الثلاثاء، 3 يوليو 2018

ملحمة ابن النيل //// 5 //// الرئيس محمد نجيب /////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////



 ملحمة ابن النيل
الرئيس محمد نجيب
//////    5  ///////
ــــــــــــــــــــــــــــ

                             ابن مصر
                 الرئيس محمد نجيب
                              الحلقة الخامسة

&&  المصدر الرئيس لملحمتي  كتاب كنت رئيساً لمصر // مذكرات الرئيس الراحل محمد نجيب .
الناشر // المكتب المصري الحديث // القاهرة .
طبعة 1984 م .
بالإضافة  إلي مصادر أخرى متعددة من الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) وكذلك الصور التوضيحية من صديقنا العزيز جوجل .
ويا رب  تفهموا أن تلك  ملحمة تاريخية وليست سياسية !   

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    && تعليق سريع ...
بعض القراء العرب الكرام ، استنكروا دفاعي عن الرئيس المحترم زعيم الحرب والسلام  محمد أنور السادات .
حسناً هذا رأيهم واحترمه ، ولكن أحترم جدا جدا جدا  قائد حرب أكتوبر المجيدة الذي خطط بدهاء وذكاء وخبرة ، وانتشلنا من عار هزيمة يونيه 1965
ويكفيه هذا النصر العظيم علي أحفاد  القردة  والخنازير ؛ فخراً إلي يوم الدين ، رحم الله الزعيم الكبير محمد أنور السادات ، وأعدكم صادقاً ان شاء الله بملحمة وطنية طويلة جدا عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
      
         عدت بينا ...
سنين وسنين ..
أعدادنا فاقت ملايين ...
والناس صاحية ..
وكمان واعيين ..
عشان همّا عارفين ..
العالم يحترم الشعب ..
المتحضر دنيا ودين ..
شوفت أخواتي المصريين ..
أيد في الأيد متعاونين ...
ويحبوا بعض والله ..
وفي عقيدتهم متحدين ..
عمال ومصانع وآلات ..
عامرة بيها الميادين ..
وبترول واكتشافات ..
في حلايب وشلاتين
شوفت الخير غطى وزاد ..
والشمع في بيوتنا قاد ...
الإنتاج هايل ووفير ..
رجّعنا لعز وأمجاد
شوفت زميلي عبدو
في عملي قال والله ...
أنا راجل عملي ...
أقوم بشغلي بأمانة ..
مركزي فيه ...
في أعلي مكانة ...
والراتب أصبح ألوفات ...
ثلاثين ألف من الجنيهات ...
والحمد لله مستورة ..
وكمان أدخل جمعيات
قلت يا عبدو أنت عاجبني ..
بسواعدك وسواعدى نبني ...
أمى وأمك المحروسة ..
ونصّدر للخارج قمحة..
على كل قمحاية بوسة !
عبدو قال لي كفاية يا حمادة ..
أحلامك دي بتفتح نفسي ...
وأنا نفسي ...
يا أخويا في عروسة !
قلت يا عبدو مصر أمانة ...
نفديها بالروح والدم ..
والحاقد نكتم أنفاسه ..
والإرهابي يروح يتلم ..
قال الشعب  يا أخويا ملايين ...
200 مليون شغالين ..
إنتاجنا أحسن تصدير ..
من قمح لسكر لحرير ...
والسُمعة في الخارج هايلة ..
والعملة الصعبة قناطير ...
ميزانيتنا كذا مليار ...
ما نحمل همّ في تدبيرها ..
ولا نهضم في حقوق الجار ..
والتعليم آه من التعليم ...
دستوره واضح وسليم ..
مدارسنا حدائق وزهور ..
والأستاذ هادي وحليم ..
يعصر للتلاميذ أفكاره ..
من غير درس خصوصي ..
يسرقه بحرص وتعتيم ..
عشان راتبه غطى وزاد ..
مش حبة فكة وملاليم ..
أما صحة المصريين ...
صارت فُل وعال العال ..
قال لي أخويا عبد المتعال ..
ادخل أي مستشفى حكومية ..
تلقي معاملة مية المية ..
يقابلوك بالورد الأبيض ...
وملائكة رحمة بالأبيض ..
وأطباء بالبالطو الأبيض...
يبقي نهارك أبيض × أبيض ..
واختفت الأمراض الفتاكة ..
من مخاليق المحروسة ...
بخطة علمية مدروسة ..
وسألت أخويا مدبولي ..
إيه أخبار العيش البلدي ؟!
قال بصراحة كدة بالبلدي ..
الرغيف بياض وحلاوة ..
والله كأنه بقلاوة ...!
مش خسارة فيه جنيه ..
ندفعه للخباز بهداوة !
واكتشفنا بترول في توشكا ..
اللي زرعها مبارك أوهام ..
عشنا معاه نحلم بالخير ..
مانشيتات حلوة وكلام ..!
طرحت توشكا لينا بترول ..
بعد صبر سنين وأعوام ..
وما عادش فيه محليات ..
ولا لخبطة وعشوائيات ...
ولا فساد في البلديات ...
كل مدينة بتحكم ذاتها ..
بشبابها معاهم بهواتها ..
وأرض فلسطين رجعت لينا ...
بكفاح شعبها وأهالينا ..
والأقصى سمعنا أذانه ..
صلينا في قلبه وأحضانه ..
واليهود قالوا معذرة ..
علي أسرنا حرمه وأمانه ...
أم الدنيا صرخت بالعربي ..
في مليار مسلم وعربي ..
لازم تبقوا متحدين ...
امشوا في سكة توحدكم ..
أحسن من سكة شياطين ..
عدينا قرن من الألفية ..
وأنتم لسه مختلفين ..
إحنا بنحلم  بوحدتنا ..
ونبكي عليها آسفين ..!!
يمكن في الألفية الثالثة ..
تبقوا يا عرب متحدين !!
تبقوا يا عرب متحدين !!!
تبقوا يا عرب متحدين  !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الكلام اللي فوق دا ، مجرد أحلام ، وأعتقد أن الأحلام  ليست ممنوعة ، رغم أننا صرنا نعيش في زمن الكابوس العربي الكبير !
ونحن لا نخاف من الكوابيس  إطلاقاً ،، لأننا عشنا عمرنا كله في كابوس عربي كبير !
كابوس  الزعيم الأوحد وضياع أولاد المصريين وذهبهم في  حرب اليمن الخاسرة في الستينيات من القرن الماضي !
ثم كابوس أبو المعارك صدام حسين  وحربه الخاسرة مع مجوس إيران ، ثم كابوس غزو الكويت من شقيقتها العراقية في تسعينيات القرن الماضي ، ثم كابوس غزو العراق من الكلاب الأمريكان والإنجليز  في  بداية القرن  الحالي !
ثم كابوس سقوط بغداد وضياع القومية العربية للأبد !
ثم كوابيس الثورات العربية الفاشلة في  تونس ومصر  وليبيا  واليمن وسوريا !
وما تفرع منها من كوابيس فرعية  مع الحوثيين في اليمن ، والدواعش في  العراق وليبيا  وسوريا !!!
إذن صار عمرنا كله بالفعل كوابيس × كوابيس !!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نستكمل مع رئيسنا المحترم محمد نجيب مشوار المليون ميل ، يحكيه لنا بأسلوبه الساحر في كتابه الممتع ( كنت رئيساً لمصر ) .
يقول الزعيم  المصري الراحل محمد نجيب   ..........
أخيراً وصلت القاهرة ....
وكان في إنتظاري علي المحطة صديق لأبي  اسمه محمد السيد سماحة ، كنت قد أرسلت له تلغرافاً ، أطلب منه فيه أن يحضر لي بذلة جديدة  لكي ارتضيها في كشف الهيئة .
واحضر الرجل البذلة .. ودخلت الاستراحة لأقيسها ، لكنها كانت واسعة جداً ، ومع ذلك رحت بها كشف الهيئة !
أمام المدرسة الحربية وجدت مئات الطلبة  الذين لم ينجحوا في كشف الهيئة ، يسدون الأبواب  ومن الصعب اختراقهم ..
ماذا أفعل ؟! ... طلعت بسرعة علي أكتافهم ، وارتكنت علي السور ، ورحت أصرخ بأعلى صوتي ....
أنا الطالب  اللي جاي من السودان  ...
فجاءلي أونباشي  ما أزال اذكر اسمه ( عبد الله النمر ) وقال لي .. أنت فين .. تعال ...
ونزلت من علي السور ، ورحت معه ، وتحت شجرة توت كبيرة ، طلب مني أن أجلس وانتظر .
قال : لا تتحرك من هنا حتي لا تضيع في الزحام .
وكانت الأوامر التي أصدرها  رئيس أركان حرب  المدرسة الحربية ، علي باشا فهمي ، وكان برتبة صاغ ، أن انتظر تحت الشجرة ، حتي اكشف هيئة لوحدى !
انتظرت إلي أن انتهوا من الطلبة الآخرين ، ثم طلبوني .. جريت بالخطوة السريعة ، وأديت لهم التحية العسكرية  كما لو كنت في الجيش فعلاً  .
نظر لي هربرت باشا  ، وقال : أنت قصير  !!
قلت :  ــ أنا أيضاً صغير في السن ، وأمامي فرصة للنمو ، وأبي كان قصيراً مثلي ، ثم مرة واحدة انفرد !
وقال مستر براين الذى كان معلماً لأبي من  قبل ..
ـــ فعلاً  !
ونظر هربرت باشا إلي دكتور كارول  المسئول الطبي  في المدرسة ، فوافقه ودخلت  المدرسة الحربية !
كانت الدراسة بالمدرسة الحربية ، في تلك الأيام ، مقسمة إلي خمس فرق ، الفرقة الخامسة ثم الرابعة ثم الثالثة  وهكذا حتي الفرقة الأولي ، ثم التخرج ، ومدة الدراسة في كل منها ستة أشهر .
دخلت الفرقة الخامسة لكنني لم أمكث فيها سوى 24 ساعة ، كانت معلوماتي تؤهلني للانتقال   ، فوراً ، للفرقة الرابعة ، وبعد شهرين  ونصف  دخلت امتحاناً وطلعت الأول  وكان الفرق بيني وبين الثاني 107 درجات  في العلوم العسكرية  والمدنية ، فنقلوني إلي الفرقة الثالثة .
وفي العطلة الصيفية احتاج الجيش إلي ضباط ، فصدرت الأوامر  بترقية تسعة من طلبة الفرقة الأولي ، فاستتبع ذلك نقلي  أنا وخمسة طلبة معي ، إلي الفرقة الثانية ، دون أن نمر  علي الفرقة الثالثة .
في يناير 1918 جلسنا نؤدي امتحان الفرقة الثانية ، وكان هو نفسه امتحان  الفرقة الأولي  لأن مقرر الدراسة في الفرقتين  كان لا يختلف علي الإطلاق في شيء ، سوى بعض  التدريبات المخصصة لطلبة الفرقة الأولي ، وتشمل ممارسة الإدارة عملياً ، والتدريب علي ركوب الخيل ، وضرب النار ، ومشروعات التكتيك المبسطة .
وحصلت في الامتحان  علي 977  من 1000 درجة ، وتفوقت بهذه الدرجات علي أول الفرقة الأولي  بنحو 63 درجة ، وكان اسمه باشجاويش  محمد فؤاد ، الذي أصبح حكمدار بوليس السواري  بعد ذلك .
وكانت درجاتي  مفاجأة مذهلة لهربرت باشا ، فقال  ....
ــ هذه درجات قياسية  في تاريخ المدرسة الحربية !
وقر أن أتخرج مع طلبة الفرقة الأولي فوراً ، بدلاً من طالب بالفرقة الأولي  لم يحصل علي الدرجات المطلوبة للتخرج .
وهنأني الرجل بنفسه  ، لكنه فوجئ بي أبكي ..
فقال : هل هذه دموع الفرح  يا نجيب ؟
ــ لا يا سيدي ، هي دموع حقيقية !
ــ لماذا ؟
ــ لأنني كنت أود أن استكمل دراستي .. انني لم أضرب ناراً ، ولم اركب خيلاً ، وسأتخرج ضابطاً جاهلاً ، وسأكون في ذيل ترقيات النشرة العسكرية ، ولن تُتاح لي فرصة اختيار السلاح الذي أريده ، ولن احصل علي سيف الشرف  الذي يُمنح لباشجاويش المدرسة .
قال : لا تكن أحمق ، لقد رقيتك لأنك ممتاز ، وفي الجيش ستستكمل تدريباتك  العسكرية ، وإمامك الفرصة كبيرة للحصول علي نياشين  أهم من سيف الشرف  الذي يحصل عليه باشجاويش المدرسة !!
تخرجت ضابطاً قبل الأوان ، ورحت سلاح المشاة أو ( البيادة ) بلغة تلك الأيام !
بل رحت آخر كتيبة المشاة ،  الكتيبة 17  التي خدم  فيها أبي  من قبل !
وعلي الفور سافرت للخرطوم ، لأبدأ حياتي العملية كضابط في الجيش المصري ، كان ذلك في 19 فبراير سنة 1918 .
وكان عمري يومها ، بالضبط ، 17 سنة .
وهو نفس العمر الذي أصبح  فيه أبي ضابطاً !
وفي  الخرطوم ، بدأ فصل جديد في حياتي ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  نكتفي بهذا القدر ـــــــــــــــــــــــــــــ
ونواصل معاً مشوار المليون ميل مع ملحمة الشرف والبطولة الوطنية /// ابن النيل /// الرئيس الراحل المحترم محمد نجيب ، رحمه الله .
&&&  انتظرونا قريباً /// إن شاء الله .
                                        أحمد عبد اللطيف النجار
                                               كاتب عربي
                                      




0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية