محطات في حياة الطغاة العرب /// 2 /// الحلقة الثانية ////////////////////////////////////////////////
محطات في حياة الطغاة العرب // 2
//
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
(( الحلقة الثانية
))
قبل أن نبدأ حلقة اليوم عن عالم صدام حسين العجيب والمثير ، استأذن السادة
القراء الكرام في عرض قصيدة شعرية نادرة ، نشرها أحد الشعراء المجهولين علي
الانترنت قبل قيام الثورات العربية بأسابيع قليلة ، كان الشاعر يدعو في قصيدته
بكلمات صريحة علي الحكام الطغاة العرب ، وبأسلوب لذيذ ، ساخر جداً ، نشر ذلك
الشاعر المجهول قصيدته خلال شهر رمضان الكريم سنة 1432 هجرية .. وقد استجاب الله
دعاؤه علي الحكام المستبدين ، والقصيدة بعنوان :
دعاء الشعب العربي
في شهر
رمضان الكريم
سنة 1432 هجرية
يا رب خد كل حكامنا في يوم واحد
ما تخلي
فوق منصبه منهم ولا واحد
خلوا الفساد
في البلاد والحكم شيء واحد !
أنت اللي
قادر يا رب الكون يا واحد
*******
فرصة يا
رب وهمه في مؤتمر قمة
تبعت لهم
شوطة واحدة تكون كده عامة
زلزال
مدمر ياخدهم أو تكون حُمى !
ما تسيب
علي ضهرها منهم ولا رمة !
********
وما انساش
أوصي بالمرة علي عباس
ودحلان
وصائب وباقي شلة الأنجاس
واحد بني
كازينو ، والثاني مدمن كاس
والا قريع
اللي راسه تشبه القلقاس !
*********
وشوف
معمّر ، وعمّر قد إيه سنوات !
ما أحلاه
معّمر دماغه وغاوي مؤتمرات !
يبدأ
خطابه في يوم جمعة وييجي تلات
وهو يحكي
يعيد ، ذات نفسها الحكايات !
**********
يقعد صاحبنا علي الكرسي مرحرح دهر !
حكمه ما
يخلصش غير يا بانقلاب يا بقبر !
والناس
تعاني الفساد ، واسطة ، وسرقة ، وهبر!
ما لهاش
من الأمر شيء ، إلا الدعاء والصبر !
***********
لا فيه
نظام محترم من صحة أو تعليم
وإعلامنا
، الله ينوّر ، محترف تعتيم !
والفتوى
متفصلة ، تحليل علي تحريم
والفن
هابط ، جتو خابط ، يغور في جحيم !!
***********
لو كان
المرض خبّط يوم علي بابك
لازم
العلاج والدوا يبقوا علي حسابك
تنقذ
بمالك حياتك أنت وأحبابك !
أما
الفقير بيقولو له : طز في جنابك !!!
***********
وافتح
تلاقي صنوف الهلس في القنوات
أفلام ،
برامج علي شغل التلات ورقات !
صيّع
بيفتوا ، وأغاني عُري ، ومسابقات
والكل
يطلب علي زيرو تلات تسعات !!!
************
مين اللي
رقصت في فيلم جهنم الحمرا ؟!
البيضة
قطقوطة و لا بسبسة السمرا ؟!
يا لا
اتصل من موبايلك واطلب النمرة
واكسب يا
مؤمن سريعاً ، تذكرة عمرة !!!
***********
مين البلد
اللي يبدأ بحرف الميم ؟!
ارمي بياضك
يا مصري ....
علشان
تعيش في نعيم !
دا مصر من
قهرها ...
أصبحت
حالتها جيم !
حاكمها من
ربع قرن...
فرعون
خسيس ولئيم !
************
مين البلد
اللي ضاع في
لجنة
السياسات ؟!
رسموا
سياسته غلط..
وسرقوا
منه حاجات !
لصوص ، نور ، حرامية
كان حزبهم عصابات !
قالوا دا شعب خاضع..
مرضى علي أموات !!!
************
مين اللي نشر الفساد ..
والبؤس والسرطان ؟!
خلا غموسنا مسرطن ..
بأمر من هامان !
هانت عليه الخلايق ..
وبقلب ميت خان !
أصله اللئيم الخسيس ..
لا زم في يوم يبان !!
**********
إعلام مسيّس بلون واحد
مفيش ألوان !!
فُجر ورذيلة ، وغسيل...
المخ له عنوان !!!!
ودايماً يسبح بحمد ...
السيد السلطان !!!
تقولشي هو الدكر ....
وكل البلد نسوان !!!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
كانت تلك كلمات شاعرنا المجهول ، وكأنه كان بقلبه وشعوره النبيل ، يشعر
بقرب قيامة الحكام العرب المستبدين ، فبدأت الشرارة علي حاكم تونس شين العابدين بن
علي ، الهارب حالياً في بلاد الحرمين ، ثم انتقلت الشرارة إلي فرعون مصر الأخير
حسني الغير مبارك وتم خلعه (( بالقوة)) من الكرسي الذي التصق به أكثر من ثلاثة
عقود سوداء ، عادت مصر خلالها للوراء آلاف السنين !
ثم انتقلت الشرارة إلي ليبيا وقامت قيامة مجنون ليبيا معمر القذافي ،
وكانت نهايته اللذيذة ، الضرب بالقباقيب
مثل الملكة شجرة الدر تماماً !... وانتقلت
الشرارة بعد ذلك إلي سورية الحبيبة ، وقامت قيامة السفاح الملعون هو وأبيه بشار
الأسد ، وما زالت قيامته قائمة طوال أكثر من سبعة سنوات ، حتى يأذن الله عز وجل
بنهايته ، والتي نرجو المولى عز وجل أن تكون بالصرم والقباقيب مثل القذافي تماماً
!!
وأخيراً اشتعلت الثورة علي شاويش اليمن الخبيث الماكر علي عبد الله صالح ،
ذلك الداهية الذي نجح في خداع المملكة السعودية التي عالجته وأنقذته من جراحه
القاتلة ، وكان رد الجميل أن انقلب عليها وعلي العرب أجمعين مثل الحية الرقطاء ،
وتحالف مع مجوس إيران والحوثيين ( حثالة
البشر) ومنذ شهور قتله الحوثيين بدم بارد وذهب علي عبد الله صالح
إلي الجحيم ان شاء الله .
نعود إلي موضوعنا عن حدائق صدام أفندي حسين ، ذلك الرجل العجيب الذي صدم
شعبه والعرب أجمعين ، توقفنا في الحلقة الماضية عندما بدأ الفلاح العراقي البسيط
إبراهيم عمله في حدائق الرئيس صدام حسين ، ورأينا ذلك العقيد العراقي الضخم يتلو
عليهم أوامره وتهديداته المرعبة !
استلام العمل
كتب مؤلف رواية حدائق الرئيس محسن الرملي :
بعد ذلك نقلوهم في سيارات مظللة ، لا يمكن رؤية شيء من خلالها ، لم يركب
إبراهيم في حياته سيارة أو أية عربة أخرى
مريحة ونظيفة وسريعة على هذا النحو ،
وصلوا المكان المحدد لهم واستقبلهم عسكري يجلس علي مكتب أنيق ، أعطاهم أوامره
وميدالية لكل نفر منهم عليها رقمه ، قائلاً لهم أنتم الآن مجرد أرقام ، وليحفظ كل
نفر رقمه جيداً ، وذهب إبراهيم إلي غرفته حسب رقم ميداليته .
وجد إبراهيم رقم 42 علي اليمين في منتصف القاعة تماماً ، فتحه
ودخل ، ثم أغلقه وراح يتفحص ، غرفة صغيرة فيها مقعد ، مرآة ، مشجب تعليق ،
وخزانة ببابين ، فتحها وجد فيها ثلاث بدلات عمل زرقاء وثلاثة أزواج جزمات بالحجم
والنوع ذاته ، ، علبة مليئة بالقفازات البلاستيكية الصفراء ، مجرفة صغيرة ، منجل
صغير وأكثر من شفرة حش أعشاب ، علبة أكياس ، ثلاث قبعات .
راح إبراهيم يخلع ملابسه ويعلقها علي أصابع المشجب ، وارتدى احدي البدلات
ووجدها علي حجمه تماماً ، ثم الجزمة وكذلك
القبعة ، ثم جلس ينتظر ، بعد قليل دق
أحدهم الباب ، ثم دفعه ، حتى قبل أن يرد إبراهيم ، الذي وجد نفسه أمام شاب يملأ
إطار الباب ، بالغ الوسامة ببذلة عسكرية زيتونية غاية في الأناقة وبلا أية رتبة
عسكرية علي كتفيه أو ذراعه .
قال الشاب : خلاص أنت جاهز ، وقبل أن يجيب إبراهيم ، دخل الشاب وسحب سلة
من تحت المقعد ، وراح يأخذ شيئاً واحداُ من كل شيء في الدرج ، وواصل كلامه : سيكون
عملك حدائقي ، وتحديداً العناية بحديقة ورد ، ضع كل يوم في هذه السلة ، قفازاً ،
منجلاً ، كيس زبالة ، ثم نهض قائلاً : سينتهي عملك في السادسة مساءاً ، عندها أعد
كل شيء لمكانه في حجرتك وتغير ملابسك وتخرج ، وستجد السيارة التي ستقلك إلي جراج
العلاوي وسط بغداد... أوكي .. أتفهمني ، الآن اتبعني ، وتبعه إبراهيم حاملاً السلة
وخرجا من باب جانبي في القاعة ، وحال خروجه رأى إبراهيم ما كان ليخطر له علي بال أبداً
إلا في بعض ما كان يتخيله في الجنة !!
وجد نفسه ، فجأة أمام حلم متجسد ، أو أنه يعيش حلم حقيقي ، فضاء واسع لا
حدود له مفروشاً بالحدائق والنافورات والقصور والتماثيل ، يبدو كل شيئ مرتباً
ودقيقاً للغاية ، الدروب بين الخضرة ، تناسق الأشجار ، التلال ، البحيرات الصغيرة
، توزيع المباني ، الألوان ...بل حتى الضوء والهواء بديا وكأنهما خاضعين لتلك الهندسة المذهلة !
أيقظه من شروده صوت الشاب يناديه هيا يا عم إبراهيم اركب معي ، كانت
قربهما مركبة مكشوفة بمقعدين وحوض في مؤخرتها ، أخذ السلة من يده وأشار له بالجلوس
علي المقعد الآخر بجانبه ، ثم راح يقود العربة بانسيابية ، كأنها تنزلق بلا أي صوت
، تسير بهما في دروب مبلطة نظيفة ، مترابطة ، وكلما مر بجوار نافورة شم إبراهيم
رائحة عطر نفاذة جداً مختلفاً عن سابقه ،
وحين انتبه الشاب إلي ارتفاع صوت تشمم واستنشاقات إبراهيم المبهور وبحلقة عينيه ؛ راح يوضح له : ماء هذه
النافورات مخلوط بالعطور ، نصفها ماء ونصفها عطر ، كل نافورة لها عطرها الخاص
وأغلبه فرنسي .
الآن أنت أبو من يسمونك ؟... أبو قسمة .
ــ أهلاً وسهلاً بك عمي أبو قسمة ، إنها حدائق الرئيس ، اسمعني أنا سأوصلك
إلي عملك كل يوم ... أنت ضمن مسئولية مراقبتي، وإن شاء الله كل شئ سيكون تمام ..
تفهمني .. أنا اسمي سعد .
بدأ إبراهيم عمله في حدائق صدام ، في بيت طيني ، له تصميم خاص ورائع ،
حوله حديقة ورد عرضها ثلاثة أمتار ، فيها
كل أنواع الورود التي يمكن تخيلها ، منسقة
بشكل بديع غاية في الروعة ، علي حوافها مقاعد بيضاء وسياج حديدي أبيض، ومنخفض مائي
يكاد يشع من شدة نقائه وزرقته ، بحيث تُرى في أعماقه بوضوح النباتات والطحالب
والأسماك والسلاحف والتماسيح وكائنات مائية عجيبة !
تتركز مهمة إبراهيم بالعناية بورود الحديقة وسقيها وتنظيف تربتها ومراقبة ما قد ينحني أو
يكسره الهواء منها ، وعليه أن
يدير الورود دائماً ، بحيث تكون واجهتها في المدخل الرئيسي !
وقف إبراهيم مذهولاً !... كيف يستطيع أن يفعل ذلك ؟!!!
أجابه سعد ضاحكاً .. أوه .. لا تقلق .. اسمعني ، يبدو أنك تخيلت بأن عليك
تحريك الحديقة كلها بذراعيك وتديرها .. لا .. لا .. تعالى
قاده وهو لا زال يضحك ، حتى أوصله إلي لوحة أزرار في زاوية البيت الطيني ،
وشرح له كيف يستعملها ، بمجرد أن تضغط علي هذا الزرار فسوف تستدير الحديقة كلها
للوجهة التي تريدها !
عندما ذهب سعد ، ترك إبراهيم شارد الذهن مذهولاً مما رأى وشاهد بأم عينيه
!... إنه يعيش في عالم آخر ولا في الأحلام !
إنه عالم صدام حسين الذي أضاع أمته بأوهامه وأحلامه وعنتريته ، وما زال
العراق ضائعاً ، ما زال نخيله حزيناً يبكي الواقع المُر الذي يعيشه الوطن حالياُ
علي يد الغزاة الأمريكان ، الذين زرعوا الدواعش في قلب العراق حتى لا تقوم له
قائمة إلي الأبد !!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&&&& ملحوظة هامة جدا جد .......
المصدر الرئيس لسلسلة مقالاتي عن الرئيس صدام حسين هو كتاب حدائق الرئيس للكاتب العراقي العبقري الدكتور محسن الرملي ،
لذا لزم التنويه حفاظا علي حقوق الملكية الفكرية .
&&&&& كمان ملحوظة ........
إلي كل أشباه الرجال ( الغير محترمين ) الذين تطاولوا بالسب والشتائم عليّ
وعلي حبيبتي أم الدنيا .
أقول لهم الزموا جحوركم أيها الفئران التعيسة !
الزموا جحوركم يا عبيد صدام حسين
وكل الطغاة في التاريخ !
ولن ألوث لساني بالرد عليكم لأنكم
لستم رجال محترمين !!
&&&& الحلقة
الثالثة غداً ان شاء الله
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية