الجمعة، 16 مارس 2018

سرديا ت قصيرة //// شحية هواها /// 2 //////////

سرديات قصيرة
ـــــــــــــــــــــــــــ

                               ضحية هواها !  //  2  //
                                     بقلم
                            أحمدعبد اللطيف النجار
                                  أديب عربي

مرت الأيام وأصبحت أجلس كل يوم بالساعات الطوال أمام شاشة الانترنت ، أحادث صديقاتي ، ولم يعد زوجي (( الغافل)) يسمع مني أي شكوى أو مطالب ، بل واعترف انه ارتاح كثيراً من إزعاجي له وطلباتي التي لا تنتهي !!
كنت كلما خرج زوجي من البيت أقبل كالمجنونة علي الانترنت ، أتصفح عالمه السحري بشغف شديد وانعزل تماماً عن الدنيا وأولادي !
تعّرفت من خلاله علي إناس كثيرين (( كلهم )) بأسماء مستعارة ، إلا ما ندر ، منهم الرجال ومنهن النساء ، كنت أحاور كل من يحاورني عبر الشات والدردشة والغرف المغلقة ، حتى وأنا اعرف أن الذي يحاورني رجل غريب عني !!!!
مع مرور الوقت  تعرفت علي شخصيات(( افتراضية)) لا حصر لها من الرجال والنساء .
ذات يوم فوجئت بشيطان من شياطين الإنس يخاطبني عبر الانترنت بعبارات رومانسية جذابة ومثيرة ، مما استرعى انتباهي ، خاصة وانه ليست لي أي تجارب مطلقاً  علي ارض الواقع ، فانا زوجة محترمة مخلصة لزوجي وأولادي ، أما في هذا العالم الافتراضي  فالمجال واسع لا حدود له !!!!!!!
كان ذلك الشخص ولنرمز له بحرف (( ك)) ... كان يحاورني في أمور الكمبيوتر والتكنولوجيا العصرية ، وأدركت انه خبير في هذا المجال ، فكنت الجأ إليه  ببراءة وسذاجة لحل أي عقبة أو مشكلة تواجهني خاصة بالانترنت .
لقد أحببت حديثة الخلاب الذي يسلب العقول وكلامه المعسول وقفشاته ، كان مسلياً لأقصى حد !!!
بدأت علاقتي به عبر الشات  تقوى مع  الأيام ، حتى فوجئت به ذات مرة يطلب سماع صوتي عبر الهاتف المحمول ، في البداية رفضت بشدة ، فقاطعني فترة طويلة كنت خلالها أتعذب  لانقطاع الحوار بيننا ، وأخيرا استسلمت ووافقت علي طلبه (( الخبيث)) بشرط أن تكون مكالمتي له عبر الهاتف لمرة واحدة فقط ، وبالفعل كتبت له رقم هاتفي في الشات واتصل بي ، وليتني ما فعلت ، فقد كان صوته أكثر سحراً من حواره المكتوب في الانترنت !!!
أعلم علم اليقين أن إبليس اللعين كان يلازمني ويسوس لي بكل قبيح علي أنه فضيلة وشيء عادي !!!!
نعم لقد سمعت همسات الملعون إبليس : ( لا شيء في مكالمة واحدة وينتهي كل شيء ... سوف تخسري هذا الشاب الذي يحبك... إنه رجل نادر لن يتكرر ومن الصعب أن تعوضيه ... لا تترددي .. هيا .. هيا !!!) .
نفذت همسات وإغراءات إبليس اللعين وتكررت مكالماتنا ، حتى تجرأ (( ك)) ذات مرة وطلب رؤيتي لمرة واحدة فقط ، وألح في طلبه ، فصارحته إنني امرأة متزوجة وأحب زوجي وأولادي ، لكنه أصر وإلا الفراق إلي الأبد !!!
إنه يريد رؤيتي فقط ولا شيء أكثر من ذلك ، هكذا أوهمني وصدقته بعد إلحاحه الشديد ، لقد وافقت علي رؤيته بشرط أن يكون أول وآخر طلب يطلبه مني !
لا أدرى كيف وافقت علي لقاءه وأنا الزوجة والأم التي زوجها وأولادها ؟!!
وافق (( ك)) علي شروطي وأقسم بأن تكون نظرة واحدة فقط ... إنها نظرة الحسرة والندامة ... إنها سهم من سهام إبليس اللعين .. ليتني أدركت ذلك قبل فوات الأوان .. لقد كنت غافلة مسحورة
بعالم الشياطين التكنولوجي !!
تواعدنا علي اللقاء في أحد الأسواق الشعبية  المكتظة بالناس ، وبالفعل رأيته ورآني ، وليتني ما رأيته ، لقد كان شخص مفتول العضلات ، وسيماً وجذاباً للغاية ، أعجبني فيه كل شيء !!!!
ومن ناحيته قال لي في الهاتف أنني أسرته بجمالي وأنه يحبني بجنون !!!
وأنه سوف (( يقتل))  نفسه إذا لم يرني مرة أخرى !
يا إلهي !!.... ماذا فعلت بنفسي .. ماذا دهاني ؟!! 

أين شرفي وكرامتي وشرف زوجي الحبيب واولادى ؟! .. أغثني يا الله ... كيف أخون  زوجي  وهو يعاملني أحسن معاملة ، ولم يقّصر معي في أي شيء ؟.... كيف .... كيف ؟!!!!!

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية