السبت، 12 مايو 2018

سرديات قصيرة ///// الهروب من جهنم !! //////////////////////////////////////////////

 سرديات قصيرة
 ــــــــــــــــــــــــــ
                              
            الهروب من جهنم !
                                   بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                                كاتب عربي

إمكانية أن نهرب من نار جهنم  في الحياة الدنيا، متاحة للجميع بعملهم الطيب .
أما في الدار الآخرة  ( يوم الحساب الأكبر )  فلا ينفع الإنسان إلا عمله الطيب في حياته الدنيا !
ويومئذ لا ينفع الندم ، فلا هروب من الله إلا إليه ، وأي إنسان يعيش حياته كلها في اختبار وابتلاء وامتحان ، فقد يبتليه الله بشيطان من شياطين الإنس يزين له سوء أفعاله  ويشجعه ويرسم له الخطط كي يسير في طريق الغواية  والضلال  !
ويا ويل من يسلط الشيطان عليه امرأة ، تدعوه إلي طريق الحرام ، ويستجيب لها  دون وازع من ضمير أو دين !
صاحبي صلاح جاءني ذات ليلة  حزينا ، باكيا ، نادما ، مقهورا ، يقول :  أنا فتي في العقد الثالث من عمري .
منذ فترة  طويلة تعرفت (( عن طريق الفيسبوك )) علي سيدة متزوجة تكبرني بثماني سنوات ، ولها ابنة في العقد الثاني من عمرها .
توثقت صلتي بتلك السيدة لظروف غياب زوجها المتكرر ، حيث يضطره عمله للسفر لفترات طويلة ، فأصبحنا نتحدث في التليفون لساعات طويلة ونلتقي في ألاماكن العامة ؛ نتبادل أحاديث الحب والغرام ، كما بدأت أزورها في بيتها عند سفر زوجها !
تكررت تلك الزيارات إلي أن تخطينا كل الخطوط الحمراء والزرقاء ، وأصبحت علاقتي بها (( كاملة ))  مثل أي علاقة  بين الأزواج !!!
استمر الحال هكذا عام كامل ؛ لم يعد لكل منا شاغل سوى الآخر ، وأصبحت أزورها في بيتها كلما سافر زوجها ، وخلا البيت عليها أثناء غياب أولادها  في مدارسهم !
وتزورني هي  من حين لآخر في بيتي الذي أقيم فيه وحيدا بعد زواج إخوتي ورحيل أبي وأمي منذ سنوات طويلة !
ذات يوم فوجئت بها تعرض علىّ خطة جهنمية  تضمن لنا  استمرار علاقتنا الآثمة  بلا أي شبهات وإلي ابعد مدي !
وتجنبا لشكوك الآخرين  في تكرار زيارتي لها في بيتها ، أما هذه الخطة فهي أن ارتبط  بابنتها سهام ( ظاهريا )  وان تشجعها أمها  علي قبولي عريسا لها من ناحية المبدأ ؛ فتتسع أمامنا  الفرص لاستمرار علاقتنا الآثمة بلا أي مشاكل لعدة سنوات  لأن سهام  ما زالت طالبة  بالمرحلة الثانوية ، وقد تنضج  الفتاة خلال هذه السنوات  وتتجه مشاعرها لزميل لها في الجامعة أو العمل أو تكتشف إنني ليس فتي أحلامها ، وساعتها تعتذر عن إتمام الزواج ، فأتحلل أنا من  مشروع الارتباط بها ونفوز  نحن ( أنا وأمها )  ببضع سنوات من العلاقة المحرمة  بلا أي متاعب أو شكوك !!
وإذا حدث العكس وتعلقت بي الفتاة الصغيرة  ورغبت في استكمال  المشوار معي إلي نهايته ؛ فليس ثمة  ما يمنع ذلك ، علي أن  تتوقف علاقتي الآثمة بأمها  عند هذا الحد  وتقوم بيننا علاقة المصاهرة !!
تلك هي الخطة الجهنمية  التي ألّحت عليّ شريكتي لتنفيذها ، وفكرت بالفعل فيها لبعض الوقت ، فم أر مانع  من تنفيذها ، وكلفتها بأن تمهّد لي الطريق ؛ ففعلت وحدّثت ابنتها البريئة  عني وشجعتها علي الموافقة علي الارتباط بي !
انتظرت  عودة أبيها من السفر  وتقدمت إليه طالبا يد
ابنته ، فتردد في البداية لصغر سن ابنته ؛ لكن شريكتي في الخيانة نجحت  في إقناعه  وقالت لزوجها انه خطبها وعمرها  17 سنة فقط مثل ابنتها ، فاقتنع الرجل ( الغافل )  وأعلن موافقته بعد أن لمس من ابنته ترحيبها بهذا الارتباط !
وبالفعل تمت قراءة الفاتحة ، ثم الخطبة وأصبحت أتردد علي بيت شريكتي في الحرام  بلا أي حرج ، وازدادت فرص اللقاء المُحّرم  بيننا كثيرا ، وأصبح اتصالنا التليفوني بالساعات أمر علني ، ولم الحظ أي شكوك من ناحية سهام ، بل كانت سعيدة جدا بي  وبالمودة بيني وبين أمها  وإخوتها !!
سعدت بذلك في البداية ، فقد شعرت ان كل شيء يمضي كما هو مُخطط له  تماما !
لكني بدأتا اشعر فجأة بتأنيب الضمير  والذنب تجاه تلك الفتاة  البريئة  التي اشترك أنا وأمها (( اللعوب )) في خداعها !!
وبدلا من الابتهاج لنجاح الخطة وجدت نفسي اشعر بالخوف الشديد من غضب الله عليّ ، وبدأت الهواجس تلاحقني وتفسد عليّ كل أوقاتي ، واعتراني الضيق النفسي و الاكتئاب ، ولم اعد اشعر بالمتعة التي كنت اشعر بها مع أمها اللعوب ؛ وإنما بالألم والضيق النفسي
والشعور بالذنب !
حتي تلك السيدة نفسها لم نعد سعيدة ومبتهجة دائما معي كما كانت من قبل !
ذات ليلة نهضت من نومي  مفزوعا وأنا اشعر كأن أحد يخنقني ؛ فاستقر  عزمي بعد تفكير طويل  علي قطع علاقتي الآثمة بتلك السيدة ، وتوجهت بالفعل إليها وصارحتها بندمي  علي ما وصلنا إليه معا!
ففوجئت بها تقول لي أنها تشعر هي الاخري بنفس الشعور  وتريد أن تفاتحني  بضرورة التوقف عن الاستمرار في خطتنا الآثمة !
ساعتها  استرحت كثيرا حين سمعت منها ذلك ، واتفقنا علي توقف اللقاءات الحميمة  بيننا والاستمرار  في العلاقة العائلية  التي تجمعنا بصفتي  خطيب ابنتها وبصفتها ام خطيبتي .
التزمنا بهذا القرار وبدأ كل منا يصلي ويستغفر ربه  نادما علي ما بدر منه ، وأصبحت ادخل بيت الأسرة وقد تحررت من الإحساس بالألم والخداع !
أصبحت أم خطيبتي سهام تقابلني بود واحترام ولا تتطرق لأي أحاديث خاصة بيننا .
لكن هاجسا جديد بدأ يؤرقني وهو هل يحل لي الزواج من سهام بعد علاقتي الآثمة بأمها ؟!!!
في الواقع تحرجت كثيرا أن اسأل أحد في تلك المسألة الحساسة خوفا من الفضيحة واكتشاف أمرنا !
لكني توجهت إلي دار الإفتاء بسؤال مكتوب عن جواز  ارتباط رجل بفتاة سبق له أن اخطأ مع أمها ، ثم توقف عن الخطأ وتاب وندم !
جاءني الجواب  بأن الإمام احمد ابن حنبل قد حرّم مثل هذا الزواج  ؛ في حين أباحه الأئمة الثلاثة الآخرين !
أخذت بالرأي الأخير ومضيت في مشروع الزواج ، لكني كنت في حيرة كبيرة ، متردد وخائف لا أدري ما ينبغي أن افعل ، خاصة أن أم خطيبتي  كانت قد عرضت عليّ  ، حتي بعد توقف العلاقة الخاصة بيننا ؛ أن تحصل من زوجها علي الطلاق  وتتزوجني إذا رغبت أنا في ذلك !!
بالطبع رفضت هذا الاقتراح  بشدة حتي لا أصدم أسرتها البريئة وأتسبب في تشريد أولادها الذين ينعمون بحياة عائلية  طبيعية بالرغم من كل ما حدث !
بماذا تنصحني يا صديقي ؟!!
//////   لقد سار صاحبي صلاح في طريق الشيطان إلي نهايته وهرب بقدميه إلي  جهنم والناس كلهم يهربون منها !!
فجأة شعر صلاح بوخز الضمير  والذنب تجاه فتاة بريئة
لا ذنب لها سوى أنها ابنة تلك السيدة اللعوب !
حسنا لقد استيقظت نفسه اللوامة  بعد غياب طويل !!
إنه الآن يبحث عن ثغرة للهروب من جهنم ؛ لكن شياطين الإنس  تأبي أن تتركه ينجو بنفسه وروحه !
لقد عاش ذلك الفتي العابث  الخطيئة بكل صورها وأشكالها ، وعاث في الأرض فسادا هو و تلك المرأة اللعوب ، لا سامحها الله .
وإنني أتعجب كثيرا لفتوى دار الإفتاء  التي فتحت لصاحبي الباب علي مصراعيه  للاستمرار في الإثم  والخطيئة والغوص في الوحل  حتي الأعماق !!
لقد رجعت الي كتب الفقه وفتاوى دار الإفتاء المصرية  ، وقرأت الفتوى رقم  1164 الصادرة في عهد الإمام جاد الحق علي جاد الحق  عندما كان مفتي للجمهورية ، فوجدت فتوى  في مسألة مشابهة  تشير إلي أنه ليس ابن حنبل وحده رضي الله عنه هو الذى يحرم مثل هذا الزواج ؛ وإنما يحّرمه كذلك فقهاء المذهب الحنفي  والمذهب الثوري  والأوزاعي ؛ حيث يثبتون لارتكاب الخطيئة مع الأم ما يحرّم المصاهرة  مع أولادها !!! 
لماذا إذن يصر صاحبي صلاح  علي مخالفة أحكام الشرع والعقل والمنطق والأخلاق ؛ باستمرار وجوده في حياة تلك الفتاة البريئة  وأمها الفاسقة ؟!!
الإنسان ضعيف بطبعه أمام الإغراءات  والمثيرات ونداء الغريزة !
لماذا يا صاحبي  لا تعين تلك السيدة  علي نفسها بالخروج نهائيا من حياتها وكفاك وكفاها آثاما وذنوب ومعصية لله رب العالمين !
أصبحنا نعيش حقا أزمة ضمير أخلاقي !
يا إلهي ... ماذا حدث ؟!!
كيف هانت علي تلك الزوجة الخائنة اللعوب  نفسها ، كيف هان عليها أولادها  وزوجها الغافل الذي لم تحافظ علي شرفه  وشرف  أولاده ؟!!
نصيحتي الأخيرة لك يا صاح هي ان تهرب بعيدا عن تلك الأسرة حتي لا ينتهي الأمر كله بفضيحة  مدوية تهدم أسرة بريئة !
اهرب يا صديقي واستغفر الله رب العالمين إنه غفار الذنوب لمن صدق في توبته وندم علي ما فعل ، وصدق الله العظيم القائل في محكم آياته ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة  الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو التواب الرحيم )  53 / الزمر .
وإذا كانت تلك السيدة المجرمة خانت زوجها الغافل ، فماذا نفعل مع من خان شرف أمة بأكملها ، وسرق ثرواتها وشعبه جائع  حزين ؟!!
إنه المخلوع حسني مبارك ؟!!
ماذا نفعل معك يا مبارك بعد أن حصلت علي البراءة في مهرجان البراءة للجميع ؟!!!
أتظن انك سوف تنجو من عقاب الله  في الدار الآخرة !
أتفرح بأنك نجوت من عقاب البشر ؟!!
لا تفرح كثيرا يا مبارك !
سنلتقي جميعا أمام الله عز وجل يوم الحساب الأكبر ، وسنقتص منك ومن جرائمك التي لا تعد ولا تُحصي  في شعبك البائس المريض !!
رحلت أيها السفاح بعد أن تركت فينا عارك للأبد !!!
ارحل يا مبارك من الدنيا ومعك عارك ، تصحبك لعنات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء مصر الغالية !
أين ستهرب من جهنم يا مبارك ؟!
أنظر أنها تنتظرك  هناك  مع الطغاة والجبابرة أمثالك !
انظر إلي مقعدك في جهنم يا مبارك !
نرجو الله عز وجل ألا يستبدلك به مقعد في الجنة !!
أي جنة تستحقها يا ملعون  وقد جعلت حياة المصريين جحيم مقيم  طوال سنوات حكمك البائس الفاشل !!
ارحل أيها الفاشل ، ولن نترحم عليك وعلي أيامك السوداء ، مثلما يفعل أتباعك الواهمين !
يقولون لك آسفين يا ريس !!
علي  ماذا يتأسفون هؤلاء العملاء الخونة ؟!!
علي أمراضنا ، أم علي قهرنا ، أم علي سرقتنا ، أم  علي الذل الذى عشناه جميعا في ظل المخلوع وحزبه الوثني الديمقراطي !!
من حسن حظك انك استمعت  لنصيحة  أتباعك وفررت إلي شرم الشيخ في آخر لحظة !!!
مصير كلب رومانيا  شاوسيسكو كان ينتظرك لا محالة !!
لكنها الأقدار ومشيئة الله وحكمته أن  نراك  تموت بيننا كما غرق فرعون في اليم ، حتي تكون عبرة وآية لكل الحكام الظالمين  !!
لعلهم يتعظون ، وأظنهم لن يتعظوا أبدا !!
ــــــــــــــــــــــــ والله الموفق  والمستعان ـــــــــــــــــــــــ
                                      أحمد عبد اللطيف النجار
                                              كاتب عربي 







0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية