلة ، أكثر من ربع
قرن داخل سجن رهيب ، مقيّد الحركة ، لا
اشغل من هذا العالم العريض سوى جزء من فراشي
لا يتعدى مساحة ظلي !
وهو
نفس القدر الذي يحتله جسد ميت في قبره !
//// تعليق ....
أديبنا الغالي صبحي الجيار عاش عمره كله
يعاني من عجز وشلل رباعي في جسده الضعيف .
يعني كان مثل رهين المحبسين شاعرنا العربي
الكبير أبي العلاء المعري ، ولكن كان أخي صبحي رهين الفارش ، لم يغادره أبدا إلا
للضرورة القصوى !
يواصل أخي صبحي حديثه العذب :
ربع قرن قضيته في وضع أفقي ، وقد التصق ظهري
بالسرير وتطلع بصري إلي السقف ؛ لا تنبسط لي ساق ، ولا تنثني لي فقرات ، ولا يلمس
جنبي الفراش، لا يفرق بين ليلي ونهاري غير
حركة الجفون !
ولم يكتف القدر بأن جعلني أشبه بتمثال متحجر
، بل راح ينكل بي في قسوة بالغة ، ولم أكن قد بلغت بعد الخامسة عشرة من عمري !
شاء هذا القدر ان يحرمني من كل شيء ،، كل شيء
، القوة والحيوية ، العلم ، العمل ، المال ، العاطفة وحتي
الجنس برغم صراخه في أعماقي ، وحرمني القدر
من الزوجة والأبناء برغم تقديسي للحياة العائلية .
لكني لم استسلم لليأس وبدأت من نقطة الصفر ؛ فتناسيت قيودي وخضت صراعاً مريراً
مع القدر ، أغلبه مرة ويعرقلني مرات .
واستفدت من مواهبي الطبيعية ؛ فنميتها بالدراسة
والمثابرة والكفاح المتفائل العنيد
!
بسن قلمي استطعت أن أثقب جدار سجني وأخرج منه إلي عالم الأحياء !
عملت رساماً ومؤلفا وقصصياً ، ثم اقتحمت ميدان الصحافة ؛ فعملت سكرتيراً للتحرير ، ثم
تفرغت للأدب وجمعت بين القصة والترجمة
والتمثيلية الإذاعية والتليفزيونية ،
وصدرت لي تسعة كتب بين مؤلف ومترجم .
ونوجت الدولة المصرية جهودي مرتين ، أولاهما عندما أوفدتني بقرار جمهوري للعلاج علي نفقة الدولة ، ثانيهما
عندما وافقت وزارة الثقافة المصرية
علي تفرغي عامين كاملين أكتب فيهما قصة
حياتي بمرتب شهري قدره ستين جنيها مصرياً .
///// تعليق .....
طبعا أخي صبحي يحكي لنا عن أسعار زمااااان ،
يعني
في خمسينييات القرن الماضي ، كان وقتها مبلغ
60 جنيه مصري يساوى الآن 600 جنيه مصري في
زماننا المر الذي نعيشه حالياً !!!
&&& نكتفي بهذا القدر ....
&&& الحلقة الثانية من ملحمة
الإنسان والزمان ....
ـــــــــــــــــــــــ قريبا إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف
النجار
كاتب
عربي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية