الأربعاء، 30 مايو 2018

ملحمة الإنسان والزمان /// 2 //// أخي صبحي الجيار /// الحلقة الثانية //////////////////////////////////////////////////////////////////////

 ملحمة الإنسان والزمان
     /////    2  //////
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
            أخي صبحي الجيار  
                     //////  الحلقة الثانية //////          
                                              بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                                كاتب عربي

نواصل رحلتنا الشيقة مع أديبنا الكبير  صبحي الجيار  رحمه الله .
هو أديب فوق العادة ؛ تحدي جراحه وآلامه  وانتصر علي المرض واليأس بروحه المتفائلة  ونفسه النورانية   الشفافة .
انظروا  معي ماذا فعل أخي صبحي  رغم قيود المرض  وأغلال  اليأس من حوله .
أقول هذا  للجيل الحاضر كي يتعلم كيف يكون رجلا حقيقيا  ولا يتخذ من أشباه الرجال  قدوة !
رغم أن إعلامنا المصري والعربي كله قائم علي أشباه
الرجال !!
يواصل أخي صبحي حديثه  العذب :
المهم أني  ــ بفضل الله ــ استطعت أن أجعل  من حطام إنسان  رجلا ناجحا ؛ يعيش في رغد العيش  بمجهوده وكفاحه ، وخلقت من اليأس إنسانا متفائلا  مرحاً ، يسعد بحياته إلي أبعد الحدود ، وينهل من متاع الدنيا ما يعوض  حرمان السنين  الغابرة ، ويرفع جفنيه الي السماء  ممتناً شاكرا   علي ما وهبته من سعادة لا يتمتع بها كثيرون  من ذوي الأجسام المنطلقة ، والنفوس الحبيسة في سجن اليأس  والقنوط !
هؤلاء الذين يبالغون في القليل الذي حرموه ، وينكرون  الكثير الذي يتمتعون به !
تلك هي حياتي المتواضعة في عدد سنواتها وفي بساطة أحداثها الخالية من العنف والمغامرة  والبطولات ، لكنها غنية بالأحاسيس  الجياشة من ألم ويأس ، وأمل وبأس  وإرادة وصبر ، وفشل وانتصار ، وحنان وحقد ، وعزم وتصميم ، وإيمان  مطلق بعدالة خالق الأرض والسماء ، وتفسير متفائل  لنكبات الدهر ، ودراسة متأملة لفن الحياة  وفلسفة السعادة .
//// يواصل أخي صبحي حديثه العذب :
في حياتي أوضاع مقلوبة بالنسبة للإنسان العادي ، لكنها
بحكم ظروفي أصبحت تصرفات عادية .
الإنسان العادي مثلا ، إذا أراد  أن ينام ، فهو يريح رأسه علي الوسادة ، أما أنا فعندما أنام  ، فإني أريح رأسي من الوسادة المضغوطة عليها طول النهار ، والطريف ان رأسي تظل معلقة في الهواء ومرتفعة  عن السرير ، تاركة مكان الوسادة خاليا !
وذلك سببه أن فقرات ظهري متيبسة ، والعجيب ان هذا الوضع  بالنسبة لي مريح جدا!
//// تعليق  .....
كان أديبنا الراحل صبحي الجيار يرتدي طول الوقت ملابس الخروج نهاراً وليلاً ، حتي وهو نائم أو مستلقي  علي السري في النهار ، تلك الملابس كانت تمنحه شعور بالانتعاش  وأنه ليس مستسلم للفراش  والمرض .
يواصل اخي صبحي كلامه ....
إن الحديث عن الذات شائك تعترضه  المزالق ؛ فإن تغنيت بنعم المولي  وسبحت بحمده ، فقد انزلق إلي التباهي والغرور !
وإذا تغاضيت عن مواقف النجاح في حياتي ؛ فإني أكون قد جافيت الواقع  والأمانة التي يتحتم ان يلتزمها كل من يتصدى  للترجمة الذاتية ، وإذا ذكرت عيوبي وكبواتي فقط من باب التواضع ؛ فإني أكون بذلك قد ظلمت نفسي
وخرجت بالكتاب  عن هدفه وهو استخلاص العبرة من حياة إنسان بكل ما له وما عليه .
كذلك الصراحة  المطلقة في المذكرات الشخصية  والسيرة الذاتية غير  مستحبة لاعتبارات  كثيرة  منها ما تفرضه تقاليدنا الشرقية ، و منها ما يمس الأطراف المشتركة معي في أحداث معينة .
 وإن جاز لي ان اكشف عن أسرار نفسي ؛ فليس من حقي أن أبوح بأسرار الآخرين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ  نكتفي بهذا القدر ـــــــــــــــــــــــــ
&& إلي اللقاء والحلقة الثالثة ان شاء الله
ــــــــــ من ملحمة الإنسان والزمان وأخي صبحي الجيار .
                                  أحمد عبد اللطيف النجار
                                         كاتب عربي   






0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية