سرديات قصيرة /// ضحية هواها ! // 1 //
سرديات
قصيرة
ـــــــــــــــــــــــــ
ضحية
هواها !// 1 //
بقلم
أحمد
عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
الانترنت !!! .....
آه من ذلك الاختراع اللعين الذي دخل بيوت العزة
والشرف والكرامة ، فألبسها ثوب المذلة والعار الأبدي !!!
إنه الشبكة العنكبوتية الدولية المنتشرة حول
العالم كله حتى صارت الدنيا كلها قرية صغيرة والتواصل بين البشر صار سهل وممكن
جداً!
لقد أحسن (( الحكماء)) من الناس في الغرب استخدام
تلك التكنولوجيا الجبارة ، فتقدموا
وارتقوا بشعوبهم ، أم نحن أمة الإسلام والعرب ، فقد استخدمناه أسوأ استخدام ،
وبمنتهي الغباء جعلناه أداة للهو والخلاعة والمجون والدردشة الجوفاء في الغرف
المغلقة ، واخترعنا أدب المدونات ، وما هو بأدب ، بل قل قلة أدب وانعدام ضمير ودعوة علنية ومجانية لممارسة الرذيلة باسم
الحضارة الزائفة !!!
فيا كل أب ، ويا كل أم ، هل تعلمون ماذا يفعل
أولادكم وبناتكم عندما ينعزلون ساعات طوال في غرفة معلقة أمام شاشة الانترنت؟
هل فكرتم في متابعتهم (( خاصة البنات منهن
)) ... هل عرفت ماذا تكتب ابنتك أو زوجتك
للشباب التافه وأشباه الرجال في ساحات
الحوار والدردشة والمدونات ، وماذا ترسل لهم من
صور أو يرسلون هم إليها من صور وفيديوهات
؟!!!
(( س)) من الناس جاءتني ذات صباح حزين تحمل كل
هموم الدنيا فوق رأسها قائلة :
دعني أقص عليك مأساة امرأة صديقتي ، وليكن اسمها
الرمزي (( كشعم)) ... يا لها من مأساة وعِبرة لكل زوجة وفتاة تستخدم ذلك السلاح
الشيطاني المنتشر بين الجميع تحت مسمي الانترنت !
كانت بداية دخولها عالم الشياطين التكنولوجي عن
طريق أحدى صديقاتها القليلات ، دعتها ذات يوم إلي بيتها ، وكانت من ( مدمني)
الانترنت !.... تقول (( كشعم )) :
لست أدرى كيف جذبتني إلي ذلك العالم السحري ،
فتعلمت منها كل شيء عن الانترنت من الألف إلي الياء !
عرفت كيف أتصفح وابحث عن المواقع ، الطيب منها
والخبيث ( الإباحي) حتى أنني أصبحت مدمنة
للانترنت وأقنعت زوجي المسكين بضرورة أن
يشتري لنا كمبيوتر به وصلة انترنت سريعة وقوية !!
في البداية رفض زوجي طلبي نهائياً ، لكنه أمام إصراري
لم يجد مفراً من الموافقة ودخل الكمبيوتر ومعه الانترنت بيتنا الهادئ الآمن ....
وليته ما دخل .. ليته ما دخل .. ليتني أُصبت بالعمى والشلل قبل أن أقرر دخول عالم
الانترنت !!!!!!
لست أدرى كيف اقتنع زوجي بسهولة هكذا آخر المطاف ؟!
قلت له أنني اشعر بالملل وأنا بعيدة عن أهلي ومعارفي ، وان كل صديقاتي يستخدمن الانترنت في
التواصل فيما بينهن ، فهو ارخص من الهاتف العادي والمحمول ، وافق زوجي كي يرضيني ، هكذا كان يظن وليته رفض
طلبي ، ليته ضربني حتى لا ادخل وكر
الأفاعي والشياطين بإرادتي !!!!
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية